إبراهيم رمزي
الحوار المتمدن-العدد: 5212 - 2016 / 7 / 3 - 22:44
المحور:
كتابات ساخرة
نظر بعينين ساهمتين إلى ظل خياله الضخم الذي رسمه نور شمعة بين يديه .. تسلى بعض الوقت بحجْب الضوء بيده ثم سحْبها، قهقه من تراقص خياله، ثم خاطبه:
أتذكر أنك كتبت يوما في إنشائك المدرسي؟:
أستيقظ في الصباح الباكر، وبعد النظافة أتناول فطوري، ثم أخرج بعد أن تزودني أمي ببعض الفرنكات. ألتقي في الطريق برفاقي فنتوجه إلى المدرسة بجد ونشاط. في الساحة نحيي معلمينا، والعلمَ بالنشيد الوطني، ثم نبدأ الدراسة في جو من الحماس والتنافس. وفي طريق عودتنا كنا نتغنى بأناشيدنا المدرسية، أو نناقش ما درسنا في يومنا. آه ما أحلى وأجمل أيام المدرسة.
أشعل لفافة حشيش، سحب منها نفسا عميقا، وَحْوَح من لذع الشراب للسانه وجوفه، وازدادت الغيوم بعينيه. خاطب خياله بحدة:
كان عليك أن تكتب:
أستيقظ في منتصف النهار أو عند العصر، وأتناول "طعامي"، ولا أغادر البيت حتى أحصل على عشرات الدراهم. عندما ألتقي برفاقي في الشارع، نقتني لوازم يومنا من حشيش وخمر رخيص، ثم ننزوي عن الأنظار بين صخور الشاطيء أو أي مكان مهجور، ثم نبدأ رحلة الوهم. وفي لقائنا الممتد حتى الفجر نمارس أشياء وأشياء .. لا داعي لذكرها. آه ما أردأ الحشيش والخمور المغشوشة.
صمت قليلا .. حك مناطق من جسده .. نظر مرة أخرى إلى خياله المتراقص .. ثم قال بسخرية جادة وحاقدة:
أتدري أن ما ينفق شهريا على بعض الحيوانت الأليفة، قد يكفيك لتعيش به شهورا. ما أبشعنا، وما أبشع البطالة. لكن لا عليك، عندما يقرأ رئيس الحكومة هذا، سيصدر تعليماته لوزير التشغيل بمنحك أعلى درجة في التعبير، وذلك ما لم تحصل عليه حين بدأت الشغب بتحوير: "المغرب لهم ... لا لغيرهم"، خلال ارتيادك لـ "مدرستك الحلوة".
#إبراهيم_رمزي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟