عباس ثائر الحسناوي
الحوار المتمدن-العدد: 5213 - 2016 / 7 / 4 - 16:50
المحور:
الادب والفن
كنا نحتاج كثيراً لأبسط الأشياء
كي لا نكون نحن الذين الآن
لشدّة العوز
بعتُ دفاتري على "بائع للكرزات"
ليصنعها أكياسا يبيع بضاعته بها.
مدّدت يدي بجيبي
أبحث عن أشياء وضعتها
ما وجدت سوى
يدي تقرص فخذي
لم أنتبه ان جيبي كان مثقوباً
لدرجة ان الأشياء تسقط منه مغمىً عليها
دونما شعور!
ذات وجع وبَّخني
مدرس الصف بقسوة
ولجلل حزني نظرت بعين تقطر ثورة
لا دموعاً لصورة القائد
حتى سقطت على رأسهِ وأنكسرت
كان حزني رجلاً
يكسر الأشياء التي قدّسها الخوف!
لكونه يحفظ خطي واسمي
وبّخني حين
وجد كتابتي للواجب البيتي
على أوراق بيعت له المكسَّرات بها.
لجحيم العوز في كوخنا
باعت والدتي "كاروك" أخي الشاعر
خوفاً على رأسه المهدَّد بالزوال
كان والدي يلعن قصائد أخي!
قال لنا الطير:
ان المواد القديمة التي تُبعاع تُصير
أسلحة يُقتل بها العدو
سكت الطير!
حين جاءنا جندي
ومعه أخي بتابوت
لا يليق بشطر من قصيدته!
انزوى الجندي بأبي
أجبره على دفع ثمن
الرصاصات!
مثلما أنسلخ الصبح من الليل
هكذا أيقنا انهم أخذوا أخي و "كاروكه"
وثمنه الذي قبضناه سلفا
#عباس_ثائر_الحسناوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟