أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صادق إطيمش - لا تقل لي ...














المزيد.....

لا تقل لي ...


صادق إطيمش

الحوار المتمدن-العدد: 5214 - 2016 / 7 / 5 - 03:20
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لا تقل لي ...
لا تقل لي بأن من افطروا على دماء شبابنا واطفالنا ورجالنا ونساءنا امس في كرادة بغداد الحبيبة لم يكونوا صياماً كما يصوم المسلمون، لأنني سأقول لك وبملئ فمي نعم انهم صيام كما يصوم المسلمون وهم مسلمون حتى وإن قادتنا العواطف، لا الوقائع، إلى عزلهم عن الإسلام او عزل الإسلام عنهم. إنهم مسلمون استناداً إلى كل الصفات التي يتصف بها المسلم الطائع لأوامر دينه وشريعته.
لا تقل رداً على ذلك بان الحديث النبوي يقول ان المسلم من سلم الناس من يده ولسانه، لأنني سأقول لك بأن المسلم ايضاً من ينفذ ويفسر ويؤول كما يشاء، النص القرآني، الذي هو اكثر مفعولاً واهم مرتبة من الحديث النبوي، والذي يقول " وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ " (البقرة 191)
لا تقل لي بأن هذا النص يشمل الكفار فقط ولذلك العصر الذي جاء فيه فقط، لأنني ساقول لك ومَن مِن الفقهاء الأولين والآخرين اعطانا، نحن الذين لا نعلم من امور الدين شيئاً، ما هي العلامات الفارقة للكافر الذي يجب علينا قتله، ولماذا القتل وليس الكلمة الحسنى. لم يضع القائمون على هذا الدين، الذي ينتمي إليه القتلة بكل تأكيد، المواصفات التي تحدد الكافر من غيره، حتى اصبح الكافر حتى ذلك الذي ينطق الشهادتين التي قيل بصددهما بأنهما يعصمان القائل بهما من عذاب الرب نفسه وليس من انتقام الإنسان فحسب. فإين فقهاء السلاطين من اولئك الذين جعلوا من انفسهم مفسرين مؤولين كما يطيب لهم التأويل والتفسير.
لا تقل لي بأن هؤلاء القتلة المجرمين بحق اهلي ووطني لا علاقة لهم بالإسلام، لأنني سأقول لك بان هؤلاء الخَلف هم لذلك السلف الذي حمل نفس الراية التي يحملها هؤلاء اليوم. براية الأمس ذات الشهادتين تحققت الغزوات الإسلامية وانتعشت اسواق الجواري والغلمان من خلال غنائم هذه الغزوات ومردودها البشري. وبراية اليوم ذات نفس الشهادتين ايضاً تحقق لمن يخطو على آثار ذلك السلف سبي النساء وقتل الأبرياء وتهديم دور العبادة لمنتسبي حتى الدين الذي ينتمي اليه هؤلاء الأوباش. إلى متى سنظل نخادع انفسنا بهذه المقولة الهزيلة البائسة " هؤلاء لا علاقة لهم بالإسلام " ... لا والف لا ... انهم من صميم الشريعة الإسلامية السلفية التي لم يثبت اي احد من المراجع الدينية الإسلامية عدم استنادها إلى نصوص دينية صحيحة يعترف بها الجميع.
لا تقل لي بان هؤلاء المجرمين الذين لا يرون في اهلنا غير الأعداء، خاصة فيما يتعلق باهلنا من تابعي الديانات الأخرى غير ديانتهم الهزيلة بانهم ليسوا من الإسلام بشيئ ولا ينتمون إلى الدين الإسلامي،لأنني سأقول لك بان هؤلاء متمسكون بالنص القائل، والقاتل في نفس الوقت، لا يجتمع دينان في جزيرة العرب. إدعوا إلى تكذيب هذا الحديث او حتى ضعفه لأتفق معكم بان هذه الجرائم ضد تابعي الأدبان الأخرى ليس لها جذور اسلامية.
لا تقل لي بأن هؤلاء ليسوا بمسلمين ولا يمكن ان نصنفهم ضمن التابعين للشريعة الإسلامية، لأنني سأقول لك، وبكل تحدي، انهم مسلمون لانهم يقيمون جميع الفرائض التي يعتبرها الإسلام اركانه القائمة على التوحيد والصلاة والصوم والحج والزكاة. هل لك انت ايها الرافض لإسلام هؤلاء فروضاً اخرى غير هذه العبادات التي تمارسها لكي يقال عنك بانك مسلم جيد؟ فما الفرق بينك وبين هؤلاء المجرمين الذين يطبقون نفس تلك العبادات التي تقوم بها انت كمسلم؟ إنهم مسلمون ايضاً شئت ام ابيت، وإلا فاثبت لي بان توحيدهم غير توحيدك وإن صلاتهم غير صلاتك، في المضمون وليس في الشكل، وكذلك فيما يتعلق بالصيام والحج والزكاة، كذلك مضموناً لا شكلاً ايضاً.
لا تقل لي بانهم لا ينتمون إلى الإسلام وهم غير مؤمنين، لأنني سأقول لك بانهم مسلمون ومؤمنون بالشريعة الإسلامية التي يطبقونها كما توحي لهم تعاليم أئمتهم الذين يؤمنون بهم، تماماً كما تطبق انت تعاليم الشريعة التي يوحي بها لك ائمتك انت. ألم تقولوا أن الإجتهاد هو احد وسائل التشريع في الإسلام ويقع ضمن مصادر التشريع كالكتاب والسنة والقياس والإجماع؟ كثير من علماء الإسلام اليوم وفقهاؤهم يعتبرون هؤلاء المجرمين من اكثر المسلمين ورعاً وإيماناً، وإن لم تصدق ذلك فاحيلك إلى اي موقع ألكتروني من مواقع فقهاء السلاطين.
ايها الناس افيقوا من هذا السبات العميق الذي وضعكم فيه فقهاء السلاطين لكي تستقبلوا الموت على يد هؤلاء المجرمين وانتم مستبشرون به لأنه سيقودكم إلى الشهادة، تماماً كما يريد القتلة نيل الشهادة عبر استشهادكم. استشهاد من خلال الإستشهاد حيث القاتل يصرخ بالشهادتين والمقتول يصرخ بنفس تلك الشهادتين. هل فكرتم بمدى المهزلة التي تعيشونها؟ وهل فكرتم إلى متى؟ وهل فكرتم يوماًما على إيقافها؟
الدكتور صادق إطيمش



#صادق_إطيمش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جرائم العثمانيين لم تكن بحق الأرمن فقط ...
- لصوص ونصوص ...
- صيام اللصوص . . .
- وهم التمييز بين التطرف والإعتدال في فكر الإسلام السياسي
- مَن هم المفسدون ... ايها الصغير ؟
- النص الديني كسلَّم للجريمة ... الأنفال مثالاً
- النص الديني كسُلَّم للجريمة ... الأنفال مثالاً
- المَزْعَطة
- فتاوى الفقهاء في عَورَة ونقص النساء **
- الإسلام السياسي جرثومة العصر
- مجرمو شباط
- إشكالية السياقين التاريخي واللغوي في النص الديني القسم الرا ...
- إشكالية السياقين التاريخي واللغوي في النص الديني القسم الثا ...
- إشكالية السياقين التاريخي واللغوي في النص الديني القسم الثا ...
- إشكالية السياقين التاريخي واللغوي في النص الديني
- مصطلحات رثة ... - الأقليات - مثالآ ...
- تصور الأمر معكوساً ... يا شيخ جعفر ...
- إحذروا غضب الشعوب ...
- دولتي الخلافة والتخلف وجهان لعملة صدئة
- الهجرة ... اللجوء ... وماذا بعد ؟ القسم الثاني


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صادق إطيمش - لا تقل لي ...