محمد عبعوب
الحوار المتمدن-العدد: 5193 - 2016 / 6 / 14 - 18:29
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
في توديع زميلتنا سعاد الحداد، الممثلة والمخرجة براديو ليبيا بمقبرة "سيدي حسين" بالعاصمة طرابلس عصر امس الاثنين شعرت بحزن عميق يتجاوز حادثة وفاتها ، مبعث هذا الحزن الذي افاض دموعي هو هزال الحضور من المعزين وكذلك من أهلها الذين يتقبلون العزاء..
ثمانية أشخاص وقفوا يتقبلون العزاء في الراحلة منهم ثلاثة من زملائها بقسم التمثيل براديو ليبيا "صوت افريقيا سابقا" وعدد لا يتجاوز الـ 20 شخصا من زملائها بالإذاعة ومنهم انا، شاركنا في العزاء..
أمام هذا المشهد المتواضع لوداع سيدة بقامة سعاد الحداد، التفت الى تلك الحشود من المعزين الذين يتدافعون لتعزية طوابير طويلة من ذوي متوفين صادف دفنهم عصر ذلك اليوم بنفس المقبرة، واعدت النظر مرة أخرى الى تلك الثلة التي تقف لتقبل العزاء بقلوب صادقة حزينة لرحيل زميلتنا منتظرين معزين قد يأتون متأخرين..
اغرورقت عيناي بالدموع واحتقن صوتي .. توجهت الى زميل لي كان حاضرا لأبثه حزني عن هذا المشهد البائس في شكله لوداع واحدة من سيدات هذا الوطن قدمت الكثير لإسعاد الناس - من خلال مشاركاتها على خشبة المسرح والتمثيل في مسلسلات مرئية ومششاركتها في المهرجانات الثقافية المختلفة على مدى يزيد عن نصف قرن، وتوارى اليوم التراب بحضور لا يتعدى عدد أصابع اليد وكأنها واحدة من ضحايا الهجرة غير الشرعية قذفت بها امواج البحر يجب مواراتها التراب من باب اكرام الميت دفنه- احتبست الكلمات في حلقي .. فاضت دموعي ، واستعنت بلغة الإشارة لافتا نظر زميلي الى هزال ذلك المشهد وبؤسه وغادرته وحزن عميق يفيض به قلبي ..
الراحلة سعاد الحداد.. نعم نحن حزانى لرحيلك جسدا وهذا حق فرضه الخالق علينا وكلنا اليه سائرون، ولكن الحزن المر الذي سيظل يلازمنا هو رحيلك من ذاكرة هذا المجتمع وخاصة ممن جايلوك في مختلف المهن والمناشط طيلة عملك بقطاع الاعلام والثقافة، هؤلاء الذين لم نر منهم الا ثلة من الصادقين .. لن ننسى ذلك المشهد المتواضع لجنازة سيدة تركت بصمات لا تخطئها العين في سجل التمثيل والاخراج والكتابة الصحفية، كانا خليقا بأن يكون في وداعها على اقل تقدير حشد من الإعلاميين الذين عملت الى جانبهم بكل شجاعة وجرأة في زمن كانت فيه المرأة عورة..
تقبلك الله بالرحمة والمغفرة وعوضنا فيك خيرا
#محمد_عبعوب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟