|
دعم ترشيح المدن الاثرية ( اوروك ،اور، اريدو ) واهوار جنوبي العراق الى لائحة التراث العالمي.
كاظم الحناوي
الحوار المتمدن-العدد: 5200 - 2016 / 6 / 21 - 19:49
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
دعم ترشيح المدن الاثرية ( اوروك ،اور، اريدو ) واهوار جنوبي العراق الى لائحة التراث العالمي.
هكذا ولدت المدن السومرية جنوب العراق
كاظم الحناوي
يرجح بعض المستشرقين أن أصل كلمة العراق مصدرها هي مدينة أورك السومرية القديمة والتي تسمى الآن بالوركاء وقد ذكرت مدينة أورك في ملحمة گلگامش حيث قام گلگامش ببناء سور حول المدينة ومعبد للآلهة عشتار(1).واشتقت من اوروك او انوك ومنها جاء اسم الوركاء (2). عندما عرف الإنسان ا لمرحلة الأولى من الزراعة واستقر في بقعة من الأرض خصيبة وافرة المطر وطال به المكث على هذه الحال وزاد اطمئنانه وعرف شيئا من التنظيم الاجتماعي انتقل الإنسان في الكتابة من مجرد تصوير الأشياء إلى تصوير المعاني في رسوم فيرسم العين ليدل على النظر ويرسم رأس الثور وقرنيه ليدل على القوة وكان ذلك في الغالب عندما انتقل الإنسان من مرحلة الزراعة البدائية التي تعتمد على المطر إلى مرحلة الزراعة الدائمة التي تعتمد على الري وقد تم ذلك في الأغلب في أرض سومر عند مصبي دجلة والفرات وعلى هامش منطقة الأهوار لأن الحياة في منطقة الأهوار كانت مستحيلة على الإنسان في تلك العصور وقد ولدت الحضارة السومرية جنوب غربي العراق فيما عرف بعد بإقليم(الحيرة )*وهناك عثرنا على أقدم نماذج تصاوير الأفكارأو . ما يسمى باسم (Edeograms (3. ان تطور الذهنية يسير مع ارتقاء المستوى التعليمي في المجتمع وقدرته في السيطرة على الواقع والتاريخ(4) . ان المتتبع لتأريخ الحياة الانسانية يرى ما يعمله الانسان من اجل تطوره ورقيه ورفاهيته , والدفاع عن نفسه واثبات وجوده, وهذه الانجازات تاتي في سلسلة متدرجة من الاجتهادات والتجارب التي يمر بها الانسان بسبب حاجته لامر معين , وعندما تلح الحاجة عليه فانه يبدا يبحث ويستقصي ويفكر ويخترع ويجرب حتى يصل الى ما يفي بغرضه لسد رغباته واحتياجاته لقد كان للفرد السومري فكرا تخطيطيا تمثل بمعرفة تامة بعناصر المدينة(5). وقد تمت هذه الخطوة بعد أن كان الإنسان قد قطع شوطا بعيدا في طريق الاستقرار والتنظيم السياسي والاجتماعي أي بعد أن دخل مجال التاريخ. يسمى عصر اوروك ايضا بالعصر النحاسي تشير مصادر هذه المرحلة إلى أن بداية ظهور الثورة المعدنية كانت في العراق القديم, ثم ما لبثت أن انتشرت سريعا إلى مصر, ويعتبر استخدام المحراث والعجلة المعدنيين من أهم مميزات هذا العصر. يستطيع الباحث أن يتتبع من خلال دراسة هاتين المنطقتين انتشار عصر المعدن الذي ظهر أيضا في وادي السند وفي الصين على ضفاف النهر الأصفر, وعلى الرغم من أن المناطق الأربع السابقة هي المراكز الرئيسية لهذه الحضارة إلا أن الشواهد الأثرية تشير إلى أن الملامح الرئيسية لها ظهرت أول ما ظهرت في منطقتي بلاد الرافدين ووادي النيل(6). ليس في وسعنا رغم ما قام به العلماء من بحوث أن نعرف إلى أية سلالة من السلالات البشرية ينتمي هؤلاء السومريون، أو أي طريق سلكوه حتى دخلوا بلاد سومر(7)وكانت هذه الأجناس المختلفة الأصول في خلال هذا الصراع تتعاون دون أن تشعر بتعاونها ولعلها كانت تتعاون على الرغم منها لتقيم صرح حضارة هي أول ما عرف من حضارة واسعة شاملة فذة، وهي من أعظمها إبداعا وإنشاء( 8). ويعتمد الآثاريُّون في محاولة تحديد هويَّة سكَّان المواقع الأثريَّة قاعدة تقول: إنَّ كلَّ تغيُّر في نمط الاستيطان لايمكن تفسيره من خلال التَّطوُّرات الاقتصاديَّة أو الاجتماعيَّة أو السِّياسيَّة في الموقع نفسه يكون ناشًئا عن هجرة إلى الموقع من خارجه. وفي المقابل يرى الآثاريُّون أنَّ استمرار نمط الاستقرار بكلِّ ما يتَّصل به من أشكال للسَّكن، وعلاقات اقتصاديَّة وسياسيَّة يدلُّ على أنَّ سكَّان الموقع لم يتغيَّروا. وبناءً عليه،فلمَّا لم يكتشف الآثاريُّون فروًقا كبيرة بين نمط السُّكنى في جنوبيِّ العراق ما بين ﻧﻬاية الألف الرَّابع قبل الميلاد والنِّصف الأوَّل من الألف الثَّالث قبل الميلاد، فقد استنتجوا أنَّ سكَّان تلك المنطقة لم يتغيَّروا،وعليه، فلَّما كانت النُّصوص المكتوبة في حوالي 2500 قبل الميلاد "سومريَّة"، فتكون النُّصوص المكتوبة في حوالي 3200 قبل الميلاد "سومريَّة" كذلك.(9) . ولما تقدم العهد بمدنيتهم- حوالي 2300 ق.م حاول الشعراء والعلماء السومريون أن يستعيدوا تاريخ بلادهم القديم. فكتب الشعراء قصصاً عن بداية الخلق ، وعن جنة بدائية، وعن طوفان مروع غمر هذه الجنة وخربها عقاباً لأهلها على ذنب ارتكبه أحد ملوكهم الأقدمين . وتناقل البابليون والعبرانيون قصة هذا الطوفان وأصبحت بعدئذ جزءاً من العقيدة المسيحية. ورووا عن الأسر المالكة التي حكمت قبل الطوفان وخصوا اثنين من هؤلاء الحكماء وهما تموز وجلجامش من القصص المؤثرة ما جعل ثانيهما بطل أعظم ملحمة في الأدب البابلي. أما تموز فقد انتقل إلى مجمع الآلهة البابليين، وأصبح فيما بعد أدونيس اليونان. ولعل الكهنة قد تغالوا بعض الشيء في قدم حضارتهم ولكن في وسعنا أن نقدر عمر الثقافة السومرية تقديراً تقريبياً إذا لاحظنا أن خرائب نيبور تمتد إلى عمق ست وستين قدما وأن ما يمتد منها أسفل آثار سرجون ملك أكد يكاد يعدل ما يمتد فوق هذه الآثار إلى أعلى الطبقات الأرضية(10) . وبعدما كان التَّطوُّر السَّريع في الاقتصاد استدعى أوَّل أمر ابتكار أدوات للإدارة الاقتصاديَّة، مثل الكتابة، والأختام الأسطوانيَّة. عاد هذا التطوُّر فاستدعى في مرحلة لاحقة تطوير الأدوات هذه الاقتصاديَّة، بحيث تصبح أسهل وأسرع إنتاجًا(11). ومن دلائل عظمة اوروك واتساعها مادونه سرجون الثاني في حولياته( 715 ق.م.)؛ أنه كان يحصل على هدايا منحاكم سبئي اسمه: يثع أمر. وأخيراً وجد في أحد النقوش التي تعود إلى عهد سينحاريب( 685 ق.م.) إشارة إلى حاكم سبئي آخر. إلا أنه لم يذكر اسمه. مما يعني أن تلك الهدايا أو-ربما- رشاوى، كانت تعطى مقابل مرور القوافل التجارية العربية الجنوبية بصورة آمنة، وأن السبأيين، في ذلك الوقت، كانوا قد خرجوا إلى المسرح الدولي للتعامل المباشر مع الجيران القريبين منهم والبعيدين.(12) اضف الى ذلك انهم كانوا یتخذون ملابسھم من جلود الغنم، ومن الصوف المغزول الرفیع، وكانت النساء یسدلن من أكتافھن الیسرى مآزر على أجسامھن، أما الرجال فكانوا یشدونھا على أوساطھم ویتركون الجزء الأعلى من أجسامھم عاریاً. ثم علت أثواب الرجال مع تقدم الحضارة شیئاً فشیئاً حتى غطت جسمھم كلھ إلى الرقبة. أما الخدم رجالا كانوا أو نساء فقد ظلوا یمشون عراة من الرأس إلى وسط الجسم إذا كانوا في داخل البیوت. وكانوا في العادة یلبسون قلانس على رؤوسھم وأخفافاً في أقدامھم، ولكن نساء الموسرین منھم كن ینتعلن أحذیة من الجلد اللین الرقيق غیر ذات كعاب عالیة،وذات أربطة شبیھة بأربطة أحذیتنا في ھذه الأیام. وكانت الأساور والقلائد والخلاخیل والخواتم والأقراط زینة النساء السومریات التي یظھرن بھا ثراء أزواجھن كما تظھره النساء الأمریكیات في ھذه الأیام(13). وكان آخر اختراع هام عجلة تدار بالرجل اواليد واستخدمت لأول مرة في سومر لتصميم الاواني الفخارية وسرعة بنائها بعد فترة وجيزة من 3500 قبل الميلاد.
http://www.iraqnaa.com/aniraq/(1) (2) ص460 دكتور محمد الفتحي بكير محمد ،الجغرافية التاريخية دراسة اصولية تطبيقية ،دار المعرفة الجامعية1999 (3) ص92 د. حسين مؤنس الحضارة دراسة في أصول و عوامل قيامها و تطورها سلسلة عالم المعرفة الكويت يناير 1978 *لم نجد تسمية لمنطقة حضارة سومر باقليم الحيرة الا مع د.حسين مؤنس في المصدر السابق (الكاتب) (4)ص16 ماجد محمد حسن عصر الجهل اشكالية التخلف وضرورة التنوير الطبعة الآولى 2003 دار المنفى السويد (5) ص 29د.عادل مكي عطيه الحجامي-تخطيط المدينة في الحضارة العراقية القديمة-مجلة كلية التربية-العدد٢المجلد2 (6)من بحث دكتورعلي فايزالغول-الجذور التاريخية والمعمارية التي أّثّرت على التشكيل الفني للحروف العربية من نشأتها حتى الآن/ منشورات عمادة البحث العلمي -الجامعة الأردنية2005 (7)ص 3 ویل دیورانت- قصة الحضارة - الجزء الأول-حضارة الشرق الأدنى (8)ص 3 نفس المصدر السابق (9) ص12عمر الغول المدن الأولى في الشرق القديم -الجزء الثاني (10) ص 5 ویل دیورانت مصدر سابق (11) ص17عمر الغول المدن الأولى في الشرق القديم -الجزء الثاني (12) ص337الدكتور مهيوب غالب أحمد كليب الصلات التجارية بين جنوب شبه الجزيرة العربية ومناطق الهلال الخصيب ومصرخلال الألف الأول قبل الميلاد-مجلة جامعة دمشق–المجلد 27 -العدد الأول+الثاني 2011 (13)ص 4 ویل دیورانت- قصة الحضارة - الجزء الأول-حضارة الشرق الأدنى
#كاظم_الحناوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
بروستريكا الغنوشي نقلت الراية من الأيدي المتوضئة
-
ليبرمان سيأتي بالسلام والرخاء للشرق الآوسط !
-
بين الشيوخ والأمراء :العدالة ضد راعي الإرهاب
-
هكذا حولنا العمال الى معممين!
-
بيانات نيسان عنوان للمملكة السعودية الرابعة
-
بمناسبة يوم التراث العالمي: أوروك اللبنة الأولى في هذا الترا
...
-
محاضرة الشيخ محمد الصافي في قضاء الخضر
-
بمناسبة 7 نيسان:البعث آلية أثبتت نجاحها!
-
امريكا المرشحان الرئيسيان ضحية ونصاب! (3)
-
امريكا المرشحان الرئيسيان ضحية ونصاب! الجزء الثالث
-
امريكا المرشحان الرئيسيان ضحية ونصاب! الجزء الثاني
-
الدعاية الانتخابية : امريكا المرشحان الرئيسيان ضحية ونصاب! ا
...
-
25 عام على الانتفاضة وهدأة الامل بالعدل في هذا الوطن
-
هيئة أمناء جديدة لشبكة الشبوط العراقي
-
الوزارة عبر نافذة سير فانتيز
-
الجنادرية لم تعد قرية بل هي ثقافة
-
ابن حزم الاندلسي:لا مانع من هدايا الحب حتى بين الشواذ!
-
ضحايا في كولشستر؟!
-
لما اتى ارخت (لارجعت ولا رجع الحمير)
-
القوات الهولندية تبحث عن دب في ام الروج
المزيد.....
-
لحظة لقاء أطول وأقصر سيدتين في العالم لأول مرة.. شاهد الفرق
...
-
بوتين يحذر من استهداف الدول التي تُستخدم أسلحتها ضد روسيا وي
...
-
الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل جندي في معارك شمال قطاع غزة
-
هيّا نحتفل مع العالم بيوم التلفزيون، كيف تطوّرت -أم الشاشات-
...
-
نجاح غير مسبوق في التحول الرقمي.. بومي تُكرّم 5 شركاء مبدعين
...
-
أبرز ردود الفعل الدولية على مذكرتي التوقيف بحق نتنياهو وغالا
...
-
الفصل الخامس والسبعون - أمين
-
السفير الروسي في لندن: روسيا ستقيم رئاسة ترامب من خلال أفعال
...
-
رصد صواريخ -حزب الله- تحلق في أجواء نهاريا
-
مصر تعلن تمويل سد في الكونغو الديمقراطية وتتفق معها على مبدأ
...
المزيد.....
-
الانسان في فجر الحضارة
/ مالك ابوعليا
-
مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات
...
/ مالك ابوعليا
-
مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا
...
/ أبو الحسن سلام
-
تاريخ البشرية القديم
/ مالك ابوعليا
-
تراث بحزاني النسخة الاخيرة
/ ممتاز حسين خلو
-
فى الأسطورة العرقية اليهودية
/ سعيد العليمى
-
غورباتشوف والانهيار السوفيتي
/ دلير زنكنة
-
الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة
/ نايف سلوم
-
الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية
/ زينب محمد عبد الرحيم
-
عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر
/ أحمد رباص
المزيد.....
|