أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طيب تيزيني - «داعش» وتحديات التاريخ














المزيد.....

«داعش» وتحديات التاريخ


طيب تيزيني

الحوار المتمدن-العدد: 5200 - 2016 / 6 / 21 - 08:44
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



يعيش العالم الراهن حالة مفتوحة من ضرورات التأكيد على العودة إلى قضايا وإشكالات تاريخية منصرمة، راحت تبدو كأنها دخلت حيز النسيان، ولاشك أن هذا أمر محتمل، ذلك لأنه إذا أُتيح لحدث أو آخر أن يسير إلى الأمام ويستقر هنا أو هناك، فإنه مع ذلك، بل ورغماً عنه، سيبقى قابلاً للمثول أمام البشر بهدف المراجعة والنقد وغيره. أما العنصر المنهجي الذي يؤسس لمثل هذه الحال في التاريخ المحلي والعالمي، فهو كون أحداث التاريخ تعيش حالة مفتوحة ليس إلى الأمام فحسب، بل بكل الاتجاهات والميول ومنها عودة الماضي الذي تنطلق أو انطلقت منه. ويبرز هذا الاستحقاق خصوصاً حين تنشأ أوضاع وحالات تشير إلى عناصر من الزمن أو الأزمنة المنصرمة التي تبدو كأنها تلبّست شخصيات وأدواراً يتوقف الإنسان المعاصر أمامها، بحيث يتعين عليه أن يأخذ منها موقفاً أو آخر، ذا طابع محفز أو مثبط وفق واقع الحال المعيش في مرحلتنا نحن أبناء القرن الحادي والعشرين. فكأن تلك الشخصيات والأدوار أخذت تُناط بها وظائف أخرى جديدة!

ذلك ما نعيشه نحن الآن أبناء العالم الراهن وتخصيصاً في الشق «الشرقي منه»، ففي هذا السياق تنهال الأحداث العظمى على رؤوس البشر في بقاع العالم، دون أن يعرف فريق منهم مصدرها أو وظائفها الآن ولاحقاً، إضافة إلى المخاوف السوداء التي ترافقها. وهذا بدوره يعيد إلى الذاكرة ما كتبه ماركس يوماً من «أن التاريخ لا يعيد نفسه، وإذا أعاد نفسه فهو يفعل ذلك بصيغة مهزلة»، ولعلنا نتبع ذلك بالقول إن الصيغة الجديدة له إنما هي ذات بُعد «درامي» مقابل الهزلي.


وفي هذا السياق تماماً سنستعرض ذلك «الدرامي» الذي يتشخص في صيغ كثيرة، منها صيغة «الاستشراق». لكن في المقالة القادمة سننعطف تجاه حدث آخر سبق الاستشراق إرهاصاً وأتى بعده في الزمن الراهن، ونعني «العولمة والنظام العولمي». وكي نحدد أولياً ما يربط بين الصيغتين المذكورتين، الاستشراق والعولمة، نُمعن في التخصيص، إذ نضع يدنا على تحدي «داعش» بمثابته -هكذا ظهر حتى الآن- وليد النظام الغربي الرأسمالي الاستعماري، الذي أخذ في النشوء مع تعاظم النهضة الأوروبية الحديثة، باتجاه امتداداتها التي نمثل نحن شاهدين عليها.

لقد برزت تلك الأخيرة مع التقدم الذي لا يلوي على شيء لحضور ذلك النظام الغربي الرأسمالي الاستعماري وانتشاره الكثيف باتجاه ما برز بمثابته خزاناً ضخماً، لكن غامضاً في المستعمرات الجديدة ضمن أميركا اللاتينية وآسيا وأفريقيا وغيرها، تلك التي كانت تشكل لغزاً وكذلك استفزازاً لأوروبا المتصاعدة بقوة متلاحقة كبيرة. وكان السؤال الذي راح يدغدغ عقول الأوروبيين وغرائزهم، قد تمثل في تساؤل متعاظم عما تمثله تلك المستعمرات، بما تملكه من موارد في حينه ولآماد أخرى قادمة، أمام الجواب الذي راح يحفر مشاريع الأوروبيين المحتملة القادمة، وقد أثار ذلك الفضول المعرفي والشعور بامتلاك ما قد يغدو يوماً ما ثروة للصاعدين الجدد.

بهذا راحت حوافز التأسيس لمعرفة ذلك أولاً، ولما يجعل هذا أمراً محتملاً في إطار الحاجات القادمة، علماً بأن الكثير من الأساطير والأوهام والرغبات راحت تسعى لتأسيس كتاتيب ومدارس تُناط بها مهمات لها بداية، وقد لا تكون لها نهاية. وعلى هذه الطريق الوعرة أحياناً، والغامضة أحياناً أخرى، والملهبة لرغبات التملك والثراء واقتحام العالم في فضول آخذ في التسلح أحياناً ثالثة، لم تعد المعرفة إلى الثراء فحسب، وإنما كذلك «مراكز استراتيجية» لضبط ذلك كله. أما هذا فقد راح يفتح مغاليق أبواب «الآخر»، يداً بيد مع تعاظم الإنتاج الاقتصادي والمعرفي والسياسي.. إلخ، والمدجج برغبة حثيثة تفصح عن نفسها في تحويل ذلك «الآخر» إلى طرف مكمل لـ«الأنا»، إنما بصيغة تحويل ذلك الأمل إلى «ملحق لهذه الأنا» وبذلك انطلقت قاطرة التقدم باتجاه العوالم، يداً بيد مع تحويل ذلك الآخر من الشعوب الجديدة المستعمرة، إلى قطعان من الأرقاء يجري «تثقيفها» بتعليمها «كيف تكون طيعة وفعالة».

بهذا تأسست منظومة المفارقات الجديدة التي ستنتج «الجد الأعلى» لـ«داعش»، أما ما كان حلماً في أن يبقي الإنسان المنتج إنساناً، فقد تصدع تحت قبضة الاغتراب، اغتراب ذلك الإنسان حيال إنتاجه، وامتلاك مَن لا ينتج ما يملكه المنتج، بمساعدة من بيده السلطة والثروة والإعلام وغيرها، وذلك مثل مقدمة المقدمات التي سنواجهها لاحقاً في «الاستشراق الغربي» كما في «النظام العولمي» الذي عرفه أحدهم «بأنه السوق المطلقة» كلاً وجزءاً وعلى وجه العموم.



#طيب_تيزيني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أما آن لليل أن ينجلي؟
- من فلسطين إلى سوريا
- الدين لله والوطن للجميع
- سوريا وأسئلة اللحظة
- القصور التاريخي
- من الصهيونية إلى المشروع «الفارسي»
- الأزمة السورية والنهاية العصيّة
- أيها المتحاربون.. راعوا الفئات الضعيفة!
- عودة المشروع النهضوي العربي
- سوريا مَنْ الصديق ومَنْ العدو؟
- طريق الاستباحة الشاملة!
- وصل السيلُ الزُّبى!
- المشروع النهضوي.. مواجهة حاسمة!
- المواطَنة السعيدة
- الحقيقة الدينية
- استحقاقات راهنة
- واقع العرب واستحقاقاته
- السوق العولمي والعنف «الداعشي»!
- المحنة السورية والعدالة الدولية
- «داعش» ووحوش العولمة


المزيد.....




- “ماما جابت بيبي” استقبل الآن تردد قناة طيور الجنة 2024 على ا ...
- الحلو صار يحبي .. استقبل تردد قناة طيور الجنة 2024 الجديد عل ...
- خلى طفلك يستمتع باجمل الاغانى والاناشيد.. التردد الجديد لقنا ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تعلن استهداف مستوطنة مرغليوت بصل ...
- غضب فرنسي من إسرائيل واستدعاء لسفيرها بعد اعتقال دركيين في إ ...
- فتوى دينية من غزة تدين هجوم حماس على إسرائيل في السابع من أك ...
- أجراس كاتدرائية نوتردام في باريس تقرع مجددا لأول مرة منذ حري ...
- البرلمان الألماني يصادق على قرار لحماية الحياة اليهودية
- لأول مرة منذ حريق 2019.. شاهد أجراس كاتدرائية نوتردام تقرع م ...
- بعد خمس سنوات على الحريق... أجراس كاتدرائية نوتردام تقرع من ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طيب تيزيني - «داعش» وتحديات التاريخ