أنفلونزا الإرهاب ...

سلوى غازي سعد الدين

الحوار المتمدن-العدد: 1398 - 2005 / 12 / 13 - 05:34
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    

لقد أصيب الشّرقيّون بوباء خطير ، ألا وهو وباء (( أنفلونزا الإرهاب )) و هو وباء مُعدي و خطير ، بحيث يتجاوز حدود الإنسان و يصل بحامليه إلى الوحشيّة المفرطة ، و هذا الوباء تفشّى في جميع الدّول العربيّة و الإسلاميّة ، فتعانقت جرثومتا (( القوميّة )) و (( الرّاديكاليّة الدّينيّة )) و تعاونت الحكومات الدّكتاتوريّة ، الحاضنة للفيروسات القاتلة و المميتة ، على إيصال مرضاها و الموبوءين بها إلى الدّول الأوروبيّة و الولايات المُتّحدة ، لكي يدمّروا تلك الحضارات حسدا من عند أنفـُسهم ، و تظهر القنوات الإعلاميّة التّابعة للأنظمة الدّكتاتوريّة ، و كأنها تحارب و تواجه الإرهاب و تداعياته ، و في الوقت نفسه تزعم الدّفاع عن حقوق الإنسان (( المنتهكة ))!! في الغرب الدّيمقراطي ، و تعرض أشرطة مُشتراة بعشرات الآلاف من الدّولارات و على حسـاب شعوبهم الفقيرة و المنكوبة ، لكي يستمر أصحــاب التّديُّن الزّائف ، النفعي و المصلحي ، في الدّفاع و المحاماة عن الأنظمة الهزيلة و إفشال كُل مشاريع الدّيمقراطيّة القائمة على الانتخابات البرلمانيّة الحُرّة ، و لتبقى الحكومات الوراثيّة و العشــائريّة و العنصريّة في سُدّة الحُكم , و هذا واضح من الحملات الدّعائيّة ضد الجّيوش الغربيّة التي تفضّلت على العراقيين المضطهدين بإزالة أبشع طاغيّة و حزب في التاريخ ، حيث يُلصقون كُل ما يرتكبه الإرهاب و الإرهابيّون (( المقاومة المزعومة )) بقوات التّحالف و الصّهيونيّة " شمّاعة الجّرائم الشّرقيّة " ، هذه الفضائيات ـ المحرّفات ـ بدءا من قناة " بغداد " المدعوم من الإسلاموييّن البعثييّن ، مرورا بالشّرقيّة البعثيّة ، و انتهاءا بالجزيرة و (( العربيّة )) و قناة (( المنار )) و (( سحر )) ، تقوم بفبركة و تدليس و تدنيس و تلبيس و تحوير المعلومات للتغطية على الحقائق و الوقائع ، و إظهارها و كأنها صورة حقيقيّة تُمثّل الواقع .
و بما أن الإنسان يملك خاصية تجعله يختلف عن سائر المخلوقات ، و هي "العقل" و كل تجلياته ، إذا فلنضع حدا فاصلا بين الإنسانية و الوحشية ، لكي نميز الفضيلة عن الرذيلة ، و استخدام المنطق العقلي و تأسيس أخلاق على أساسها .
الواجب الأهم ـ أخلاقيا ـ الاعتراف بجميل الغرب من دون أن يبخس منه شيء ، و إقامة مجتمعات حرة قائمة على التشريعات الإنسانية الكافلة لحرية الاختيار و إقناع الشعوب أن قوتها تكمن في ضمائرها الحية و شعورها الإنساني و عقولها النابضة .

#سلوى_غازي_سعد_الدين (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات