أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أمير جبار الساعدي - أوروبا وسط ضربة أمريكية














المزيد.....


أوروبا وسط ضربة أمريكية


أمير جبار الساعدي

الحوار المتمدن-العدد: 5204 - 2016 / 6 / 25 - 09:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


"النفط يمكن شراؤه من الاوبك بالدولار وحسب، والدول غير المنتجة للنفط مثل الدول النامية واليابان او الصين عليها ان تبيع بضائعها وموادها الخام للحصول على الدولار لشراء النفط".
فيما يبدو بأن النظام العالمي الذي تحدث عنه هنري كيسنجر ما بعد 1948 الى نهاية القرن بمزيجه الذي يقول عنه بانه "خليط من المثالية الأمريكية والمفاهيم الأوربية التقليدية عن الدولة وتوازن القوى" لم يعجب بعض الدوائر الأمريكية المحافظة والتي تحاول الحفاظ على هيمنتها على هذا القرن ايضا لمعالجة عجزها الاقتصادي.
قد يكون تحليلا بعيد الافق وسط المتغيرات الكثيرة التي تفرضها الحرب العالمية الرابعة ضد الارهاب والتحديات الاقتصادية التي يعيشها العالم ايضا فالجميع يركز نظره صوب مصلحة ونفع الشعب البريطاني بالانفصال عن الاتحاد الاوربي ورغبته بأن يحقق ذلك اليوم باستفتاء وصل الى ما نسبته ( 51,9 ) والذي أراه بأنه أمر مخطط له منذ أمد بعيد فمازالت الولايات المتحدة الأمريكية تحاول ابقاء هذا القرن أمريكيا (PNAC) بما استطاعت من قوة وأولها وأهمها هي حماية اقتصادها الذي يواجه عدة تحديات وأخطار كان منها وجود منافسا قويا للدولار عبر اصدار أوروبا اليورو وثانيا سيطرتها على اسواق العالم عبر المؤسسات الدولية كصندوق النقد الدولي والبنك الدولي وكان لصعود السوق الأوروبية ومنافستها لأمريكا عالميا دفع الدوائر الأمريكية للبحث عن ثغرات تفكيك هذا الاتحاد مثل ما نجحت سابقا بتفكيك الاتحاد السوفيتي عبر البوابة الاقتصادية ايضا وإن توافرت كثير من المعطيات لهذا التفكك ولكنها عجلت به عبر دوائرها الاستخباراتية والمخابراتية والسياسية. فخشية أمريكا بأن تواجه فقدان ريادة الدولار الأمريكي للأسواق العالمية بدأ يعجل بالبحث عن مسوغات لضرب أوروبا بقنبلة فراغية تحدث زلزالا فيها من غير ان تخرب بنيتها أو هيكلية وجودها الجيوسياسية والجيوستراتيجية لأنها حتما ستحتاجها في خضم صراعها على ريادة القرن مع صعود التنين الصيني والمارد الهندي والدب الروسي للإبقاء على قوتها الأكبر في العالم وهذا لن يكون إلا بوجود قوة اقتصادية تساعد على ذلك إذ تحتل أمريكا المراتب الاولى في العالم لمؤشر التنافسية الذي يصدره منتدى دافوس، وواحدة من أهم مقوماتها مثل ما فعلت في اتفاقية بريتون وودز التي هدفت الى ايجاد نوع من الاستقرار والثبات في السياسات النقدية وسعر الصرف والذي سيطرت به أمريكا على مجريات ابرام الاتفاقية وابعدت فيها خطة بريطانيا والذي حول التعامل استنادا على قاعدة الصرف بالدولار الذهبي وعلى اساس مقياس التبادل الذهبي وبذاك حولت الدولار الأمريكي من عملة محلية الى عملة دولية للاحتياط وقد استمر العمل بهذا النظام حتى عام 1971 عندما أوقف الرئيس نيكسون استمرار التعاطي بتبديل الدولار الى ذهب. فمع ما كانت تعانيه أمريكا من كساد اقتصادي في عام 1929 إلا ان هذا لم يمنعها من ابعاد بريطانيا من القوة الاقتصادية الاولى بالعالم وتصدرها هذه المكانة.
فلقد واجهت أمريكا خطر المحافظة على صدارة الدولار للعملات في العالم عندما بدأ نجم اليورو يظهر للعلن وينافس الدولار في السوق العالمي لبيع النفط وظهر هذا الخطر عندما اقدم العراق في التسعينيات على تنويع سلة بيع نفطه بمجموعة عملات على رأسها اليورو وليس الدولار، وهكذا فعلت إيران في عام 2006 عندما قررت ابدال اليورو بدلا من الدولار لمبدلاتها وارصدتها، وهكذا فكرت فنزويلا بدراسة بيع نفطها باليورو وبهذا ستخطو دولا اخرى على اتباع نفس النهج وهذا ما يرسم اعلان انهيار كبير للاقتصادي الأمريكي ولهذا كان على الولايات المتحدة ودوائرها المخابراتية ان تبحث عن سبلا لمعالجة هذه الكارثة التي يمكن ان تضرب عمق الأمن القومي الأمريكي سريعا.
يقول جافن بوتلاند "إذا كانت نظرية حرب عملة النفط وهما، يمكن للإدارة الأمريكية أن تقر ببطلانها بسهولة عبر اعلان أمريكا بأنها لا تعترض على شراء النفط باليورو في بلاد اليورو" إن انهيار الاقتصاد الأمريكي سيشكل كارثة اقتصادية في العالم وأولها دول الاتحاد الأوروبي مرة أخرى مثل ما حدث في عام 2008 ولتجنب وقوعنا والدول النامية بهذا الكمين مرات اخرى على العالم أن يوحد قواه برسم سياسة اقتصادية تتخلص تدريجيا من هيمنة الدولار الأمريكي والذي أراه سببا رئيسا لانفصال بريطانيا من الاتحاد الاوروبي بفعل عملياتي سياسي ومخابراتي وهذا ما دعى أمريكا للبحث عن جذور تهديد اقتصادها وهو دول اليورو وقامت بالتهيئة لتفككها تدريجيا لتبعد شبح انهيارها.
تحاول أمريكا ابقاء نفسها رمزا للرأسمالية والديمقراطية وهي مصابة بالوهن وان كانت تمتلك ادوات الاستعراض ببقاءها قوية عسكريا.

باحث بالشؤون السياسية والاستراتيجية



#أمير_جبار_الساعدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بُح صوت الشعب!!
- بين السياسة والعسكر الموصل استلبت
- الضوء في نهاية الامر
- هل أنت مع أو ضد...؟؟؟
- وجه التحالفات القادمة
- بين الحقوق ... والتحقيق
- الشعب وخطر الساسة
- قيادة العمليات وقيادة المالكي
- حكومة الأغلبية السياسية الى أين؟
- إيران...وقمة عدم الأحياز
- ذخيرة حية...ونتيجة ميتة!!
- أولمبياد عظمة وظلمة بريطانيا
- لماذا العراق هو المستهدف الأول؟؟؟
- -وثيقة عهد- الصمت الإعلامي
- صراعات الساسة... وخيارت الشعب
- العراق... ودولة كردستان !!
- إيران ..العراق.. والحرب العالمية الثالثة
- قمة بغداد العربية بين الربيع والخريف العراقي
- ضربة كتلة الأحرار ... الأستباقية
- -الحسنة بعشر سيئات-


المزيد.....




- هيغسيث: إسرائيل حليف مثالي للولايات المتحدة
- علماء يكشفون كيف وصلت الحياة إلى الأرض
- ماسك يرد على ترشيحه لنيل جائزة نوبل للسلام
- برلماني أوكراني: زيلينسكي يركز جهوده على محاربة منافسيه السي ...
- رئيس جنوب إفريقيا يحذر نظيره الرواندي من عواقب الفشل في وقف ...
- مستشار سابق في البنتاغون: على واشنطن وموسكو إبرام اتفاقية أم ...
- منعا للتضليل.. الخارجية الروسية تدعو إلى التحقق بعناية من تص ...
- ترامب -يعلن الحرب- على دعم فلسطين داخل المؤسسات التعليمية
- لوبان لا تستبعد استقالة ماكرون
- ترامب يوقع أول قانون بعد عودته إلى المنصب


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أمير جبار الساعدي - أوروبا وسط ضربة أمريكية