|
حرب حزيران 1967 م كانت فاصلة وتعتبر بمثابة معركة اجنادين ..
مروان صباح
الحوار المتمدن-العدد: 5198 - 2016 / 6 / 19 - 03:23
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
حرب حزيران 1967 م كانت فاصلة وتعتبر بمثابة معركة اجنادين ..
مروان صباح / تعلم اليهود من التاريخ ، رغم الثمن الباهظ ، وكما تُبين الأحداث ، أن مسألة الاستيلاء على الأرض ، لا يمكن أن يُكتب لها الديمومة ، إلا بحالة واحدة فقط ، بعد إتمام الطرد من عليها ، ومن ناحية أخرى ، تتولى الآلة العسكرية الإستخباراتية ، مطاردة المطرودين ومن يسير على خطاهم ، بهدف قتلهم أو تشتيتهم ، في أرجاء المعمورة ، بهذا ، تكون العملية بتقدير المحتل اكتملت ، خصوصاً ، بعد سلسلة مراحل من ، إجتثاث الفرد والتراث والتاريخ ، وأيضاً تعلموا ، أن لا يوجد في قاموس القوة شيء يسمى ، السير في الطريق حتى النهاية ، بل لا بد ، لمصطلح التخلي ، أن يسود في جميع المراحل ، كما تقتضي ، طبعاً المصالح ، لهذا سقط ، الكثيرون في طريق الاستيلاء على فلسطين ، ومازال هناك الكثير ، سيسقط في مراحل تأمين الإحكام على فلسطين ، كل فلسطين ، بينما الضحايا ، سيستمرون في تحالفاتهم مع الصهيونية ،تماماً ، وستبقى الصهيونية تمارس دور التخلي في كل لحظة ، ترى بأن ذلك يصب في مصلحتها ، دون أن يمل الطرفين من تكرار التخلي والتحالف .
تعتبر الحركة الصهيونية ، أن استرداد الأندلس كان الانتصار الأول الذي أتاح ، لاحقاً ، إلى انتصار آخر في فلسطين ، لكن الحركة أيضاً ، تدرك أن وجودها بين أمة ، تتمدد في جغرافيا واحدة يعلو فيها الصوت العربي ويشهد تاريخها الإسلامي علامات كبرى ، من الصعب لها الاستمرار بالوجود ، بهذه الصيغة والحقيقة ، لهذا ، بدأت من حيث انطلقت ، دولة المدينة في مشروعها ، بالطبع ، أخذت الصهيونية القدس نقطة البدء ، بعد ما أسقطت الدول الاستعمارية آخر معاقل الدولة الإسلامية التى عُرفت باسم العثمانية ، شهدت دولة باب العالي ، في أواخر عهدها نظام مستبد ، أوصل الدولة إلى شيخوخة ، فأصبحت عمياء بين أمم تنهض من بين الركام ، في المقابل ، حرص الاستعمار على ظهور دول وطنية بطابع قومي عربي ، بحدود مرسومة من طباشير ، منزوعة من أي تاريخ جغرافي ، لكن ، سرعان ما انقلبت هذه الدول في مصر والعراق وسوريا والأردن والسعودية ، إلى دول طوق ومواجهة ، وأصبحت من حين إلى آخر ، تشكل تهديد مكلف وباهظ الثمن للدولة العبرية ، لهذا ، اعتبرت غرفة العمليات المشتركة بين واشنطن وتل أبيب ، أن نتائج حرب 1967 ، تتطابق في حصيلتها ، لحرب اجنادين 634 م ، حاسمة ، فاصلة ، تمكنت الآلة العسكرية الإسرائيلية ، احتلال أراضي واسعة من سوريا ومصر والأردن ، حيث ، فقدت مصر لوحدها 6 % من مساحتها الإجمالية ، بالإضافة إلى 30 % من مياهها الكلية ، بصراحة لم يتحمل النظام العربي تكاليف الهزيمة ، بل ، استطاع الإسرائيلي بدعم من الولايات المتحدة الأميركية ، أن يُخير النظام العربي بين القبول بالواقع الجديد أو المزيد من التمدد الإسرائيلي ، وهذا يفسر ، إقدام إسرائيل على تجربتها في لبنان ، عندما حاولت الاستقرار ونقل تجربة 67 م ، اصطدمت ، بمقاومة عنيفة أفسدت عليها تشكيل روابط القرى على غرار روابط فلسطين ، واضطرت لاحقاً الخروج منه مثقلة بالجراح ، لكن ، كانت تعي ، أن استبدال حركة المقاومة السنية بشيعية ، كان قد أشرف على تنفيذ الاستعاضة ، الأسد الأب ، كفيلة في تدمير المنطقة وليس لبنان ، فحسب ، وكانت قد شهدت أيضاً ، حركة المقاومة السنية ، انشقاقاً واسعاً ، مازال عوارضه تفتك بالأمة إلى يومنا هذا ، بل ، توسع وشكل مستنقعات ليس من السهل طمرها .
رغم ما يخفيه التاريخ ، حول حرب تشرين ، أكتوبر 1973 م ، أدرك شارون على وجه الخصوص ، دولة إسرائيل ، عموماً ، أن مستقبل إسرائيل في بلاد الشام بات في خطر ، وهذا يتطلب إلى إعادة ترتيب أولويات الدولة برمتها ، حيث ، تحول الجيش الإسرائيلي إلى جيش مدافع عن حدود توسعت في حزيران 1967 م ، بالفعل ، والذي جعل أيضاً ، الدول الكبرى ، أن تدفع باتجاه الملف الطائفي وضرورة تفعيله في المنطقة ، بالطبع ، من خلال التخلي عن الشاه في إيران وإفراغ الأنظمة الاستبدادية من مسؤولياتها التاريخية ، على الفور ، بعد انقلاب السادات ، تبدل الخطاب ، ليصبح الاقتصاد ، هو ، جوهر جميع الخطابات ، لكن ، مع مرور الوقت ، لم يفلح الخطاب الاقتصادي في معالجة أزمات البلدان ، بل على العكس ، توسعت رقعة الفساد ، واضطهدت الأقليات أكثر ، طبعاً ، مصيرها كان واحد مع الأغلبية المسحوقة ، هذا الاغتراب والانحدار ، سمح لاحقاً ، للأقليّات في المنطقة ، البحث عن مشاريع غير وطنية ، وهنا نلاحظ ، أن مشروع إسرائيل التوسعي في لبنان من خلال تحالفها مع جزء من الطائفة المارونية وليس الكل ، بالطبع ، سعد حداد ، مليشيا جيش لبنان الجنوبي ، في الجنوب ، وبشير جميل في بيروت ، التى تخلت عنهما إسرائيل ، الأول ، ذهب ضحية اتفاق دولي أوسع ،بالطبع ، أكبر من طموح بشير الضيق ، والأخر ، أي جيش الجنوب ، اندثر بعد انسحابها الأخيرة من لبنان 2000 م ، طبعاً حصل ذلك ، دون التشاور مع خلفائها ، أدركت إسرائيل أن احتلال العواصم والمدن العربية ليس بهذه السهولة ، وقد اثبتت ، لاحقاً ، محاولة الولايات المتحدة الأمريكية ، لغزو بغداد ، أن التكلفة ، عالية ومستحيلة ، لهذا ، أسقطت الدولة في العراق وتركته ساحة للنهش ، بيد أن ، الحقيقة الأعمق ، تحول إلى مركز استنزافي ، وأما الحقيقة الأبعد ، فقدت سوريا على الأخص وبلاد الشام ، عموماً ، العمق والسند الحقيقي الذي كان يشكله العراق من حماية وأمن واستقرار ، لكن ، في لحظة نفاق على الذات تصورت الأنظمة ، أن من الممكن لإيران أو إسرائيل أن يكونا ، البديل ، تماماً كما هو ، يتضح في تصور أكثر غرابةً ، اعتقدت الأنظمة أن سقوط العراق سيمرّ دون دفع اثمان .
هنا الخلاصة ، حّول انهيار بغداد الجميع إلى قطعان تنتظر الذبح ، وهذا يفسر في نهاية المطاف ، الأهداف الإسرائيلية ، حيث ، تستعين بالفتح الإسلامي كطريقة أفضل لتنفيذ مشروعها في المنطقة ، تبدأ من القدس وترغب في السيطرة على بلاد الشام ، الذي سيؤمن لها الاحتفاظ بفلسطين والقدس ، كموقع استقطاب ديني ، لغير المسلم ، رغم أنها تواجه معضلة من الحجم الكبير ، نقص في الأفراد وفائض في التكنولوجيا والمال ، هنا ، تضطر اضطراراً ، الاستعانة بالأقليات ، وحسب التجربة تمتلك إسرائيل المهارة في استخدام الأخر ،على رأس القائمة إيران التى بدورها تتحالف مع الجناح العسكري لحركة حماس بفلسطين ، والذي كما يبدو ، مقتنع في دولة غزة كقاعدة مؤقتة ، وتتحالف إسرائيل مع الأكراد ، على طول الشريط الحدودي من تركيا إلى العراق ، كما أنها يربطها علاقة استراتيجية مع الروس ، لهذا ، حشدت إسرائيل جميع أبناء الدول الكبرى إلى المنطقة ، وبموافقة جميع الأطراف المتصارعين من أبناء المنطقة ، فأصبحت افغانستان مستنقع ، ممتلئة بالقواعد الغربية ، وأيضاً العراق كذلك ، وسوريا ساحة لمن لا ساحة له في العالم ، تحولت سوريا إلى نقطة تلاقي ، روسي إيراني أوروبي أمريكي وإسرائيلي ، يتوحد الجميع في مسألة الاسترداد ، ويختلف الجميع على الميراث ، الخلاصة الثانية هنا ، في اعتقادي ، لم يعد التقسيم مهم أو بالأحرى ، لم يعد هناك إمكانية أو ضرورة لذلك ، لكن كل ما تبقى ، فقط ، الحسم والحسم فقط ، الصهيونية تعتبر أن معركة 1967 م ، هي معركة اجنادين ، معركة النصر والاستحقاق المتأخر ، لهذا ، تريد كل شيء ولا شيء غير الكل ، وبالتالي ، ستقود المحتشدون نحو اتجاهين ، الاسكندرية والقسطنطينية . والسلام كاتب عربي
#مروان_صباح (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الملك عبدالله الثاني يطرق باب البيروقراطية الأردنية ..
-
القاسم المشترك بين المسلمين الموريكسيين واليهود السيفارديم ،
...
-
غزو فكري مكمل للغزو العسكري والانتصار للتكنولوجيا ، مقابل ،
...
-
لم يعد النفط صالح للتهديد ، لكن هناك أسلحة آخرى بديلة
-
احذروا من اتحاد مصالح العرب ...
-
مرحلة تمكين إسرائيل إقليمياً ،، وفلسطين انتقلت من المقدس الي
...
-
هجرتان سببهم الفقر والقتل ،، تشابه في العقلية واختلاف في الأ
...
-
الأمير محمد بن سلمان ، كيف يمكن ، قطع الشك باليقين ، أن يكون
...
-
اجتثاث وإحلال ، فراغ لا يوجد قوى وطنية قادرة على ملئه
-
علاقة الصهيونية بالإمبراطوريات وعلاقة الإمبراطورية الأميركية
...
-
في ذكر رحيل ابو محمود الصباح ، تاريخ محتشد بالمواقف الأخلاقي
...
-
رحمك الله يا من مثل أحمد العربي في القطر التونسي ، شاعر الثو
...
-
من خصوصيات المرحلة القادمة ، أنها لا تقبل التعمية ولا الجهل
...
-
أمة عاجزة عن الدفع عن تاريخها ، من محاربة الإرهاب إلى محاربة
...
-
القاسم المشترك بين الأوروبيين والعرب ، هو ، التفكيك والانحلا
...
-
دونالد ترمب ، مرحلة الاستبداد الاقتصادي وانهيار قواعد القانو
...
-
الفارق بين إنجازات الديكتاتور وانجازات القطروز
-
ضرورة التدخل في العراق وسوريا ، لكن ، ليس قبل إغلاق ملفات اخ
...
-
المطلوب لا تقعيراً ولا تحديباً
-
مقايضة إقليمية أخرى على حساب العرب
المزيد.....
-
إليسا تشيد بحملة هيفاء وهبي ونور عريضة في مواجهة التحرش الإل
...
-
ماذا قال أحمد الشرع في أول خطاب له كرئيس لسوريا؟
-
حماس تؤكد مقتل القائد العسكري محمد الضيف، فماذا نعرف عنه؟
-
عاصفة قوية تضرب البرتغال وسيول من رغوة بيضاء حملتها الفيضانا
...
-
ما دور الهلال الأحمر المصري في دعم غزة؟
-
أمير دولة قطر في دمشق للقاء الشرع وبحث التعاون بين البلدين
-
تدريبات قوات الحرس الوطني الخاصة
-
مصر.. وزارة الطيران المدني توضح سبب تصاعد الدخان في صالة الس
...
-
العراق يؤكد دعم مصر ويرفض مخطط تهجير الفلسطينيين
-
ترمب: نتواصل مع موسكو حول كارثة الطائرة
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|