أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - الحرية والأمومة في مسرحية -المدعوة- فرانسوا دو كوريل














المزيد.....

الحرية والأمومة في مسرحية -المدعوة- فرانسوا دو كوريل


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 5202 - 2016 / 6 / 23 - 06:24
المحور: الادب والفن
    


الحرية والأمومة في مسرحية
"المدعوة"
فرانسوا دو كوريل
هذه المسرحية من الأدب الفرنسي الذي واكب الدعوة لتحرر المرأة من هيمنة المجتمع الذكوري، فهي تقدم المرأة كند للرجل، أن لم تكن متفوقة عليه، فالزوج الذي يخون زوجته هو بالتأكيد زوج غير مخلص، بينما المرأة التي نحافظ على عفتها، رغم علمها بخيانة الزوج تكون أكثر استقامة واخلاصا منه، الزوجة تقرر أن تهجر زوجها الخائن، تاركة له بنتين، وهنا يتشكل حالة من الصراع داخل "آنا" بين ما تحمله من مشاعر الأمومة ومشاعر الزوجة، "وبعد اكتشافي المشؤوم، وفي لحظة الرحيل كنت أرغب في أن أضمهما بين ذراعي، فلم أستطع، تمزق قلب الأم، وكان قلب الزوجة يكره" ص78، بهذه الجلد للذات، قررت الرحيل رغم ما يحمله هذا من فقدانها لابنتيها، من قتل/تجميد لمشاعر الأمومة في داخلها، وإذا عرفنا طبيعة المرأة وما تحمله من مشاعر اتجاه الابناء يتأكد لنا قدرتها على كبح مشاعرها وما يلازم ذلك من تحمل الألم.
ولكنها في مدينتها التي عادت إليها تبقى محافظة على جسدها وعلى كياستها رغم أنها ما زالت في ذروة شبابها. "دعك من جمالي، إنني أتكلم على المعارك ضد نفسي.. إن أكبر عدو للمرأة المهجورة تماما، وهي في الرابعة والشعرين من العمر إنما قلبها.. وقد قهرت قلبي بوسائل وحشية، وخنقت فيه كل ما كان يطلب الحياة، فالصداقات معدومة، وكذلك الميول التي تستطيع الحديث عن إمكانية الحب... والمهدى مع المغازلات القاحلة يشبه تشاغل المرء عن لعطش في صحراء بالحصى الصغيرة، لقد بترت هذا القلب المسكين بما يكفي، والآن لم يبق فيه وتر واحد يحب، لقد كان حديقة فتحول إلى ساحة صخرية ليس فيها أي بقعة خضراء، ولفرط ما ضيقت عليها الأشواك لم يعد بإمكان البذرة الطيبة أن تنبت فيها" ص144و115، ما يلفت النظر في هذه الكلمات أنها تحمل مشاعر المرأة ، وما فيها من عطاء وحب، ومع هذا ترفض أن تكون مخدوعة، وتفضل أن تكسر كل هذه المشاعر لكي تحافظ على إنسانيتها، على كيانها، على حقوقها. وهذا يمثل قدرتها على السيطرة على غريزتها/مشاعرها/رغباتها الجسدية والنفسية، على النقيض من الرجل الذي انغمس في الخيانة والشهوة الجسدية.
كما يحمل المقطع السابق لغة أدبية راقية تحمل العديد من التشبيهات، التي تخدم الفكرة، فكرة الجوع/الحاجة الجسدية والعاطفية التي تغلبت عليها واخضعتها لإرادتها.
وبعد مضي ستة عشر عاما يرسل لها زوجها " أوبير" مرسال بواسطة صديق الأسرة "هكتور" يدعوها للعودة إلى بيتها والعناية بالفتاتين اللتين أصبحتا في سن الزواج، تعود إلى البيت، وهناك يكون حوار بين "آنا" وابنتيها "تيرز و أليس" واثناء هذا الحوار تنطلق "أليس" الكلمة التي حرمت منها "آنا" فيتفجر فها نهر الأمومة وتأخذ الأمور السير في الاتجاه الصحيح، اتجاه حاجة الأم لهذه العاطفة، لهذه الغريزة، "آنا: (لتيريز) إن (أليس) وهي تناديني ماما، أثرت في أكثر مما فعلته أجمل الحجج، وإن كان ممكنا أن أبقى، فسوف تقع هذه المعجزة، ولكن روحي لا تملك أي قوة" ص123، بهذه الشكل يتم انهاء المأساة التي عاشتها "آنا" وتقرر أن تكون منحازة لمفهوم الأمومة ولابنتيها اللتين طالبتها بالبقاء أو الرحيل معها.
أهم ما في المسرحية حالة الصراع، صراع "آنا" مع ذاتها، وصراعها مع زوجها "أوبير" وصراع "أوبير" مع نفسه، وزوجته "آنا" ومع عشيقته "مرغريت" كل هذا أعطا المسرحية بعد فكريا، بعيد أن المباشرة والطرح (الهندي) لقضايا الأسرة، خاصة بعد أن تتفرق.
المسرحية من منشورات الكويت، من السرح العالمي، العدد 362، 2012،نوفمبر.



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطرح السياسي في رواية -فرسان الحرية- هشام عبد الرازق
- حب المرأة في رواية -يافا- نبال قندس
- تغير خرائط سايس بيكو
- بحث تاريخي في كتاب -توازن النقائض- سليمان بشير
- ثلاثة شخصيات ولغة واحد في رواية -عرافو السواد- داليا طه
- التناسق والانسجام في مسرحية -وجهة سفر-
- السخط في ديوان - الساعة الناقصة- فايز مقدسي
- المرأة والرجل في رواية -امرأة للفصول الخمسة- ليلى الأطرش
- الارهاب والفساد في رواية -ذاكرة الماء- واسيني الأعرج
- انتصار المرأة في رواية -الحضارة أمي- إدريس الشرايبي
- التجربة في رواية -المرآة مسيرة شمس- هديل الحساوي
- تعدد القراءات في ديوان -عشق- حمودة الشايجي
- السيرة المحفزة للمعرفة -رام الله التي هناك- محمود شقير
- الكويت تنقذ جمهور القراء
- -في اللغة والأدب وعلاقتهما بالقومية- ساطع الحصري
- المعرفة بالشعر في ديوان -وسائد حجرية- مازن دويكات
- البداية المتسرعة في مجموعة -خارج الصورة- محمد المقادمة
- العنوان مفتاح المضمون في ديوان -ضجر الذئب- يوسف أبو لوز
- تأثير النت
- التراث الديني والشعبي في رواية -ملاك القرصة الأخيرة- سعيد نو ...


المزيد.....




- وسط حفل موسيقي.. عضوان بفرقة غنائية يتشاجران فجأة على المسرح ...
- مجددًا.. اعتقال مغني الراب شون كومز في مانهاتن والتهم الجديد ...
- أفلام أجنبي طول اليوم .. ثبت جميع ترددات قنوات الأفلام وقضيه ...
- وعود الساسة كوميديا سوداء.. احذر سرقة أسنانك في -جورجيا البا ...
- عيون عربية تشاهد -الحسناء النائمة- في عرض مباشر من مسرح -الب ...
- موقف غير لائق في ملهى ليلي يحرج شاكيرا ويدفعها لمغادرة المسر ...
- بأغاني وبرامج كرتون.. تردد قناة طيور الجنة 2023 Toyor Al Jan ...
- الرياض.. دعم المسرح والفنون الأدائية
- فيلم -رحلة 404- يمثل مصر في أوسكار 2024
- -رحلة 404- يمثّل مصر في -أوسكار- أفضل فيلم دولي


المزيد.....

- توظيف التراث في مسرحيات السيد حافظ / وحيدة بلقفصي - إيمان عبد لاوي
- مذكرات السيد حافظ الجزء الرابع بين عبقرية الإبداع وتهمي ... / د. ياسر جابر الجمال
- الحبكة الفنية و الدرامية في المسرحية العربية " الخادمة وال ... / إيـــمـــان جــبــــــارى
- ظروف استثنائية / عبد الباقي يوسف
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- سيمياء بناء الشخصية في رواية ليالي دبي "شاي بالياسمين" لل ... / رانيا سحنون - بسمة زريق
- البنية الدراميــة في مســرح الطفل مسرحية الأميرة حب الرمان ... / زوليخة بساعد - هاجر عبدي
- التحليل السردي في رواية " شط الإسكندرية يا شط الهوى / نسرين بوشناقة - آمنة خناش
- تعال معي نطور فن الكره رواية كاملة / كاظم حسن سعيد
- خصوصية الكتابة الروائية لدى السيد حافظ مسافرون بلا هوي ... / أمينة بوسيف - سعاد بن حميدة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - الحرية والأمومة في مسرحية -المدعوة- فرانسوا دو كوريل