مالك بارودي
الحوار المتمدن-العدد: 5212 - 2016 / 7 / 3 - 22:50
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
خواطر لمن يعقلون – ج91
.
1..
لا أستغرب مسألة التطبيع التركي الإسرائيلي لأن السياسة لا تعترف بأعداء دائمين أو بأصدقاء أبديين. لكن من ناحية أخرى، يحلو لي أن أتوقف عند شخص أردوغان، ومن ورائه جوقة المطبلين النافخين فيه كما يُنفخ البالون. هؤلاء الذين صدعوا رؤوسنا بعبارات مثل "النموذج الإسلامي التركي"، "نجاح الإسلام في تركيا"، "إقتراب عودة تركيا إلى ماضيها زمن الخلافة العثمانية"، إلخ. هؤلاء، حريم وعبيد "السلطان" من الإخوان المسلمين والإسلاميين والقوميين والعروبيين والحالمين بزمن مجازر الخلافة الإرهابية وبحكم العالم بالحديد والنار والناعقين بإسم فلسطين في كل مكان، هؤلاء الذين كذبوا على أنفسهم كذبة وصدقوها زاعمين أن تركيا تهتم بأمر فلسطين وأن أردوغان لا ينام الليل وهو يفكر في الفلسطينيين... ما قولهم اليوم وهم يسمعون ويرون "الخليفة" المزعوم أردوغان يطبع العلاقات بين بلده وإسرائيل؟ هل لديهم الجرأة لسبّه وشتمه كما سبّوا وشتموا كل عربي تفطّنوا لذهابه لإسرائيل أو حتى شكوا في مروره بالبوابات التي تمسك إسرائيل بزمامها؟ إذا كان التونسيون مثلا ضد التطبيع مع إسرائيل، فالواجب أن تقطع الجمهورية التونسية علاقاتها مع تركيا، الآن، لأن من يقف ضد التطبيع مع إسرائيل يجب أن يجرّم التطبيع مع الدول المطبّعة معها. هل لديكم الجرأة أيها الناعقون بكرهكم لإسرائيل لإعلان كرهكم لتركيا أيضا بعد أن إتضح أنها أصبحت من الدول الصديقة لمن تعتبرونهم أعداءكم؟ هل لديكم الجرأة لوصف أردوغان بالنفاق والكذب وبأنه خانكم وخان "القضية الفلسطينية" الخرافية التي لم تكفّوا عن إستعمالها كورقة تزايدون بها على بعضكم البعض؟
.
2..
يتهمون إسرائيل بالسعي لتحطيم الدول العربية الإسلامية ولا يرون أن الخطر الأعظم الذي يتهدد هذه الدول هو نفس هذه الدول. أكبر خراب أصاب العرب لم يأت من إسرائيل بل من دويلة قطر ومن تركيا والسعودية ودول الخليج الفارسي. الخطر فيكم ومنكم يبدأ وبكم سينتهي، أيها العرب المسلمون.
.
3..
العربي المسلم لديه شماعتان في حياته لا يستطيع العيش دونهما: شماعة الله يعلق عليها آماله وأحلامه وأوهامه، وشماعة إسرائيل يُعلّق عليها فشله وخيباته ويَنسب لها كل ما تجود بها مخيّلته المريضة من مؤامرات.
.
-----------------
الهوامش:
1.. للإطلاع على بقية مقالات الكاتب على مدوّناته:
http://utopia-666.over-blog.com
http://ahewar1.blogspot.com
http://ahewar2.blogspot.com
http://ahewar5.blogspot.com
2.. لتحميل نسخة من كتاب مالك بارودي "خرافات إسلامية":
https://archive.org/details/Islamic_myths
3.. صفحة "مالك بارودي" على الفيسبوك:
https://www.facebook.com/malekbaroudix
#مالك_بارودي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟