أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - فؤاد الصلاحي - الربيع العربي الذي صار خريفا














المزيد.....

الربيع العربي الذي صار خريفا


فؤاد الصلاحي
استاذ علم الاجتماع السياسي

(Fuad Alsalahi)


الحوار المتمدن-العدد: 5197 - 2016 / 6 / 18 - 15:46
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    


ككل الثورات التي يسيطر عليها اعدائها والمناهضون لها تتأكل اهداف الثورات وتغيب في زحمة العمل التدميري والعبثي وهنا تظهر مسألة تعقب الكتاب والمثقفين والصحفيين مثلما الحال في مصر حيث تصدر الاحكام تباعا تجاه المثقفين والكتاب بتهم تافهة تنم عن كراهية النظام السياسي للفكر وللحريات العامة .. فهناك تهم ازدراء الاديان وتهم خدش الحياء العام ولايمكن القول الا انها تهم تصدر عن مخبرين بُلهاء اكثر من كونها صادرة عن محاكم وقضاة والامر ذاته في اليمن وليبيا والعراق وسوريا وهكذا تنتهي ثورات الربيع الى يد القوى المضادة التي تعادي الشعب والحريات في آن واحد ..؟
لقد انهارت الاحلام الكبيرة للعرب التي شكلت لبعض الوقت يوتوبيا جميلة اردنا معها -ولانزال- ان تنهض مجتمعاتنا وتخرج من اقبية العصور الوسطى وعقلية البداواة وكان القدر داعما لارادة الشعوب في مرحلة تحرر اعقبها بعض الانجازات وكثير من الاخفاقات ..تتابعت الاخفاقات بفعل تغير في طبيعة النخبة الحاكمة التي نسجت تحالفات مع مجموعات شكلت مراكز قوى تصنع الفساد وتعممه وفق وظيفتها كوكيل للخارج الكولونيالي في سياق فشل تنموي وتعثر في مسار التحول الديمقراطي وتغييب فاعلية الدولة واضعاف مؤسساتها وتهميش الثقافة الوطنية مقابل السماح بثقافات فرعية جهوية ومذهبية واصولية .هنا كان الخارج -ولايزال- يخطط لاغراق المنطقة بالفوضى وفق اجندة تتطلب هدم الدولة الوطنية ومارافقها من تطلع سياسي وتنموي وحضاري والارتداد بالافراد والمجتمعات نحو هويات ماقبل وطنية باعتبارها تمثلات واقعية لحالات الاحتراب والاقتتال الاهلي ..هذه الفوضى صنعتها دوائر غربية امريكية استنادا الى دراسات هامة قدمها متخصصون بالشرق الاوسط منهم برنارد لويس ، هانتجتون ، كلاهما جعلا من العرب -الاسلام - دائرة تصادم حتمية مع الغرب ..واقعنا العربي واليمني خصوصا يظهر بؤس لاحدود له معاشا في اللحظة من قبل الافراد والشعوب حيث الازمات الاقتصادية والاحتراب الاهلي والعدوان الخارجي والتطرف مع غياب للدولة التي تم السيطرة على مؤسساتها من قبل لاعبين جدد لااجندة وطنية لديهم ..العرب يعيشون اليوم مآساة كبيرة اذا لم يتداركوا مخاطرها لن تبقي لهم كيانات قائم سياسيا واجتماعيا ..مع هذا الامر الخطير جميع النخب العسكرية والحزبية ،الحكومية والمليشاوية وغيرهم يتقاتلون لغايات خاصة تظهر جليا في مساومات تعلي من المحاصصة والغنيمة وتغيب معها قضايا الوطن والشعب ..وقد كتبت مرارا خلال عشر سنوات ان المنطقة تشهد فوضى مخطط لها امريكيا بغية هدم الدولة الوطنية وتعويم الدولة والمجتمع وفق هويات ماقبل وطنية تعزز من حالات عدم الاستقرار ، هنا تصنع امريكا وحلفائها نخب جديدة تتولى مع الامريكان اعادة بناء اشكال فضفاضة من الدول المهترئة مقابل قوة مراكز الصراع الجهوية التي تشكل سلطات امر واقع ..وللعلم سيتم تعميم الفوضى خلال العام الجاري نحو بلاد المغرب العربي والسودان ومصر مع خلق اهتزازات امنية كبيرة داخل السعودية كمجال للابتزاز الامريكي لها ..وربما يدخل الخليج كله في مواجهة مع ايران ضمن سياق دولي للعبة تعيد رسم ملامح جيوبوليتكية جديدة تظهر معها دول ونظم لم تكن حاضرة قبل هذا المشهد ..يمنيا ما حدث خلال عام دمر حلم اليمنيين بدولة مدنية وبمؤسسات ترتفع بالمجتمع خارج القبيلة والمذهبية نحو مواطنة متساوية الامر الذي يجعل من القادم اسوأ كابوس سياسي يطلب من اليمنيين التعايش معه والتكيف مع معطياته وهو كابوس يتم فرضه اقليميا وامريكيا .
في هذا السياق يمكن القول انه خلال ستين عاما سابقة ظن العرب - وبعض الظن اثم - انهم بصدد بناء الدولة -الامة وهو امر مطلوب لتحقيق نهضة حضارية وخروج العرب من اقبية تاريخية شكلت ملاذا آمنا للبداوة وعقلية الصحراء لكن المسار السياسي وفق ادارة العسكرتاريا وحلفائهم من احزاب انتهازية لم يكن مسارا باتجاه المستقبل وبناء الدولة المدنية بقدر ماكان يجعل من الدولة والامة شعارات سياسية واعلامية والاساس اعادة بناء الجهويات ضمن مؤسسات حديثة ، ومع اول الازمات الكبيرة التي يشهدها المجتمع العربي ضمن مسار تغييري ظهرت القبيلة والطائفة والمذهب واجهة تم تحشيدها وتسيسها من قبل نخب وقيادات كانوا داخل جسم الدولة ومؤسساتها لسنوات طوال ..وهكذا يتم التحول من الدولة الى القبيلة بل والى الطائفية ومن الامة الى كنتونات مذهبية ومن التعلق بالمستقبل الى ازعومات ماضوية وكل هذا يتم بفعل خطط مقصودة عملت بدأب نحو تغييب مؤسسات الدولة وتهميش حضورها وتكسير مقوماتها خاصة الثقافية والتربوية التي كان يستبدل فيها النشيد الوطني بتحية الجهاد ثم بالصرخة وربما لاحقا امور اخرى ..نحن ازاء ازمة بنيوية شاملى لكل مكونات المجتمع افراد واسر وبنى وتنظيمات ، احدثت شرخا في جسم المجتمع وهويته السياسية ، واهتزازا في منظومة القيم الدينية والاجتماعية والوطنية ، شرعنت للعنف والاقصاء .ولن يكون الحل سهلا ولا العبور الى المستقبل بسيطا بل يحتاج الامر الى ارادة وعزم من رجال كبار في عقولهم وانتامائهم للوطن وارادتهم الوطنية وما هو سائد حاليا ليس الا صغار في الاارادة والعزم والشخصية ..؟
اخيرا .لانمتلك الا ان نتعلق بقليل من الامل فنقول .....نعم من اجل الدولة الوطنية الحديثة ..نعم من اجل الاستقرار والتنمية لنعلي من كرامة الانسان واحترام حقوقه..؟



#فؤاد_الصلاحي (هاشتاغ)       Fuad__Alsalahi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تعميم الفوضى امريكيا واعادة انتاجها محليا
- اليمن ..دولة ضعيفة تسمح بجماعات واحزاب تحتل وظيفتها وشرعيتها
- الاحتلال على يد سعد ولا الاستقلال على يد عدلى
- عندما يكون القرار السياسي بيد التافهين
- السياسة وعالم الجريمة متشابهان واحيانا متطابقان
- سنة أولى حرب وخمس سنوات عبث سياسي
- عن الاحزاب التي اعاقت مسار التغيير السياسي
- حتى اليوتوبيا ضاعت في بلاد العرب
- الاتفاق النووي يمنح ايران تفوقا عسكريا على دول الخليج
- البديل السياسي القادم ..1..
- البديل السياسي القادم ..2..
- اهداف وقيم ثار اليمنيون من اجلها ثم باعوها وقتلوا ابطالها .. ...
- الممارسة السياسية الخاطئة افرزت واقعا طائفيا وجهويا ..؟
- الكويت وتونس وفرنسا وموعد مع الارهاب المصنوع غربيا وعربيا..؟
- هروب هادي بين ايجابياته وسلبياته ..؟
- ملاحظات اولية في الحملة العسكرية على اليمن ..1..
- ملاحظة اولية في الحملة العسكرية على اليمن .. 2 ..
- لعرب اكثر الشعوب حاجة لمسيرات تحت شعار الجمهورية
- مشهد سياسي عبثي في اليمن ...؟
- الحوثيين قوة سياسية ام قوة محاربة


المزيد.....




- أمريكا تكشف معلومات جديدة عن الضربة الصاروخية الروسية على دن ...
- -سقوط مباشر-..-حزب الله- يعرض مشاهد استهدافه مقرا لقيادة لوا ...
- -الغارديان-: استخدام صواريخ -ستورم شادو- لضرب العمق الروسي ل ...
- صاروخ أوريشنيك.. رد روسي على التصعيد
- هكذا تبدو غزة.. إما دمارٌ ودماء.. وإما طوابير من أجل ربطة خ ...
- بيب غوارديولا يُجدّد عقده مع مانشستر سيتي لعامين حتى 2027
- مصدر طبي: الغارات الإسرائيلية على غزة أودت بحياة 90 شخصا منذ ...
- الولايات المتحدة.. السيناتور غايتز ينسحب من الترشح لمنصب الم ...
- البنتاغون: لا نسعى إلى صراع واسع مع روسيا
- قديروف: بعد استخدام -أوريشنيك- سيبدأ الغرب في التلميح إلى ال ...


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - فؤاد الصلاحي - الربيع العربي الذي صار خريفا