|
الخطة - ب - الأميركية والمعارك الكبرى القادمة
بدر الدين شنن
الحوار المتمدن-العدد: 5195 - 2016 / 6 / 16 - 13:11
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
حتى وقت قريب ، كانت الخطة " ب " الأميركية ، لمعالجة الأزمة السورية عسكرياً ، في حال فشل المفاوضات ، هي بين النفي والتأكيد . لكنه تبين واقعياً ، أن هذه الخطة هي قيد التطبيق ، منذ أن ذكرها وزير الخارجية الأميركية أول مرة ، وتجري بشأنها قدماً ، إجراءات التنسيق لتنفيذها ، بين دول التحالف الأميركي الدولي ، بما فيه " حلف الأطلسي " " . وبين قوى " قوات سوريا الديمقراطية " . وتقوم الدبلوماسية بدور التغطية . بيد أن الوقائع التي تحققت على الأرض ، قد أنهت مرحلة التمويه . وصارت كل الإجراءات التحضيرية والتنفيذية تجري تحت الضوء . من هذه الوقائع :
1 - دفع " حلف الأطلسي ، خلال الأسابيع الماضية ، بحوالي ( 2700 ) جندي ، أميركي ، فرنسي ، بريطاني ، تركي ، إلى داخل الأراضي السورية . وقد نشر الإعلام قبل ذلك معلومات ، عن تسلل مئات الجنود الأميركيين ، من العراق وتركيا والأردن ن إلى الداخل السوري . ويتوالى يومياً بكل وقاحة ، تدفق جنود الأطلسي من بلدان أطلسية بأشكال مختلفة . بدون موافقة الحكومة السورية ، بحجة تقديم خدمات إنسانية وإعلامية ، وخبرات عسكرية " لقوات سوريا الديمقراطية ، ومسلحي ما تسمى " المعارضة المعتدلة . 2 - حركت أميركا حاملتي الطائرات " هاري ترومان ، وأيزنهاور " إلى البحر الأبيض المتوسط ، لتعديل ميزان القوى العسكري في الشرق الأوسط ، والتدخل السريع في الحرب السورية . 3 - أنهت أميركا مؤخراً بناء قاعدتين جويتين كمهبط للمروحيات في سوريا ، إحداها في قرية " أبو حجر " في ريف الرميلان . والثانية بالقرب من سد تشرين بريف " منبج " كما بنت مقر قيادة بالقرب من معمل " لافارج " للإسمنت بريف عين العب . " كوباني " . 4 - تقوم فرنسا ببناء قاعدة عسكرية على هضبة " مشتى نور " المطلة على عين العرب " كوباني " لممارسة تدخلها في سوريا ، حسب أجندتها العسكرية والسياسية . إن البدء العملي الواسع ، لتطبيق الخطة " ب " كان الهجوم ، الذي أطلقته قوى " قوات سوريا الديمقراطية " بمشاركة جنود أميركيين وتغطية جوية أميركية ، باسم تحرير " الرقة " لكنها ما لبثت ، بعد عبور نهر الفرات ، أن تحولت إلى " منبج " .
وبذلك يمكن القول ، أن الخطة " ب " دخلت قيد التطبيق فعلاً . وأن " حلف الأطلسي " بدأ يدب فوق الأرض السورية ، وأن مرحلة تقسيم سوريا ، قد دخلت قيد التطبيق أيضاً . وذلك لأن المناطق التي " ستحرر" من داعش وشركاؤه في الإرهاب ، وفق الخطة " ب " ، إن حدث ذلك حقاً ولم يحدث شيء آخر ، ستكون مستقلة وغير مرتبطة بدمشق .. بالحكومة السورية ، وأن تغيير الوضع السوري جذرياً ، لمصلحة حلفاء أميركا في سوريا .. وفي تحالفها الدولي ، على نطاق ملموس أكثر ، قد بدأت فعلاً .
السؤال الذي يفرض نفسه في هذا السياق هو : هل فشلت المفاوضات فعلاً .. وكيف حدث ذلك .. أليس معظم المفاوضين من المعارضة السورية ، هم أصدقاء وعملاء أميركا ، ومعيشتهم الفخمة هي على حساب أميركا، وأصدقائها من الخليجيين العرب .. وهل يجرؤ هؤلاء المعارضون ، على عرقلة وإفشال المفاوضات دون موافقة أميركا .. لصنع ذريعة الانتقال إلى الخطة " ب " .. ؟ . الأمر الذي يثير الشكوك المنتشرة عالمياً ، حول علاقة أميركا بداعش .. عند التأسيس ، والتدريب ، والانتشار ، وتوزيع المهام ، في عدد من بلدان العالم ، كقوى عسكرية بديلة ، لزعزعة استقرار هذه البلدان ، وتفكيكها ، كما حدث في أفغانستان لتفكيك الاتحاد السوفياتي ، والاتحاد اليوغسلافي ، وليبيا ، والصومال ، والعراق ، واليمن . وهذا ما يستدعي تصديق ما يجري تداوله سياسياً وإعلامياً ، عن تشابك وتكامل عمليات وأهداف .. أميركا - داعش - حلف الأطلسي . حيث يأتي داعش وأشباهه .. غازياً .. متخلفاً .. متوحشاً .. ويقوم بالقتل للإنسان ، والحرق والتدمير للقيم والعمران . ثم يأتي " حلف الأطلسي " بما فيه الأميركي منقذاً .. حاملاً الوعود بإعادة الأمور إلى وضعها الطبيعي مع إعلانات ديمقراطية أميركية مبهرة . وما يحدث حقيقة هو ، احتلال البلاد ، وسرقة ثرواتها ، وتشويه حاضرها ومستقبلها .
من هنا يمكن أن يفهم التصعيد الإرهابي في الوقت الحاضر ، المتمثل بقصف غير مسبوق للعديد من المدن والبلدات السورية ، واستخدام الأحزمة الناسفة ، والسيارات المفخخة ، وسقوط آلاف الشهداء والجرحى ، وخاصة في حلب ، ودمشق ، ودرعا ، وطرطوس ، وجبلة ، وكفريا ، ، والفوعة ، لإشاعة إرهاب نوعي متصاعد للمواطنين ، ولإظهار الدولة بالعجز عن حمايتهم ، وتسويغ دعوة أميركا وحلفاءها في " حلف الأطلسي " لإنقاذهم من الجحيم المتعدد الأذرع . وذلك بالضبط ، تطبيقاً لسيناريو الخطة " ب " الأميركية . وهذا يعتبر بحق نسخة معدلة عن الطلبات التي قدمتها قوى سورية معارضة ، بعد إشعالها نار الفتنة والحرب في البلاد ، لحلف الأطلسي عام 2011 ، للتدخل في الوضع السوري ، و" إنقاذ الأبرياء " كما حدث في ليبيا .
وفي الانتقال العملي للخطة " ب " ، والتدخل العسكري الأطلسي المتدرج ، فإن سوريا قد وضعت في مرحلة هي من أصعب مراحل الحرب في السنوات الماضية . ما يتطلب إجراءات مقابلة ، للرد على الاستباحة الأميركية للسيادة السورية .. والأراضي السورية .. من قبل كل الأطراف السورية الوطنية . من الملاحظ أن إجراءات هذا الرد قد بدأت . إذ تؤكد المعلومات الأخيرة ، أن " السو خوي " قد عاد إلى الأجواء السورية ، وإيران حسب تفاهمات اللقاء الثلاثي الدفاعي في طهران ، تستعد لمواجهات كبيرة مع داعش وأميركا في سوريا ، والجيش السوري يواصل تقدمه باتجاه الرقة ، ويستعد لمعركة حلب . ومن الجدير ذكره ، أن التحركات الميدانية الجارية تدل على أن ، الخريطة العسكرية لأميركا ، والأطلسي ، و قوات سوريا الديمقراطية ، وداعش وشركاؤه في الإرهاب ، تستهدف الشمال السوري كله ، الذي يقع في خمس محافظات ، هي اللاذقية وإدلب وحلب والرقة والحسكة ، والذي يضم عشرات المدن الكبيرة وآلاف البلدات والقرى .
إنها مرحلة البرهان على مصداقية الخيارات .. وصواب الفرز والاصطفاف على المستوى الوطني .. لمن ستعارض المعارضة الوطنية في الظروف الراهنة .. ؟ .. وهل ستتابع جدلها العقيم .. حول البيضة قبل أم الدجاجة .. في أولويات الحل السياسي .. فيما الوطن عرضة للدمار في أخطر حرب عرفها تاريخه الحديث ؟ ..
#بدر_الدين_شنن (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
جرائم سياسية وحربية .. في الحرب السورية
-
ما بين حزيران 67 .. وحزيران 2016
-
حين يستعيد الشعب دوره
-
المعارضات الزاحفة إلى الرياض .. ماذا بعد ؟
-
المحاصرون
-
الحل السياسي سؤال ملتبس بين الداخل والخارج
-
أول أيار السوري الأحمر وفوضى العولمة
-
تراتيل سورية : الجولان . فلسطين . اسكندرون
-
تراتيل سورية : .. عظماء الاستقلال والجلاء والحرية ..
-
تراتيل سورية : .. وطني ..
-
حي الشيخ مقصود .. جبل النار والمقاومة
-
لتحديد نهاية النفق والحرب
-
حول الحرب والمفاوضات والحل السياسي
-
لماذا الفيدرالية الكردية الآن في سوريا ؟
-
مخاطر وتداعيات الهجمة الخليجية المتصاعدة
-
الموت يختطف عمر قشاش
-
في يوم المرأة العالمي
-
موعد مع السلام
-
في ذروة التحول إلى سناء وبدر
-
لماذا .. ولمصلحة من المفاوضات والحل السياسي ؟
المزيد.....
-
مع شروق الشمس فوق واشنطن.. شاهد لحظة ظهور حطام طائرة في نهر
...
-
بعد التأجيل.. إسرائيل تبدأ بإطلاق سراح فلسطينيين من سجونها
-
مقتل سلوان موميكا الذي أحرق القرآن في السويد، ماذا نعرف عنه؟
...
-
مقتل سلوان موميكا الذي أحرق نسخاً من القرآن في السويد
-
إعادة بناء غزة ـ سعي مصر لجني مكاسب.. ما ثمن ذلك عند ترامب؟
...
-
مسؤول مصري يكشف سبب التأخر في إخراج المصابين في غزة عبر معبر
...
-
السويد تقدم لأوكرانيا أكبر حزمة مساعدات عسكرية منذ 2022
-
دولة أوروبية تواجه 72 ساعة من الظلام بسبب الخروج من نظام الط
...
-
هيئة الاتصالات الروسية تعلن التصدي لنحو 11 ألف هجوم إلكتروني
...
-
الجنود الفرنسيون يغادرون آخر قاعدة لهم في تشاد
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|