|
الحرب الجويةَ المخفية في العراق
كهلان القيسي
الحوار المتمدن-العدد: 1397 - 2005 / 12 / 12 - 09:47
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
الحكومة الأمريكية تَشْنُّ حربا جويةَ في العراق. كما جاء في مقالة لسيمور هيرش في النيويوركر في 5 ديسمبر/كانون الأول 2005 " في الشهور الأخيرة، تَبْدو سرعةَ إيقاع القصف الأمريكيِ متزايدُة بشكل كبير وان أغلب الأهدافِ تَبْدو على "المعادينِ"، في المحافظات السنيّة بالدرجة الأولى التي تُحيطُ ببغداد وعلى طول الحدودِ السوريةِ. ”ولحد ألان لا الكونكرس ولا الجمهور، ينشغلون في مناقشة، او كلام علني حول هذه الحرب الجوية. هنا يتبين السبب الكبير لمراوغة دكاكين الصحف الأمريكية الرئيسية والتغاضي عن مدى قصفِ المدنيين من قبل وزارة الدفاع الأمريكيةَ مِنْ الجو، انه تجنّب شنيع لدرجة أكبر لأن أيّ تخفيض لمستويات القوّاتِ البرية الأمريكيةِ في العراق مصحوب بِاحتمال كبير لِكي يَكُون بتصعّيدُ للحرب الجويةِ. لذا، طبقاً لقاعدةِ بيانات LexisNexis الإعلامية، كَمْ مرّةً ظَهرتْ العبارة"حرب َ جوية" في النيويورك تايمزِ هذه السَنَةِ بالإشارة إلى الجُهدَ العسكريَ الأمريكيَ الحاليَ في العراق؟ إبتداءً مِنْ أوائل شهر ديسمبر/كانون الأول، الجواب: صفر. وكَمْ مرّةً ظَهرتْ عبارة "حرب جوية" في الواشنطن بوستِ في عام 2005؟ الجواب: صفر. وكم مرة طبعت عبارة "الحرب الجوية" من قبل التايم، مجلة أخبارِ الأمةَ الأكبرَ، هذه السَنَةِ؟الجواب: صفر هذا التجنّبِ الإعلاميِ المتطرّفِ يَحتاجُ للتَغْيير الآن. خصوصاً لأن كُلّ الأحاديث ألان في واشنطن حول سَحْب بَعْض القوات الأمريكيةِ مِنْ العراق، وهذا يؤشر مرحلة جديدة للجيشِ الأمريكيِ، للاستمرار في قتله لهذا البلد ولكن من الجو. الأسابيع القليلة الماضية جَلبَت تغيير مثير في النِقاشِ الوطنيِ على سياساتِ حربِ العراق. في الكابيتول هِلْ وفي دكاكينِ الصحف الرئيسيةِ، حول خيار سرعة إنسِحاب القوات أمريكيةِ -- سابقاً إعتبرَ هذا مِن المستحيلَ من قِبل أكثر الزعماءِ المتحزبينِ والمثقّفين الإعلاميينِ -- أصبحَ ألان جزءَ من المناقشات الجدّيةِ. من قبل أجهزة الإعلام السائدةِ. على الأقل ضمنياً، أظهرت التغطية الإخباريةَ عددَ من الوقائع على الأرضِ كإجراء لتقييم المجهود الحربي الأمريكيِ في العراق. وكنتيجة، مُناقشة عامّة تَفترضُ -- بشكل خاطئ -- بأنّ تخفيض مستويات القوّاتِ الأمريكيةِ هناك سَيَعْني التقليل من إشتراكِ وزارة الدفاع الأمريكيةَ في المجزرةِ. في الحقيقة، بين سطور حديثِ الإعلام الجماهيري، هناك إشارات قوية بان القيادة العسكرية الأمريكية سَتُشدّدُ قصفَها على العراق بينما يُخفّضُ حضورَ القوَّاتَ لأمريكية الذي سيكون قبل إنتخابات الكونجرسِ الأمريكيةِ الخريف القادم. لان البيت الأبيضِ المتلهّفِ لاظهار التقدّمِ نحو التحررِ الأمريكيِ مِنْ العراق، نحن نَتوقّعَ بان أجهزةَ إعلام هائلةَ ستُسرّعُ إلى هناك لتُرافقَ أيّ إنسحاب للقوَّاتِ في عام 2006. “إن الحرب الجوية الأمريكية داخل العراق اليوم والتي قليلاً ما يعلن عنها هي الجانب الأهم في الحرب ضد التمرد- مقالة هيرش النيويوركية لاحظتْ. إنّ حجم القصف الأمريكيِ هو لغز أو سر في التغطية الإعلاميةِ الأمريكيةِ التي تَعتمدُ على التطعيم بملعقةُ وزارة الدفاع الأمريكيةِ. “ كما إن السلطات العسكرية في بغداد وواشنطن لا تُزوّدُ الصحافةَ بأي إحصاءات يومية عن تلك المهماتِ للقوة الجويةِ، والبحرية، وعن طيران وحداتِ البحريةِ أَو الحمولةِ التي يَسْقطونَها، كما عُمِلَ بشكل دوري أثناء حرب فيتنامِ. ” بالتأكيد الغزّالون(ناسجي الإعلام) الإعلاميون في البيت الأبيضِ مدركون بشكل قاطع بان الحرب الجويةَ في العراق مرصودة بشكل كبير من قبل رادارَ أجهزةِ الإعلام الأمريكيةِ -- التي تُبشّرُ بالخير سهوا لسيناريو تخفيض القوّاتِ الأمريكيةِ بينما تُصعّدُ الحرب الجويةَ هناك. ومقالة هيرش، تبين ذلك، لان العناصر الرئيسية لتخفيض القوات تم تجاهلها في خطاب الرئيس بوش، وهي إن مغادرة القوات البرية سيحل محلها القوة الجوية، الضرب بسرعة، ضربات قاتله، من قبل الطائرات الحربية الأمريكية، وبهذا تظهر وبطريقة دراماتيكية إن المعركة مسيطر عليها، حتى من قبل القوات العراقية الضعيفة.
دكاكين الصحف السائدة في الولايات المتّحدةِ لحدّ الآن لَمْ تعترف بما متوقع ومحتمل أن يحصل:وهو إن الجيش الأمريكي يُمْكِنُ أَنْ يَنتهي به المطاف بقَتْل الشعب العراقي أكثرِ فيما يكون هناك جنود أمريكان أقل في العراق. “تخفيض عددَ القوات الأمريكيةِ بالإرتباط مع حرب جوية أكثر عُنْفاً وخَلْق جيشِ عراقيِ عميل (زبون)، كما يَقترح البعض، سَيَزِيدُ عددَ الضحايا من العراقيين,”و يَقُولُ يوسف Gerson من لجنةِ خدمةِ الأصدقاءِ الأمريكيةِ. “ هذا في الواقع سيَكُونُ تغييّرُ في لونَ الجثثِ لكي يَجْعلَ إستمرار الحربَ مقبولا أكثر إلى الرأي العام الأمريكي. ”(لون الجثث يعني العراقيين بدل الأمريكان- المترجم.) هناك جذور قوية سابقة لهذه الإستراتيجيةَ السياسية ففي منتصف عام 1969 أعلنَ الرّئيسَ ريتشارد نيكسون بدايةَ سياسة ( الفتنمه ) التي خفضت بموجبها عددَ القوات الأمريكيةِ في فيتنام إلى نِصْفِ مليون جندي تقريبا خلال فترة ثلاثة سَنَوات. لكن خلال تلك الفترة، كانت نسبة حمولةَ القنابلِ الأمريكيةِ التي سَقطتْ على فيتنام متزايدة في الحقيقة. سلسلة مماثلة مِنْ الأحداثِ تكون ملائمةُ للبَدْء بها السَنَة القادمة، قَبْلَ أَنْ تُقرّرُ إنتخاباتَ نوفمبر/تشرين الثّاني أَيّ حزبَ سَيُسيطرُ على مجلس النّواب ومجلس الشّيوخِ الـ2008. للامساك بين الرغبةِ في مَنْع هزيمة عسكرية في العراق والحاجة لتَقْوِية فرصِ الجمهوريين في الوطن تجاه حربِ مكروهةِ، الرّئيس بوش من المحتمل أَنْ يَستمرَّ بتَصعيد الحرب الجويةِ الأمريكيةِ في العراق بينما يُخفّضُ مستويات قوّاتِ الولايات المتّحدةِ هناك. وهو عِنْدَهُ سببُ جيدُ لان وسائل الإعلام الإخباريةِ الأمريكيةِ سَتُواصلُ تَجَنُّب نتائجِ الحرب الجويةَ المفزعةَ للشعب العراقي. Norman Solomon الكاتب: موقعه: www.WarMadeEasy.com المصدر: www.informationclearinghouse.info تاريخ النشر:09-12-2005 ترجمة: كهلان القيسي
#كهلان_القيسي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
رعب النِساء الحوامل في طرقِ بغداد الخطرة
-
تلاشى حلم عودة العراقيين
-
نظرة على الجماعات المسلحة في العراق: من هم وكيف يقاتلون.
-
شارون في كردستان بلا عربان
-
-السفر مَع أولادِ السوء-، نشوء فرقِ الموت العراقيةِ
-
الحرب القذرة: تعذيب وتشويه العراقيين, وحرقهم بالفسفور هذه بغ
...
-
وحوشنا في العراق: خفايا وأسرار تمس الحكومة العراقية
-
فرق الموت السرية، مغاويرِ شرطة العراق الجدد
-
أرامل السواد: قصة الاستشهاديات المسلمات من الشيشان إلى بغداد
...
-
الأكراد يُريدونَ سَحْب المستثمرين إلى العراق الآخر
-
نابلم، فسفور، تعذيب، حرق، ودريل التثقيب، واسود هل هذا هو ثمن
...
-
القصّة الحقيقية وراء السرقاتَ الكبرى للمتحفِ العراقي.
-
أسطورة ألزرقاوي: بين الأمن الكردي والأمن الأردني
-
إرهاب توماس فريدمان
-
صناعة القتل- حقيقة المرتزقة في العراق-ج2
-
صناعة القتل- حقيقة المرتزقة في العراق-ج1
-
أي أمة تَقِفُ تحت المحاكمة؟؟
-
الكارديان: بغداد ألان المدينةُ الأكثر رعباً في العالمِ
-
تقسيم العراق سَيولد إعادة تقسيمِ الشرق الأوسطِ
-
مكالمة لبلير من بوش قبل غزو العراق: أريد غزو السعودية وباكست
...
المزيد.....
-
رقمٌ قياسيّ لعملة فضية نادرة سُكَّت قبل الثورة الأمريكية بمز
...
-
أهمية صاروخ -MIRV- الروسي ورسالة بوتين من استخدامه.. عقيد أم
...
-
البرازيل.. اتهام الرئيس السابق جايير بولسونارو بالضلوع في مح
...
-
اكتشاف عمل موسيقي مفقود لشوبان في مكتبة بنيويورك
-
وزيرة خارجية النمسا السابقة: اليوم ردت روسيا على استفزازات -
...
-
الجيش الإسرائيلي يوجه إنذارا إلى سكان الحدث وحارة حريك في ال
...
-
أين اختفى دماغ الرئيس وكيف ذابت الرصاصة القاتلة في جسده كقطع
...
-
شركة -رايان- للطيران الإيرلندية تمدد تعليق الرحلات الجوية إل
...
-
-التايمز-: الغرب يقدم لأوكرانيا حقنة مهدئة قبل السقوط في اله
...
-
من قوته إلى قدرة التصدي له.. تفاصيل -صاروخ MIRV- الروسي بعد
...
المزيد.....
-
لمحات من تاريخ اتفاقات السلام
/ المنصور جعفر
-
كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين)
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل
/ رشيد غويلب
-
الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه
...
/ عباس عبود سالم
-
البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت
...
/ عبد الحسين شعبان
-
المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية
/ خالد الخالدي
-
إشكالية العلاقة بين الدين والعنف
/ محمد عمارة تقي الدين
-
سيناء حيث أنا . سنوات التيه
/ أشرف العناني
-
الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل
...
/ محمد عبد الشفيع عيسى
-
الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير
...
/ محمد الحنفي
المزيد.....
|