أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد جيجاك - الوجه الآخر للاجئ والوجه الأول للمضيف














المزيد.....

الوجه الآخر للاجئ والوجه الأول للمضيف


محمد جيجاك

الحوار المتمدن-العدد: 5199 - 2016 / 6 / 20 - 19:45
المحور: كتابات ساخرة
    


الوجه الآخر للاجئ والوجه الأول للمضيف


محمد جيجاك

بفعل المطر الغزير تعكّر ماء النهر الذي يعبر من وسط مدينة لوتسيرن السويسرية، المطر السيّال جرف للنهر الكبير الوحل من الروافد الجبلية مما أصبغ لون الماء بالبني الكاشف. على جسر “كابيلا بروكه” كان يقف شاب سويسري ثلاثيني العمر، أصلع موشوم الرقبة بصورة نسر كبير ملوّن، مفتول العضلات ضخم البنية، اعترض لاجئ أنيق كان يعبر بتبختر سائح خليجي ثري، مرفوع الرأس عزيز النفس، سأله السويسري :
- من أين أنت ؟
رد اللاجئ مع ابتسامة ودّ :
- من الجنوب
ابتسم السويسري بخبث وعاد ليسأله :
- هل تعرف لماذا ماء النهر معكّر ؟
نظر اللاجئ للنهر كأنه لم يره تواً، رفع نظارته السوداء ليبصر إجابة ما في الماء العكر، التفت للسويسري وأجاب بثقة :
- من شدّة المطر ؟
ضحك السويسري وقال :
لم تحزر..الحقيقة لقد تم تواً غسل لاجئ بماء النهر فتعكّر الماء
ابتسم اللاجئ ببلاهة وتابع سيره معتبراً كلام السويسري ظرافة ومزاحاً عابراً

***

مضى أربعة أعوام على إقامة الاستاذ سنكلوز في سويسرا، حصل على إقامة من نوع طويل الأمد، تباهى أمام أصدقائه بنوع إقامته، وكتب على صفحته الفيسبوك :
“ أشكر الحكومة السويسرية التي عوضت لي كرامتي المهدورة في وطني، ومن الآن فصاعداً سأعيش حراً كريماً أمارس عملي الثقافي والسياسي بدون مضايقات من السلطة الديكتاتورية والمتخلفين الاجتماعيين في بلدي” صبّ كأس النبيذ وراح يراقب بشغف الاعجابات المتدفقة على منشوره والتعليقات الإطرائية التي تآزره على شكر الحكومة السويسرية لتقديرها علماً من أعلام بلادها وثائراً لا نظير ثان له في البلد، وأنه رمز الوطنية والحارس الأمين على القضية. في الصباح فتح الاستاذ سنكلوز عينيه على رسالة من “ الكاريتاس” ولأنه لا يعرف الألمانية صاح لابنته التي تعلمت قليلاً في المدرسة، فكّت ابنته رموز الرسالة بصعوبة وقالت: الشيفة يريد مقابلتك بعد الغد في مقر الكاريتاس.
انتقى الاستاذ سنكلوز لباساً أنيقاً من الخزانة المعبأة بالألبسة المستعملة التي حصل عليها بسخاء من صندوق التبرعات. ذهب للشيفة متأبطاً محفظة الكتف التي يحملها المثقفون المحترفون. سألته الشيفة بعد أن رحّبت به بإبتسامة بريئة :
- والآن يا سيد سنكلوز ماذا تريد أن تعمل؟
غم غم الاستاذ سنكلوز وقال بتقطع :
- أنا كاتب ومثقف وسياسي.
كررت الشيفة الشقراء ابتسامتها وقالت توضح الأمر :
- أعلم بذلك، لقد أخبرتنا بمواهبك مراراً، لكن هذه الأعمال لا تجلب لك راتباً شهرياً يجعلك تتخلص من المساعدات الاجتماعية لتعيش مستقلاً؟
عاد الاستاذ سنكلوز للغمغة والتأتأة، وقال بهمس خجول :
- لكن هذا كان عملي في الوطن.
استشفت الشيفة بأن الاستاذ سنكلوز يحاول التهرّب من فكرة العمل والبقاء معتمداً على المساعدات الانسانية.
سألته : وهل كان عملك هذا في الوطن يجلب لك دخلاً تدير به أمور اسرتك؟
شعر الاستاذ سنكلوز أنه في ورطة، ولا يستطيع إخبارها بأن أباه كان يدير أمور اسرته بينما هو كان متفرغاً للعمل الثقافي السياسي. سكت الاستاذ سنكلوز ولم يجد اجابة تنقذه. قالت الشيفة:
- حسناً .. طالما لا تبحث عن عمل يطيب لك أنا سأقترح عليك بضع أعمال اختر واحدة منها، لأن الحكومة نفد صبرها منك ولا تستطع الانتظار أكثر:
1- العمل في مطعم شعبي. لست بحاجة لتعلم اللغة لأنك ستعمل في المطبخ
2- العمل في مشفى في قسم التنظيفات
3- العمل في محطة القطارات بدوام جزئي. فقط ستفرغ حاويات القمامة ثلاث مرات في اليوم
احمرّت عينا الاستاذ سنكلوز، ارتفعت حرارة جسده، وقال بحدة :
- أنا سياسي ولدي مهام يجب تأديتها تجاه وطني
ابتسمت الشيفة أيضاً، وقالت :
-عليك أن تختار عملاً من الأعمال التي اقترحتها عليك أو سنقطع الراتب عنك
- أوك



#محمد_جيجاك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ركامي فيما كان يسمى وطناً
- لا أحد يسمع ما تقوله في صمتك
- تشوهات خلقية
- المثقف سنكلوز يعود لصفوف الحزب - 4 -
- سنكلوز مدعو للمؤتمر - 3 -
- صدمة تفجّر المثانة
- المثقف سنكلوز - 2 -
- المثقف سنكلوز - 2 -
- مثقف سنكلوز
- ميلانيا
- حيز واسع من الهشاشة
- وحي برائحة العفن
- وحي برائحة العَفَن


المزيد.....




- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد جيجاك - الوجه الآخر للاجئ والوجه الأول للمضيف