|
_ تجارب شعرية عراقية شبابية في الساحة رؤية تختلف في الطرح/ للناقد القدير عدي العبادي
ميادة المبارك
الحوار المتمدن-العدد: 5209 - 2016 / 6 / 30 - 04:54
المحور:
الادب والفن
تجارب شعرية عراقية شبابية في الساحة رؤية تختلف في الطرح حنان عبد الوهاب 1 يوم مضت اخبار عربية اضف تعليق 125 زيارة
13528674_10153870194293978_5667928883402971297_n عدي العبادي شكل المشهد الشعري العراقي الحديث حضورا كبيرا في الوطن العربي انطلاقا من الجيل الخمسيني المتمثل برواد ما عرف بحركة الحداثة الشعرية اي ما عرف بالشعر الحر الذي خرج عن النظام العروضي الذي وضعه الفراهيدي وهم بدر شاكر السياب ونازك الملائكة وعبد الوهاب البياتي فكانوا السباقين في كسر القاعدة والمؤسسين لقصيدة عراقية حديثة ومع مرور الزمن ظهرت نخب كثيرة من الشعراء والشاعرات طرحت مشاريعها الشعرية في الساحة حتى أصبح العراق يمتلك منظومة كبيرة واسماء مهمة وصلت الى العربية وفي موضوعنا هذا تناولنا بعض التجارب العراقية الشابة ونسلط عليهم الضوء وفق رؤية خاصة لان هذه المجموعة اشتغلت على عدة محاور مترجمة لنا ما عاشته شعرا الشاعر مؤيد نجرس وجه خاطبه لشخصية لم يحدد هويته حيث نجده في مطلع قصيدته يقول . لا تطرق الوقت ثم يسترسل في المخاطبة حتى اكمال فكرة العمل لا تطرقْ الوقتَ الذي لَنْ ينتهي .. إلاَّ بنافذةِ المصيرْ الآن .. لا وقتٌ لكي نستنشقَ الفجرَ المُؤدي للعَبيرْ .. الآنْ .. لا كفٌ ترتّقُ جرحَنا خيطاً حريرْ.. ………. مرَ القطارْ .. و لربما في القلبِ مازالَ انتظارْ.. للعابرينَ بدونِ ترخيصٍ محطةَ موتِنا المترامي الأطرافِ …. يذهب ميشيل فوكو الى ان الحداثة قطعة معرفية أي انها تنهج نهج خاص بعيد عن الموروث وليس لها مرجعية خاصة بها ولهذا يعتبر الدخول لعالم النص الحديث وتفكيكه والبحث في أدواته لاكتشاف عناصره الجمالية والإبداعية والبلاغية وفهم الرسالة التي يوجهها الشاعر يحتاج لمقدمة معرفية بالحداثة أي الاستعارات وفي نص جرس نجده لم يوضح الرؤية تاركا للمتلقي الشريك الثاني في العمل او الممول كما يطلق عليه امبرتو ايكو مهمة الاشتباك مع النص لفك شفرته وفهم الدلالات انمار مردان لم يوحد الرؤية في طرحه فنجده يخرج عن المألوف الى فضاءات رمزية مكونا من خلالها نصا حداثويا ذا ابعاد انزياحية مع خيال يضعنا امام مواجهه مع النص وهو يفتح مخيلتنا للبحث فنجد النص الذي عنوانه ( ذاكرة مأزق ) يضع أسئلة بدءا من العنوان الذي هو مفتاح الدخول الى عالم النص لمعرفته فهو جعل عنوانه عبارة عن نص مستقل بذاته لا ينتمي الى متن ما طرحه فنجده يقول قلبي ذات النبض المثقوب وليمة ٌ للراحلين يتشظى ب رِهان أخرس لذا سأفسره ُ على حائطٍ زنجي وأرفع رأسي المكتظ بإسئلة ملساء سلاحا ً للأفواه … إيتها البكارة ُ المنبثقة من شغف ذكرى يابسة جرجري ثمالتي فأنا الأبلج … اخرتي شمطاء تركتُها تركل نفسَها بالركود … النساج ُ الذي أنفث الى مطحنة ِ فخذي فاوض ماتبقى من الريح ِ يظهر عنصر الخيال في نص مردان بشكل ملحوظ ويعد الخيال احد اسس الشعر الحديث ويذهب بهذا ايلمان كراسنو في كتاب الحداثة الجزء الثاني فيقول إن الانشغال التام بالخيال الإبداعي هو احد السمات المميزة للأدب المحدث يرجع اهتمام الفلاسفة بالخيال الإبداعي إلى القرن الثامن عشر وقد اهتم الكثير من المبدعين في شتى المجالات الإبداعية بصناعة الخيال ويكاد لا يخلو نص إبداعي، أياً كان من الخيال، وقد وفق الشاعر انمار بتوظيف الخيال بطريقة جيدة وظل محافظ على بنية النص وقد ربط بين نصه والخيال وجعلنا نعيش معه لحظات تأمل وعرفنا مدى براعته في المزج بين الضربات الخيالية ومنتجه الأدبي فكانت كتابته أشبه بالواقعية المقنعة حين احمد المالكي جسد نصه في التعبير عن ذاته وشاركناه المنتج بجماليات ما طرحته اللغـة الدارجة فـي البـوح هـي ترنيمـة التصـوف بيـن البلاغـة …. والبـراءة البـلاغـة. . كيـف افسـر رغبتـي فـي البـوح عبـر نفـق عـدم الثبـات. … .. لا … لا…… أجـد سـبباً لهـذا الـدوران. …. تـوقفييـي. صحـتُ ….تَـوقفـي إيتُـها البـراءة …دورانـكِ هـذا ….. يَـفتـحُ أبـواب الفـراغ. … يتـوقـف عنـد العـزلة …تفكيري فلا يدور …سوى الأدعاء البراءة. …. لتقود الخطـى لا تّتـرك أقدامـكَ عنـدَ حافـةِ المُعتـاد كـن فضـاء … كـن هكـذا … تـمدد كمـا الوقـت. … كـن حيـاة الميتون وحدهـم يُجيـدونَ فـن التـوقـف. ….. البلاغـة. … اسـمع مجموعة أطروحات جمعت بنسق تحت مسمى النص وقد برع الشاعر باختزال شعري فكان اشتغاله بالتأويل تاركا للمتلقي عملية الاشتباك مع النص وفك شفرته لمعرفة ما يريد الشاعر قوله فالمتلقي المرسل له المعني بالخطاب وهو الشريك الثاني بالعمل وافضل من عبر عن المتلقي امبرتو ايكو الناقد الايطالي حين اطلق عليه الممول ولهذا يسعى كل شاعر إلى إيصال منجزه للذائقة وتسويق مشروعه الإبداعي ونلاحظ ان المالكي جعل الخطاب مفتوحا حيث كانت البداية صورة جميلة وتشبيه حداثوي بقوله اللغـة الدارجة فـي البـوح هـي ترنيمـة التصـوف ميادة المبارك اشتغلت في احد نصوصها على الصورة الشعرية جاعلة منه عبارة عن مجموعة صور تاركة هندسة البناء المتصل ليكون الحدث في كل مقطع منه نص مستقل بذاته كان ارسطو يقول بوحدة الاجناس الادبية اي ان المسرح مسرح مستقل والشعر شعر والرواية رواية لكن باختين غير المعادلة ووضح قانون التداخل ففي المسرح شعر وقصة كما في الشعر قصة ومسرح لكن ادريدة قلب الطاولة على الاثين حين اعتبر العمل صورة ابداعية بعيد عن تجنيسه تقول المبارك في نصها أُصفرُ من بللِ حُلمي المنقوعِ باستثنائكِ المنسكب مجازاً.. على خزينِ منظومةِ مشهدي المأسورِ بوجدك.. أهشُّ مدارجَ فناراتكَ البخيلة.. من وميضِ ضوءِ نوارسكَ الموسمية الطيران .. ووسط زُحام قادح الإبتداء ما بيننا.. تُستثنى بأنااااا.. فتتوغلُ بصمتكَ المعهودِ جوفَ محارة حرفي التتري.. لأنَّ لي!! من همسِ ليلكَ وردةً تغفو على رصيف الذكريات.. تطبعُ إمضاءة عطركَ فوقَ إسفلت شرائطِ الياسمين .. وتُضرِم بعضاً من أزيز الحرائق.. لأكتفيكَ حُلماً يترى خلفَ مضاربِ شُهبك تثير قصيدة النثر الحداثوية إشكالية كبيرة لاعتمادها على الصورة الشعرية بعد ان انكسرت قصيدة العمود التي ظلت مهيمنة على الذائقة العربية لعقود وحققت القصيدة النثرية نجاح كبيرة وظهرت أصوات مهمة مثل انس الحاج ويوسف أبو الخال وادونيس بسوريا وفاضل العزاوي وفوزي كريم بالعراق ونجد الشاعرة ميادة المبارك ترسم صورها على نسق تعدد لكنها ظلت محافظة على بنية العمل اي فكرة ما طرحته حيث نجد الدلالة انها تخاطب شخص لم تحدد هويته نضال العزاوي وجدت المجاز طريقة للتعبير عن ذاتية حيث لم تفصح ليكون نصها علاقة مع الذائقة العامة افتح أبواب الصراخ بكل صمت افتش عن سر الخلود من جلد الكلمة اخرج المعنى ابحث في ظل الشمعة عن الظلام اكسر الكذب لقول الحقيقية احفظ اسمي المتدلي من فوق وحدتي
يذهب كوهن الى ان منبع الشعر مجاز المجاز اي الخروج عن المألوف وصناعة لغة ترميزية ونجد الشاعرة نضال العزاوي تننطلق فضاءات الواقعية الى عوالم الانزياح لتجعل منتجه الإبداعية يثير أسئلة حيث يتضح عن نصها قابل للتفكيك فهو كلام مركز يشكل كل مقطع منه نص مستقل يمثل شيء للشاعرة فكما هو معروف ان إن كل نص شعري إرهاصة عاشها المبدع تمثل مرحلة مر بها وترجمها وقد استطاع العزاوي ان تعبر عن ذاتية وايدلوجية
#ميادة_المبارك (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
_ العصماء _
-
- شهيد محرابه _
-
_ أربعة شموس عراقية على طريق نازك الملائكة _ بقلم الاديب الق
...
-
_ للخريفِ ورقٌ متساقطٌ _
-
_ كُحل السنابل _
-
_ أقتفي الظل ّ_
-
_ الوديعة _
-
_ هسيسٌ لا يخفت _
-
- تِلاوة خاسرة -
-
_ وخزة _
-
_ مُفارقة -
-
_ غيبوبة _
-
_ طينٌ حُرّ _
-
_ مُنذُكَ _
-
_ سفر البسلاء _
-
_ صوبَ ورد البنفسج _
-
_ خافق العمر _
-
_ تذكِرة _
-
_ القَرين _
-
_ تجلّيات _
المزيد.....
-
-ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
-
-قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
-
مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
-
فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة
...
-
جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس
...
-
أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
-
طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
-
ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف
...
-
24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات
...
-
معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
المزيد.....
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
-
ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو
...
/ السيد حافظ
المزيد.....
|