يا لمفارقات التاريخ!

سليم نزال

الحوار المتمدن-العدد: 5210 - 2016 / 7 / 1 - 11:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

·
يا لمفارقات التاريخ!
سليم نزال

حسب السلطات التركية كان ارهابيو مطار اتاتورك من الفضاء العثمانى ببعده التاريخى و اللغوى و الثقافى .من قيرغيزيا و من اوزبكستان و روسيا (التركية).الهدف كان مطار سمى باسم رجل كرس الكثير من حياته لضرب مخلفات التخلف العثمانى و لاجل بناء مجتمع معاصر. عام 1917 كان من الممكن ان يكون مصير المناطق المتحدثه بالتركية من الدولة العثمانية ذات مصير المشرق .جمع اتاتورك بقايا جيش مهزوم و جائع و بعتاد قليل. قاوم مقاومة شرسة تقدم قوات بريطانية و فرنسية و يونانية و استرالية.انتجت هذه المقاومة تركيا الحديثة.
كان عثمان بن ارطغرل مؤسس الدولة العثمانية شيخ قبيلة طموح راح يضرب بكل اتجاه على طريقة ابن سعود فى الجزيرة العربية و يوسع حكم القبيلة باتجاه الشرق .كان ذلك فى زمن اشتداد الصراعات الطائفية المسيحية بين الكاثوليك و اللارثودوكس و ووفر هذا الامر الفرصة التاريخية لاورخان الذى خلف والده لان يتوسع اكثر فى فضاء الشرق البيزنطى و لاحقا فى فضاء المشرق العربى و مصر و بلاد المغرب .

.و من احفاده كان الغازى محمد .و يوم احتلال القسطنتينية كان يوما اسودا من ايام التاريخ للشرق, قد لا يشابه سوى غزو المغول لبغداد عام 1258 و تدمير مكتبتها ,و على كل حال المغول و الاتراك من ذات العرق . حاول الملك الشاب قسطنتين انقاذ بلاده بكل ما يستطيع . كان يتنقل من سور الى سور ليبث الحماسة فى نفوس جنوده , لكن المدافع العثمانية كانت اقوى من صراخ الملك الشاب .دمرت القستنطينية اخر معاقل الفكر فى الشرق عندما كان اوروبا لم تزل فى سباتها الحضارى العميق .غادر القستنطينية الالاف العلماء متجهين الى جنوى و البندقية حيث انطلقت من هناك لاحقا اسس الحضارة الاوروبية الحديثة .و كان هذا خسارة كبرى لشرقنا لم يزل يدفع ثمنها!
.
لااعرف دافع الارهابيين العثمانيين الثلاثة لمواجهة العثمانى اردوغان.الذى اعرفه ان العبث بالتاريخ امر محفوف بالمخاطر . عبث اردوغان بسورية , و من سورية انطلقت الدولة العربية الاولى فى التاريخ التى تشكل لنا المرجعية الاكبر فى تاريخنا العربى .الدولة العباسية لم تكن فى العمق سوى دولة فارسيه معربة رغم ان مساهماتها الحضارية تفوقت على الدولة الاموية التى ظلت حتى نصف عهدها على الاقل مزيج بدوى شامى .كانت الدولة العباسية فى العمق رد تاريخى على الشعور بالهزيمة العسكرية و تدمير الدولة الفارسية على ايدى قوات عربية مسلحة من الجزيرة العربية .
العبث بالتاريخ قد يبدو امر سهل, لكنه يظل مخاطرة كبرى محفوفة بمخاطر جمى!

#سليم_نزال (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات