محمد الدحاني
الحوار المتمدن-العدد: 5195 - 2016 / 6 / 16 - 20:54
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
ظلت السياسة لعقود طويلة حكرا على القلعة الذكورية، هذه الأخيرة باتت تطبع المجتمع المغربي، ولا غرابة في ذلك، لأن المرأة دائما مرتبطة بالمجال الخاص، الذي يعني الاهتمام بشؤون البيت، والعناية بالأبناء والرجل، والحفاظ على النسل البشري، أليست هذه هي الأدوار التقليدية الضاربة في جذور التاريخ حول أدوار المرأة؟، كما ظل المجال العام من اختصاص الرجل، وذلك في تدبير وتسير شؤون الدولة والمجتمع. إلا أن التغيرات السوسيو اقتصادية، والسوسيو سياسية والسوسيواجتماعية، أحدثت زلزالا في البنية الفكرية والثقافية للرجل، وجعلته يقبل أو ينسى أو يتناسى الأدوار التقليدية للمرأة، وهذا ما سهل على المرأة إمكانية الخروج الى العمل، بل وحملها السلاح الى جانب الرجل من أجل تحرير وطنها من المستعمر أو الاستعمار. وهذا ما يدفعنا الى التساؤل حول طبيعة خروج المرأة من المجال الخاص الى الفضاء العام الذي كان من اختصاص الرجل، هل خروج المرأة الى الفضاء العام كان اضطراريا أم إختياريا؟. هذا الاحراج النظري الذي يطرحه هذا السؤال ، يجعلنا نفهم وبشكل بديهي أن مشاركة المرأة الى جانب الرجل على أصعدة ومستويات متعددة، كانت استجابة لمطالب راهنية أملتها ظروف اقتصادية واجتماعية وسياسية أثقلت كاهل الرجل، مما جعله يقبل بخروج المرأة الى الفضاء العام، هذا الخروج جعل المرأة تضايق وتطالب وتنافس الرجل فيه، هذا المجال تطبعه نفحة سياسية محضة، احتل فيه الرجل موقع الصدارة على مستوى التنظير والخطاب والممارسة حتى في الدول الديمقراطية الحديثة كفرنسا وانجلترا...، لكن ما يميز النموذج السياسي المغربي، أنه أعطى الحق للرجل والمرأة في السياسة في نفس الفترة الزمنية التي تعود الى الستينيات من القرن الماضي، إذن لماذا المرأة المغربية عاشت نفس السيناريو على المستوى السياسي، كما عاشته المرأة الأوروبية، مع العلم أن الخصوصية المغربية كانت إلى جانب المرأة في هذا الباب ومؤكدة دستوريا؟. ومن هذا السؤال نفجر اسئلة فرعية: ما هوالبراديغم الخفي المتحكم في الصورة التطابقية بين ما سلكه الأوروبي والمغربي سياسيا في علاقته مع المرأة؟ هل هو تقليد للآخر أم شرط تاريخي كان لابد المرور منه؟
#محمد_الدحاني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟