أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صبيحة شبر - الحرية الشخصية والدين














المزيد.....


الحرية الشخصية والدين


صبيحة شبر

الحوار المتمدن-العدد: 1399 - 2005 / 12 / 14 - 11:12
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الحرية كلمة جميلة يعشقها الإنسان ، ويبذل روحه من أجل الوصول إليها ، والتمتع بها ، ولكن كيف تنظر الأديان الى الحرية الشخصية ؟ الإسلام من الأديان التي نصت على احترام الحرية الشخصية ، وان الإنسان حر في اعتناق المبدأ الذي يشاء ، حر في إبداء رأيه والدفاع عنه ضد المعتدين الذين يحاولون النيل منه او محاربته ، والإنسان حر في الوسيلة التي يختارها في تحصيل قوته ، حر في اختيار سكنه ، حر في الملبس الذي يتلاءم مع شخصيته ، ويمنحه شكلا مقبولا من الآخرين ، يتمتع باحترامهم وتقديرهم ، والإنسان حر في كسب الثروة والدفاع عنها اذا ما حاول احد ان يسرقها منه او يسلبه حقه فيها ، ولكنه فرض الضرائب المختلفة على رأس المال لمساعدة الفقراء والمعوزين ، ولتقليل الفوارق الحادة بين الأغنياء والفقراء ، ولكن الإسلام حدد مفهوم الحرية ، وذكر ان الحرية مطلب للإنسان من حقه ان يتمتع بها وان يناضل في سبيل الحصول عليها ولكن الحرية حسب رأي الدين لها انها مقيدة ، وليست مطلقة ، أي ان حريتك تنتهي عندما تبدأ حريات الآخرين ، وكثيرا ما يعترض البعض على هذا التقييد قائلين بضرورة ان تكون الحرية مطلقة ، ولكن في المجتمعات المتخلفة مثل المجتمع العربي الذي تتفشى به الأمية ، وان نسبة الجاهلين على المتعلمين مرتفعة كثيرا ، كما ان الإنسان العربي عموما لم تتح له الفرصة ليطلع على تجارب الأمم الأخرى التي تكون الحرية فيها أكثر شمولا مما هي في العالم العربي ، ان الإنسان الذي يميل الى الاعتداء على الآخرين وسلبهم حقوقهم المختلفة ، لا يجد رادعا يمنعه من التمادي في عدوانه الا الدين ، الخوف من غضب الله وعقابه لدى الشخص العربي المسلم يشكل اكبر رادع من التعدي على الآخرين وسرقة حقوقهم او سلبهم ممتلكاتهم ، ولا يوجد لدينا قوانين وضعية رادعة تعاقب المرء لانه استهان بالآخر وسلبه حقه او عمل عملا من شانه ان يهينه او يثلب كرامته او يقلل من شأنه في نظر الآخرين ، والإنسان اجتماعي يحرص على ان يكون له شان في مجتمعه يكسبه احترام الناس وتقديرهم
لم يثقف إنساننا العربي تلك الثقافة التي تقوي فيه الضمير ، حيث يصبح رادعا عن الاعتداء على الآخرين ، ولم توضع قوانين تعاقب المعتدي ، الا بالشكوى ووجود الشهود ، ولكن الرأي العام والعرف السائد أحيانا يحول دون المرء واعتدائه على الآخر ، وهذا العرف قد تغذى من الحضارة التي كانت في بلادنا العربية الإسلامية وفي بلاد الرافدين على الخصوص ، والتي تشكل التعاليم الدينية من احترام الاخر ومناصرته ، ومد يد العون له ، والدفاع عن الحرية الشخصية المقيدة في نظر الاسلام ، وهذا التقييد أفضل بمئات المرات من ان يعيش الانسان بلا حريات في ظل الدكنانوريات
علينا ان نحدث ثورة في مناهج التعليم وفي طرقه كي تقضي على معالم الخوف من العقاب المتفشي في مجتمعاتنا العربية وان يغرس مكانها في نفوس أبنائنا قيم العدالة والمساواة واحترام الآخر وتقديره وعدم الاعتداء على حقوقه ، ولا يكون الرادع خوفا من العقاب سواء كان عذاب جهنم او السلطة الحاكمة ، وان نربي الضمير في النفوس وان تكون البيئة التي ينشأ بها الإنسان العربي متعاونة تفهم مباديء التعاون والتالف لبناء المجتمع السعيد بدلا من الخوف من العقاب في جهنم او طمعا في الثواب في الجنة



#صبيحة_شبر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مسيرة الحوار المتمدن
- اختي مريضة بالعراق
- أرق ونحيب مكتوم
- حقوق المرأة الأم
- حياتكم لاتستحق التنديد
- ايامنا تزداد سوءا
- رأي في الارهاب
- كن بعيدا
- الزكاة بين الجمود والاجتهاد
- نظام الجواري
- ويستمرون في اغتيال فرحتنا
- حفلة عيد الميلاد
- أمور تحدث كل يوم
- الى الكاتبة مها الرحماني
- شمعة تنطفيء
- انواع من الارهاب
- الارهاب والقتلة يكافان
- المعلم بين النظرية والتطبيق
- هل يمكننا ان نحب ؟
- قدوى طوقان : شاعرة الحب والالم


المزيد.....




- السيسي يناقش -خطة غزة- مع رئيس الكونغرس اليهودي وولي عهد الأ ...
- الرئاسة المصرية تكشف تفاصيل لقاء السيسي ورئيس الكونغرس اليهو ...
- السيسي يؤكد لرئيس الكونغرس اليهودي العالمي على عدم تهجير غزة ...
- السيسي لرئيس الكونغرس اليهودي العالمي: مصر تعد -خطة متكاملة- ...
- الإفتاء الأردني: لا يجوز هجرة الفلسطينيين وإخلاء الأرض المقد ...
- تونس.. معرض -القرآن في عيون الآخرين- يستكشف التبادل الثقافي ...
- باولا وايت -الأم الروحية- لترامب
- -أشهر من الإذلال والتعذيب-.. فلسطيني مفرج عنه يروي لـCNN ما ...
- كيف الخلاص من ثنائية العلمانية والإسلام السياسي؟
- مصر.. العثور على جمجمة بشرية في أحد المساجد


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صبيحة شبر - الحرية الشخصية والدين