|
لا تقرؤوا وحافظوا على صداقتكم
محمد الدحاني
الحوار المتمدن-العدد: 5207 - 2016 / 6 / 28 - 09:04
المحور:
كتابات ساخرة
لا تقرؤوا وحافظوا على صداقتكم لازلت أذكر تلك الليلة، لما اتصل بي صديقي في ساعة متأخرة من الليل، كانت الساعة تشير الى الثانية صباحا وبضعة دقائق، اثناء الاتصال طلب للقائي للتو، لبيت ندائه، بعد اللقاء أخبرني أنه قرأ دراسة بعنوان "مكة بين الحقيقة والأسطورة"، للباحث هشام حتاتة، بالمناسبة الدراسة منشور في ثلاث أجزاء على موقع الحوار المتمدن، ويمكن العدوة اليها لم يأخذه الفضول المعرفي، الدراسة تدخل ضمن الدراسات الأنتروبولوجيا، مضمون الدراسة حول تاريخ نشأة الأديان "السماوية"، والجزء الثالث من الدراسة ركز الباحث على الدين الاسلامي، وهذا الجزء هو من أقلق صديقي وجعله يطلبني في ذاك الوقت. في هذا الجزء يرصد الكاتب مجموعة من القصائد والأبيات الشعرية التي كانت قبل الاسلام، والتي نسخها القرآن "بالحرف"، فضلا عن القصاص التي يرويها ونجد أصلها في المخطوطات اليونانية والسوريالية، هذا النسخ القرآني جعل صديقي لأول مرة "يشكك" في النص القرآني، ويفترض أنه صنع بشري، يمكن القول أن هذه الدراسة شكلت منعطفا في تفكيرنا، ومعها بدانا مسيرة البحث في الكتب التي عالجة الموضوع سواء من قريب أو من بعيد، قررنا أن نقرء الكتب قراءة موضوعية، سواء الذي تدافع عن الدين أو التي تهاجمه وتناقضه، فعلا كان صعب علينا تحقيق الموضوعية والتخلص من عواطفنا الجياشة تجاه الكتب التي تناقذ القرآن وديننا "الحنيف"، قضينا أزيد من سنتين ونحن نبحث في هذا الموضوع، وقرأنا كم من الكتب لا يستهن به، فوجدنا أنفسنا لازلنا نخطوا الخطوات الأولى، كانت هذه الخطوات مؤلمة جدا، وصدق جبران خليل جبران حين قال: ااااه من الألم التي تجلبه المعرفة. لم نكتفي بقراءة الكتب، بل تابعنا حلقات في اليوتوب حول الموضوع، اي من تؤيد الدين ومن تهاجمه، كان من بين ماتبعنا سلسلة "مطرقة البرهان وزجاج الالحاد" لدكتور عدنان ابراهيم، وفي المقابل تابعنا حلقات برنامج "صندوق الاسلام" للمفكر المصري حميد عبد الصمد، كانت صدمة هذا البرنامج قوية، ولا اتردد أن أعترف أنه خلخل، إذ لم أقول هدم الباقية الباقية من اعتقادنا بالدين الاسلامي، وخاصة الحلقات التي شارك في المفكر المغربي "أحمد المسيح" المتخصص في مخطوطات القرآنية. وأتبت المفكر المغربي الفذ الجذور التاريخية للقرآن والتي تمتد وتعود الى السريالية، وذلك وفق دراسة أكاديمية محكمة بمناهج علمية تعصمه من الوقوع في الذاتية. وصلنا البحث في الموضوع، افصحنا عن قناعتنا الفكرية حول الموضوع، من نتائج هذه القناعات ويل من الاتهام والتهميش والاقصاء، كما تفننا الأحباب قبل الأعداء في اتهامنا، وألطف هذه التهام تهمة ملحد، علما أننا نعتبر الالحاد انتحار عقلي، ورغم هذا كنا ملحدين في مخيلتهم ولازلنا، يعني أن هؤلاء يعرفونا أكثر مما نعرف نحن انفسنا. نحن لا نعرف على أنفسنا أننا ملحدين، ولا للاأدريين، ولا شيء من هذا، كل ما نعرف على أنفسنا أننا رجال مرحلين، ولازلنا نراكم المعرفة، وكلما قرأنا شيئا واقتنعنا به نمارسه ونفصح عنه بكل جرأة ولا نتردد أبدا في هذا، وذلك حسب قدراتنا على التحليل والتمحيص طبعا، وهذا راجع لفهمنا البسيط. لا ننكر أن عدد قليل جدا من صديقاتنا وأصدقائنا، كانوا يحترموا قناعتنا ولازالوا ولا طالما نقشنا هذه الأفكار سويا، وهؤلاء لازالوا محافظين ومتشبثين بعلاقة الصداقة، لأن جوهر العلاقة انساني لا اعتقادي أو طائفي أو حزبي...، لكن في المقابل كشف الستار عن بعض هؤلاء الذين يدعون الحق في الاختلاف وقبول الآخر بغض النظر عن اعتقاده أو جنسه أو لونه...، مع حلول رمضان قرروا الحسم معنا بطريقتهم الخنوعة والمتمثلة في تجب الجلوس معنا ومصاحبتنا والقاء التحية "الناقصة" علينا، وحبذا إذا كفوا عن تحيتنا تلك، الغريب أن اصدقائنا جامعيون، فكيف لا يعترفون بخصوصية الفرد، وهم من أخذوا فيها دروسا متعددة، ما فائدة تلك المعرفة إذ لم تتحول الى سلوك اذن؟. لا نريد جواب عن هذا السؤال، فقط هدفنا هو شد الانتباه وتنبيه الذين يرون أن الجامعين الشبه مثقفين، هم المحرك الأساسي لبناء مجتمع الحرية والعدالة الاجتماعية والرفاهية، نحذركم يا من تعلقوا أملكم على الجامعين، فأغلب طلاب هذا العصر، يؤمنون بالفكر الداعشي أو لهم نصيب منه.
#محمد_الدحاني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
قررت أن أكتب لك قصيدة..
-
أسئلة على هامش مقاربة النوع.
-
بنهمور الانسان
-
الاباحة الجنسية
-
السرقة الجنسية
-
الصيام الجنسي
-
نعم أخشى؟
-
مكانة المرأة
-
ضربة تحت الحزام: مقدمة لحوار لازال مؤجل
-
الأساتذة المتدربون: قنبولة موقوتة
المزيد.....
-
مش هتقدر تغمض عينيك “تردد قناة روتانا سينما الجديد 2025” ..
...
-
مش هتقدر تبطل ضحك “تردد قناة ميلودي أفلام 2025” .. تعرض أفلا
...
-
وفاة الأديب الجنوب أفريقي بريتنباخ المناهض لنظام الفصل العنص
...
-
شاهد إضاءة شجرة عيد الميلاد العملاقة في لشبونة ومليونا مصباح
...
-
فيينا تضيف معرض مشترك للفنانين سعدون والعزاوي
-
قدّم -دقوا على الخشب- وعمل مع سيد مكاوي.. رحيل الفنان السوري
...
-
افتُتح بـ-شظية-.. ليبيا تنظم أول دورة لمهرجان الفيلم الأوروب
...
-
تونس.. التراث العثماني تاريخ مشترك في المغرب العربي
-
حبس المخرج عمر زهران احتياطيا بتهمة سرقة مجوهرات زوجة خالد ي
...
-
تيك توك تعقد ورشة عمل في العراق لتعزيز الوعي الرقمي والثقافة
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|