أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - توفيق أبو شومر - جعفر الإفريقي، ابن قاهر الامبراطورية














المزيد.....

جعفر الإفريقي، ابن قاهر الامبراطورية


توفيق أبو شومر

الحوار المتمدن-العدد: 5214 - 2016 / 7 / 5 - 15:35
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


زيارة نتنياهو لأربعة دول إفريقية، يوم 4/7/2016 تحمل عدة دلالات وإشارات يجب التوقف عندها لتقييمها.
لم تُثرني في قصة الزيارة سوى تقريرٍ أوردته صحيفة يديعوت أحرونوت عن، خطاب نتياهو في موقع عملية عنتيبي، يوم 4/7/2016 بمناسبة مرور أربعين عاما على عملية (مطار عنتيبي) عندما اختطفتْ مجموعة من الجبهة الشعبية، بالتعاون مع عضوين من الحزب الثوري الألماني، عام 1976 طائرة إير فرانس المتوجهة إلى مطار تل أبيب.
نفذتْ إسرائيل عملية عسكرية في المطار الأوغندي لإطلاق سراح الرهائن، بمجموعة من فرقة، سيريت متكال، تقدر بمائة جندي وضابط، قتل في العملية يونثان نتنياهو، أخو رئيس وزراء إسرائيل الحالي.
كان ذلك تاريخا قديما، غير أن صحيفة يديعوت أوردت تحقيقا مع ابن عيدي أمين، جعفر أمين، الذي كان يبلغ من العمر وقت تنفيذ العملية عشر سنوات، هو اليوم يعتذر عما فعله والده، ويعتزم زيارة إسرائيل، لتقديم الاعتذار عما فعله أبوه في حق الإسرائيليين.
لم تكتفِ الصحيفة بذلك، بل إنها أوردت شطرا من ذكريات، ابن عيدي أمين، وهو ينقل عن زملائه في المدرسة الابتدائية، ممن كانوا يتندرون على ألقاب أبيه الفخرية، فقد اعتاد الديكتاتور عيدي أن يسمي نفسه:
(صاحب الفخامة، الرئيس مدى الحياة، المشير، صليب النصر، قاهر الامبراطورية البريطانية، الحاج الدكتور عيدي أمين، ملك اسكوتلندا....)
عيدي أمين الذي تولى السلطة في أوغندا من 1971-1979 توفي وحيدا في بيتٍ معزول في جدة بالسعودية عام 2003 .
إن جعفر الإفريقي!! بالمعنى الآخر يتوب عن ماضيه، وهذا ما حرضني على أن أكتب عن توبة القارة الإفريقية.
قارة إفريقيا اليوم تقترب رويدا رويدا من إسرائيل، وتتخلص من ربقة الماضي للأسف، وتلقى نفسها في أحضان مصالحها، ولم تعد الأيدولوجيا التقليدية، المتمثلة في العدالة والحرية، ونصرة الشعوب المقهورة تساوي شركة مقاولات واحدة، تعمر الصحراء الإفريقية، أو تحفرُ بضعة آبار مياه للظمأى!!
من المعلوم أن إسرائيل لم تغفل قارة إفريقيا من أجندتها الدبلوماسية منذ تأسيسها، أدركتْ بأن إفريقيا يمكنها أن تُعزز إسرائيل في كل المجالات، منها المجال الدبلوماسي، والاقتصادي، والعسكري، والسياسي، فكل دولة لا تستفيد من علاقتها مع القارة الإفريقية، ستظل ضعيفة مهما أوتيت من مصادر القوة.
إسرائيل تريد أن تُلغيَ قرار منظمة الدول الإفريقية عام 1973 الذي طالب الدول الإفريقية بقطع علاقاتها مع إسرائيل، فقطعت إحدى وثلاثون دولة علاقاتها مع إسرائيل
كما أن إسرائيل في إطار سعيها لإنهاء القضية الفلسطينية، تقوم اليوم بالخطوات التالية:
تعزيز علاقاتها التجارية مع دول منابع النيل الرئيسة، لكي تضمن الضغط المستمر على الدولتين العربيتين الكبيرتين، مصر والسودان! بالإضافة إلى أنها من ممولي ومخططي مشروع سد النهضة الأثيوبي، الذي يهدف لتقليص حصة مصر من مياه النيل، مما يخلق نزاعا بين مصر وأرتيريا، وهذا يستنفد الجهود المصرية في المجالات العسكرية، إذا فكرتُ في عمل عسكري، ويُنهكها في المجالات الاقتصادية!
جاءتْ زيارة نتنياهو بتوصية خاصة من سفير إسرائيل في الأمم المتحدة، داني دانون، لهدف كسر احتكار التصويت الآلي للقضية الفلسطينية، لأن كثيرا من الدول الإفريقية اعتادتْ أن تكون نصيرا لكل مشروعٍ يُقرُّ بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.
إن الليكودي، داني دانون نفسَه هو صاحب مشروع التعاون العسكري والاقتصادي، مع دولة جنوب السودان في مقابل أن تستوعب حكومة الجنوب، آلاف المهاجرين الإفريقيين، ممن تسللوا عبر سيناء إلى أوطانهم، وهذا ما نُفذ بالفعل، فالغلبة اليوم للشركات والخبراء العسكريين الإسرائيليين في دولة جنوب السودان!
ترغب إسرائيل في توسيع نطاق تعاونها العسكري مع أنظمة الحكم الإفريقية، وبخاصة في مجال توسيع شراء السلاح الإسرائيلي، المنتج في شركة رافائيل، وهو يُدرُّ دخلا كبيرا على ميزانية إسرائيل!
لكثيرٍ من أباطرة التجارة الإسرائيلية نفوذٌ في تسويق التجارة المحرمة دوليا، (الماس الدامي) في إفريقية، وهو الماس الذي يُغذي العصابات الإرهابية في إفريقية، ويمدها بالمال لشراء الأسلحة!!
كما أن خبراء التدريب الأمني، وهم من عملاء الموساد، يقومون بتدريب الفرق المختارة في كثيرٍ من الجيوش الإفريقية، التي تحمي الرؤساء، وكبار الشخصيات!
إن هذه الزيارة، متعددة الأهداف والمآرب، تمرُّ مرور الكرام على بقايا العرب، فهم اليوم مشغولون بأنفسهم عن شعوبهم، وليس فقط عن إفريقيا!
وتمرُّ أيضا مرور الكرام على الفلسطينيين المنهكين بالاحتلال والانقسام!!



#توفيق_أبو_شومر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف كنتُ آكلُ البطيخ؟!!
- انتهاء صلاحية الإنسان العربي
- مقال مرفوض بمناسبة الأعياد اليهودية
- في فقه العلاقات الإسرائيلية الروسية
- لماذا تسعى إسرائيل لإفشال مؤتمر باريس؟
- تسونامي ليبرمان الجديد
- هل غزة فاشستية؟
- فلسفة للتبرير، وليس فلسفة للتنوير والتغيير
- تدمير بُنية الأجيال
- الاحتلال الفرعوني لتل أبيب
- جربوا مطاعم المحبة
- ضحايا التيار الكهربي
- هل الثقافة نقيض العولمة؟
- لماذا رفضوا مقالي عن الأميرة دايانا؟
- جيل السندوتشات الثقافية السريعة
- خبرٌ جديد، ومقالٌ قديم
- كلمات إلى أنصار( العصا التربوية)!
- نفي الفلسطينيين إلى المملكة العربية السعودية
- الكتاب المطرود من رحمة الأزهر 3-3
- قصة العجوز والأيباد!


المزيد.....




- برلمان كوريا الجنوبية يصوت على منع الرئيس من فرض الأحكام الع ...
- إعلان الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. شاهد ما الذي يعنيه ...
- ماسك يحذر من أكبر تهديد للبشرية
- مسلحو المعارضة يتجولون داخل قصر رئاسي في حلب
- العراق يحظر التحويلات المالية الخاصة بمشاهير تيك توك.. ما ال ...
- اجتماع طارئ للجامعة العربية بطلب من سوريا
- هاليفي يتحدث عما سيكتشفه حزب الله حال انسحاب انسحاب الجيش ال ...
- ماسك يتوقع إفلاس الولايات المتحدة
- مجلس سوريا الديمقراطية يحذر من مخاطر استغلال -داعش- للتصعيد ...
- موتورولا تعلن عن هاتفها الجديد لشبكات 5G


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - توفيق أبو شومر - جعفر الإفريقي، ابن قاهر الامبراطورية