أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد المجيد طعام - أريدك في الأرض ...قبل السماء....














المزيد.....

أريدك في الأرض ...قبل السماء....


عبد المجيد طعام

الحوار المتمدن-العدد: 5212 - 2016 / 7 / 3 - 22:47
المحور: الادب والفن
    


إلى من أسرني صدق إيمانها و جمال جسادها

كل الحكاية.. بدأت حينما عزمت ليلى على تعلم الكتابة و القراءة ... ليلى تجاوزت الأربعين بسنين قليلة، لازال زوجها مجنونا بها، يمطرها بكلمات العشق ، يستبد به جمالها ويأسره جسد لم يتأثر بعسر و جهد الإنجاب المتكرر ثلاث مرات.
كانت ليلى تعيش كل السعادة مع المجنون ...فجأة تغيرت أشياء كثيرة ، فقدت إحساسها بالحياة .. أصبحت تستعجل الموت .. تهرب من دفء العلاقة الحميمية ، تتقرب أكثر من الله و تبتعد عن زوجها أكثر فأكثر كلما عادت من مركز محو الأمية .
كان المركز يستقطب نساء من مختلف الأعمار،كن يتعلمن به كتابة و قراءة الحروف و من باب الصدقة الجارية كن يتلقين دروس وعظ و إرشاد ، قالت لهن المرشدة في درسها الأسبوعي :" أتعرفون أن للمرأة تاريخ صلاحية .... يستهلكه الزوج بنهم .. عندما ينتهي ذلك التاريخ.. ينتهي كل شيء بالنسبة لها ...." ضج القسم بضحكات وتصادمت في الفضاء علامات استفهام و تعجب،فأضافت:" بعد تجاوز المرأة سن الأربعين ، ينتهي تاريخ صلاحيتها ...حيث تدخل سن اليأس ..عليها إذن أن تبتعد رويدا رويدا عن زوجها و تتقرب إلى الله فتكثر من الصوم و الصلاة و التسبيح .."
كان لجمل و عبارات المرشدة أثر مفزع على ليلى... لم تستطع أن تفهم كلمات العشق التي لازالت تسمعها من مجنونها فعاشت صراعا نفسيا رهيبا، كانت تردد أحيانا بصوت مرتفع :" تاريخ صلاحيتي انتهى ...زوجي لازال يشتهيني.. ماذا يحدث لي يا إلاهي..." عاشت ليلى رحلة شك متعبة تراوحت بين جاذبية لذة الجسد وجاذبية تحقيق اليقين بالاستجابة لنداء الله . أخيرا انتصر في داخله اليقين على الشك فقررت أن تصبح امرأة دائمة الصلاحية كما أوصت بذاك المرشدة :" ...مدة صلاحية المرأة في الأرض هي الأربعين أما في السماء فمدة صلاحيتها أبدية لا تنتهي ...عليكن أن تحرصن الآن لكسب السماء بعد أن فقدتن الأرض.."
لم يستسغ الزوج حالة الهجر، تاه في بحر تساؤلاته ،عاش هو الآخر رحلة شك،قاسية متعبة :" ألم تعد ليلى تدرك أنني المجنون بحبها....ألم يعد جسدي يثير لديها لذة الرغبة.." قرر أن يكون حاسما و مباشرا فسألها:" لماذا تغيرت نحوي ..أين الدفء.. أين العناق و الحنان ...أين كلمات الحب التي كانت تنعش قلبي ..و تضيء حياتنا.." أجابته بنبرة فيها الكثير من الحسم و الجدية :" انس كل ذلك... علينا أن نفكر نحن الاثنين في الآخرة...لقد انتهى تاريخ صلاحيتي... لم اعد صالحة للاستهلاك ...سأفتح قلبي لله فقط أحبه و أعظمه و أسبح باسمه.. "
أمسكها من يدها برفق و قادها نحو غرفة النوم ، هناك على السرير استلقى بجانبها يداعب شعرها و يقبل شفتيها ... قال لها :" تبا لمن جعل منك مادة منتهية الصلاحية ...أنا أحبك ...أحبك ....و أعشقك... أريدك في الأرض ....قبل السماء...." أشرق وجهها بابتسامة أضاءت الغرفة ،قبلته قبلة ارتياح و نامت في دفء حضنه و منذ ذلك اليوم نسيت أن تذهب إلى مركز الفضيلة لمحو الأمية....



#عبد_المجيد_طعام (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هو أم هي .. ؟؟؟
- فتوى امرأة / خمس قصص قصيرة جدا
- القرار و مزبلة النسيان…
- قصة قصيرة / دمغة أهل الجنة
- قصة قصيرة / الناعس سيدي الغالي
- قصة قصيرة / الخيانة


المزيد.....




- مصر.. عرض قطع أثرية تعود لـ700 ألف سنة بالمتحف الكبير (صور) ...
- إعلان الفائزين بجائزة كتارا للرواية العربية في دورتها العاشر ...
- روسيا.. العثور على آثار كنائس كاثوليكية في القرم تعود إلى ال ...
- زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
- -الأخ-.. يدخل الممثل المغربي يونس بواب عالم الإخراج السينمائ ...
- عودة كاميرون دياز إلى السينما بعد 11 عاما من الاعتزال -لاستع ...
- تهديد الفنانة هالة صدقي بفيديوهات غير لائقة.. والنيابة تصدر ...
- المغني الروسي شامان بصدد تسجيل العلامة التجارية -أنا روسي-
- عن تنابز السّاحات واستنزاف الذّات.. معاركنا التي يحبها العدو ...
- الشارقة تختار أحلام مستغانمي شخصية العام الثقافية


المزيد.....

- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / أحمد محمود أحمد سعيد
- إيقاعات متفردة على هامش روايات الكاتب السيد حافظ / منى عارف
- الخلاص - يا زمن الكلمة... الخوف الكلمة... الموت يا زمن ال ... / السيد حافظ
- والله زمان يامصر من المسرح السياسي تأليف السيد حافظ / السيد حافظ
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال ... / مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
- المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر ... / أحمد محمد الشريف
- مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية / أكد الجبوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد المجيد طعام - أريدك في الأرض ...قبل السماء....