|
لكل قاعدة استثناء والاستثناء يذوب أمام الاغلبية
حياة البدري
الحوار المتمدن-العدد: 5206 - 2016 / 6 / 27 - 18:11
المحور:
كتابات ساخرة
يحز في نفسي كثيرا كلما سمعت أخبارا تفيد التقدم العلمي الكبير الذي تعرفه بعض الدول المتقدمة، فهناك من وصل منذ زمن ليس بالقصير القمر وهناك من اخترع اختراعات قمة في التطور التكنولوجي والعلمي وقمة العبقرية... وأمتي لا تزال تلوك وتجتر وتطالب بالحرية في الصيام أو عدمه وتركز على الأكل أمام الملأ والتبجح به امام الغير وكأنها الحرية التي لا تزال فقط تنقصنا ... وكأن الاكل أمام الصائمين هو الذي سيخول الحرية المفقودة أمام جبل هائل من جبال الحريات المفقودة والمطالب المنشودة... اوكأنه هو المبتغى الملح الذي سيحل مشاكل العباد من تمدرس ورفع الجهل والأمية الابجدية والمعرفية الذين لايزالان يعششان بالجماجم ويخيمان على شريحة هائلة من تربتنا وأراضينا وبقاعنا وقرانا...
فهناك فئة كبيرة من أبناء القرى لايزالون يمتطون الدواب من أجل قضاء أهم المارب الخاصة بهم ، ولاتزال المرأة القروية تمتطيها وهي في قمة مخاض الوضع ولاتزال شريحة عريضة من الطفلات والأطفال يمشون الكيلومترات من الهضاب والعقبات والجبال بردا وشتاء وحرا من أجل الذهاب إلى مدرسة توجد بدوار أومدشر اخر بعيد كل البعد سكنهم، وفئة عريضة من الطفلات القاصرات لاتزال حتى يومنا هذا تشغل بالمنازل وشابات خادمات يتم المتاجرة فيهم ويتعرضن لاقصى العقوباتوأنواع العنف ببلدان غير بلدهم . وشريحة واسعة من الشباب المعطل جابت الشوارع والدروب والمؤسسات وكل دكايين الانترنيت وغيرها من الفضاءات التي تشم فيها أخبار التشغيل والتوضبف، تقاعست وأحبطت عزائمها وشلت إرادتها وبدى الاكتئاب هو سيد الموقف الرازح فوق صدورها نتيجة البحث المضني والبطالة المخيمة لسنوات طوال لايحس بها إلا المكتوي بنيرانها.
ناهيك عن قوارب الموت التي تهدي البحر كل مرة وكل وقت قربانا بشرية عديدة ومتعددة وكأن حال سبيلها يقول للبحر خذهم وأرحهم من مسيرة اليتم والقهر والإحساس بالدونية واللاوجود وكل انواع الغربة الممارسة عليهم ببلادهم، وارحهم من السباحة والهيمان في حلم ضارب في اللاواقعية، واجعلهم عبرة لاقرانهم ، إنه الحلم بجنة الضفة الاخرى الذي يشل ويسكن تفكير العشرات من الشباب "الحراكة" ولايبقى سوى خياره الذي يدفع ب99 في المائة نحو التحول إلى قربان بحرية تتغذى بها اسماك . فلا أحد منا يرى ويعرف من يصوم أو يأكل رمضان مادام بمنزله ولا احد يعرف من يعاقر الخمربهذا الشهر وهوببيته... وبالتالي لا احد سيراه او سيخلق لديه حزازة بالنفس أويحس به أويحاسبه ، سوى الله المطلع عن الخبايا والخفايا والذي له حق الحساب والعقاب... فلماذا تريد ثلة لا تشكل نقطة النقطة ببلادنا الصراخ والعويل والأكل أمام الملأ ، فماذا سيحقق لها هذا وإلى اين تريد الوصول بهذا...؟ أمن أجل الإلهاء عن الاصل والأساس وتوجيه الرأي عن المطالب الحقيقية ام أنها مجرد فرقعات من أجل قول ياهوهههههههه ياعالم أنا هنا أنا موجودة وموجود... فبالامكان فرض الذات عبر وسائل أجدى وأنفع وأكثر تاثيرا وأثرا… "فخالف تعرف" لم تعد الوتر الحساس الذي يعزف عليها الذين يسعون نحو الشهرة وحب الظهور ولم تعد تنفع في هذا العصر لانه الان عصر غاية في الجدة والذكاء ولايصح معه إلا الصحيح والفصيح...
فكفى بالله تبجحا وكفى عويلا وكفى اجترارا لنفس الاسطوانة المشروخة... فإن اراد دعاة الافطار ان يأكلوا في شهررمضان فلا احد سيأخذ اللقمة من أفواههم ولا احد سيحس بهم ولا احد سيعرف أنهم التهموا وافترسوا... وهم بمنزلهم سوى المطلع عن الاسرار والأفئدة، فكما يقول المثل المغربي "كل شات ستعلق من كعبها(كراعها)"... والله هو القادر وحده على محاسبتهم ومعاقبتم او السماح لهم عما اقترفوه ... فلماذا تصر هذه الحفنة من البشر على الاحتجاج أمام البرلمان للأكل أمام الملأ وهل هنا ك هدف تسعى وراءه ام أن حب الظهور والشهرة الزائفة وفرض الذات الناتج عن النقص وغيرها من المقاصد التي لاتحترم الجماعة وتسعى إلى خلق البلبلة والحدث بالمقلوب !!!؟ … وتحاول إثارة الزوبعة وتحريك المياه الراكدة...؟؟
فالمطلوب من هذه الفئة هو عدم استفزاز الشريحة الاغلب من المجتمع واحترام هذه الدولة ذات الديانة الاسلامية واحترام دستورها الذي يقر أن الدين الاسلامي هو دين البلاد ويعد من المقدسات، بالاضافة إلى الفصل 222 من القانون الجنائي الذي يحسم في هذه المسألة . السؤال الذي يروادنا بالحاح لماذا دائما وأبدا يبقى الدين والمرأة الحلقة الاضعف التي يعلق عليها البعض جرأته و ...ولماذا تطالب هذه الشريحة كل شهر رمضان بالإفطار ويشترطون علانيته ومالهدف من هذا وماذا ستحقق هذه الفئة بعد أكل رمضان أمام الملا فهل ستحقق التميز والتفرد... ولماذا لاتطالب بمسائل ملحة واستعجالية كالتطبيب للجميع والتعلم والتمدرس ورفع كل انواع العنف التي لاتزال تمارس على نصف المجتمع، والسبيل نحو معالجة الارهاب بكل اطيافه ومحاربة الفساد والمفسدين والرشوة والزبونية و"باك صاحبي" والمشاركة في الشأن السياسي وفرض شفافية الانتخابات ومحاربة الغش والتزوير وغيرها من المطالب ذات الاهمية القصوى لدى غالبية الشعب الذي يخجل بعض مرضاه من أكل رمضان أمام الصائمين رغم العذر الذي يتوفرون عليه.
#حياة_البدري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
داعش واسرائيل أكبر سماسرة المتاجرة بأعضاء السوريين
-
مؤتمر اتحاد العمل النسائي ينهي اشغاله
-
ومن الحب ماقتل..؟؟؟
-
سيد اليابوري: طارد العكوس وجالب العرسان والعروسات وكل شيء...
-
Double face/الوجه المزدوج
-
كيف نسيطر على التشاؤم ونحقق أهدافنا المؤجلة
-
لنرقى ولنتحمل المسؤولية جميعا
-
الثقافة هي الحل...
-
قضية المرأة هي مقياس الديمقراطية لدى الدول
-
لنحب ولنتعلم فنونه فهو علاج لكل داء
-
اتحاد العمل النسائي : من أجل - قانون شامل لمناهضة العنف ضد ا
...
-
مسيرة برتقالية من أجل تفعيل هيئة المناصفة والتسريع بإخراج قا
...
-
أيها العالم المخبول تمهل...
-
دعائم الحفاظ على مؤسسة الزواج من التفكك والترهل
-
الاعلام يكرس الصور النمطية حول المرأة ويقزم دورها
-
لكي لايسرق الزمن عمرنا وحتى لايصادر الخوف أحلامنا…
-
مجتمع البلابلا ...
-
سقطت أقنعتكم... فلا تحاولوا تصريف عجزكم نحو قضية المرأة...
-
متى ستنفرج أسارير أمي؟؟... ومن يشفي غليل تساولات آمال؟؟...
-
إلى أين المسير؟؟؟... فقد حان الوقت للبدء...
المزيد.....
-
-قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
-
مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
-
فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة
...
-
جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس
...
-
أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
-
طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
-
ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف
...
-
24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات
...
-
معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
-
بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|