أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رياض السندي - في ذكرى أول مقال صحفي لامرأة عراقية














المزيد.....

في ذكرى أول مقال صحفي لامرأة عراقية


رياض السندي
دكتوراه في القانون الدولي، محام، أستاذ جامعي، دبلوماسي سابق، كاتب

(Riadh Alsindy)


الحوار المتمدن-العدد: 5193 - 2016 / 6 / 14 - 06:24
المحور: الادب والفن
    


في ذكرى أول مقال صحفي لامرأة عراقية
د. رياض السندي
على الرغم من ان المس بيل قد دخلت عالم الصحافة في العراق قبل الاخريات، الا انها - وعلى مايبدو- لم تحرر شيئا سواء في صحيفة العرب أو مجلة الخزانة، حيث اقتصرت مهمتها على رئاسة التحرير والاشراف الفعلي على ادارة سياستها وتوجيه كتابها والعاملين فيها.
ونتيجة البحث والتقصي الدؤوب في معظم الصحف والمجلات الصادرة في العراق انذاك فقد اهتدينا الى اول مقال كتبته إمراة في العراق وهو بعنوان ( الى طائفة من العراقيين ) والموقع بأسم مستعار هو ( كلدانية عربية عراقية ) والمنشور في مجلة دار السلام البغدادية التي كان يصدرها المرحوم الاب انستاس الكرملي في عددها 11 من المجلد الرابع – السنة الرابعة والصادر في 29 آيار 1921، جاء فيه:
"اذا اردتم أن تعرفوا رقٌي أمة فانظروا الى نسائها (نابليون)، وتحقيقا لذلك راجعوا تاريخ العالم الماضي والحاضر، ففانكم ترونه يفصح لكم عن منقلب أمم وقبائل شتى منها متمدنة ومنها جاهلة، منها مجتهدة قوية ومنها خاملة ضعيفة. ثم انعموا النظر في الضعيفة منها تروها لم تفد المجتمع البشري فائدة تذكر، فهي مجردة من صفات المدنية وقد احاط بها الخذلان والجهل لجهل نسائها. واما تاريخ الاجيال القوية فأنها قد أفادت الالفة بما أفاضت عليها من جلال النعم والمبرات الكبرى فدفعتها الى الامام منقادة الى النجاح بفضل رجالها العظام الذين لم ينشأوا الا في احضان الامهات التي هي المدارس الاولى للاطفال. ومثل هذا القول قل عن الامم المعاصرة لنا من رفعة في القدر، ومن منحطة في السعي، فانها كلها تفصح لك عن ان الامة التي تتركب من عنصري متساعدين متناصرين هما عنصر الذكر وعنصر الانثى على هذه الصورة انشأتهما الطبيعة، ولهذه الصورة يفلحان وينجحان".
وهو المقال الذي ادعته مريم نرمة لنفسها اثناء اللقاء الصحفي الذي اجرته معها مندوبة جريدة الجمهورية البغدادية ليلى البياتي في الملحق الاسبوعي للعدد 470 في 41/6/1969عشية تكريما من قبل وزارة الاعلام العراقية كرائدة للصحافة العراقية بمناسبة العيد المئوي للصحافة في العراق، وبذا يكون هذا المقال اول مشاركة للمرأة العراقية في تاريخ صحافة العراق، مالم تثبت الايام لاحقا خلاف ذلك، لاسيما وانه قد مضى قرابة مئة عام دون ان يدعي احد عائدية المقال له، وتكون السيدة مريم نرمة أول إمراة عراقية تلج عالم الصحافة، وتستحق بجدارة لقب ( أول صحفية عراقية )، لاسيما وقد عثرنا في صحافة العراق مايعزز هذا الرأي في مقال لمريم نرمة بعنوان ( يوسف القديم ويوسف الجديد ) والمنشور في مجلة نشرة الاحد، السنة الاولى، العدد 12 في 19 آذار 1922بتوقيع (مريم نرمة الكلدانية العراقية) لتغيره فيما بعد الى (اختكم مريم نرمة الكلدانية) ثم (مريم نرمة الكلدانية) في كتابات لاحقة، ليستقر لقبها اخيرا باسم (مريم نرمة) وهو ماعرفت به لاحقا طيلة حياتها واعتمدته في جميع كتاباتها، نقتطف منه مايلي:
" أقام الله يوسف بن يعقوب رئيسا على جميع ارض مصر واودعه خزائنها واختار يوسف بن يعقوب الثاني سيدا على بيته وائتمنه على أخص كنوزه وهي مريم البتول الطاهرة، رأى يوسف الأول رؤية سرية : رأى الشمس والقمر والكواكب تسجد له، وفي بيت الناصرة رأى يوسف النجار الشمس الإلهية والقمر السري أي ألام القديسة يحترمانه ويخضعان له.
كان يوسف الأول عفيفا نقيا طاهرا. ففاقه يوسف القديس بطهارته وعفته إذ كان بتولا وهو عائش مع عذراء.
وجد يوسف القديم حظوة عند فرعون ملك مصر وكان يوسف الجديد اشرف القديسين حظوة ومكانة عند الله رب الجنود إذ جعله مربيا لابنه الوحيد وقرينا لامه البتول.
لم ير يوسف الأول المخلص الذي آمن به وتاق إلى رؤيته واسعد الحظ يوسف الثاني أن يرى المخلص الموعود به ويحمله على ذراعيه ويأكل معه ويساكنه مدة ثلاثين سنة ويموت على صدره".
ومريم نرمة هي مريم روفائيل يوسف رومايا، ولدت في 3 نيسان 1890 في قضاء تلكيف التابع لمحافظة نينوى، ولقبت ب (نرمة) وهي كلمة كلدانية - فارسية الاصل تعني اللطيفة والناعمة للطفها وظرافتها، لاسيما وانها كانت البنت الوحيدة بين سبعة اخوة ذكور. وظل هذا اللقب يلازمها طيلة حياتها وحتى الان.
وقد أصدرت نرمة في عام 1937 صحيفة نسائية عرفت باسم (فتاة العرب) بعد مضي اكثر من اربعة عشر عاما على صدور أول مطبوع نسوي في العراق، الا وهي مجلة ليلى.
صدر العدد الاول من صحيفة فتاة العرب بتاريخ 16 آيار 1937 في 16 صفحة من القطع الوسط (نصف حجم الجريدة الحالي. وقد استمرت بالصدور مرتين في الاسبوع يومي الاثنين والخميس، لتتحول الى صحيفة اسبوعية تصدر كل يوم خميس من كل اسبوع، ومجموع ما صدر منها 24 عددا فقط. وقد تولت طباعتها مطبعة الشباب ببغداد، فيما اتخذت من مسكنها في شارع مدحت باشا المسمى (عقد العريض) مقرا للصحيفة.
ولم يكن مصير نرمة بافضل من معاصرتها بولينا حسون، فقد واجهتها ظروف صعبة وتحديات جمة كا في مقدمتها الصعوبات المالية التي بلغت 45 ليرة ذهب- بحسسب قولها. (صحيفة الانباء الجديدة، العدد 23، السنة الاولى، في 14 ت2 1964).
فأضطرت الى التوقف بتاريخ21 تشرين الاول 1937، الا انها اختلفت عن معاصريها ورفيقاتها في طريق الصحافة النسوية في انها لم تترك وطنها وبقيت في العراق وماتت ودفنت فيه. وربما يعود ذلك الى صلابتها اولا، وفي تجنبها الدخول في مسائل حساسة لايقبلها المجتمع كالحجاب الذي التزمت به حتى أخر يوم في حياتها، بل ركزت على مسالة تعليم المرأة.
توفيت نرمة بتاريخ 15 آب 1972عن عمر ناهز 82 عاما.
د. رياض السندي – سويسرا
14 حزيران 2016
[email protected]



#رياض_السندي (هاشتاغ)       Riadh_Alsindy#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- توقيات العبادي ومواعيد عرقوب
- باي باي هوشيار
- الدولة العميقة في العراق
- تهنئة للانتهازيين
- العبادي وحكومته المشلولة
- صمت الكبار المريب
- الاعتصام في العراق -وجهة نظر قانونية-
- على اعتاب الثورة في العراق - الطموحات والمعوقات والحلول
- دولة الكهولة في العراق
- سفير العراق في نيويورك وازمة التوغل التركي
- ثورة لا انقلاب في العراق
- الفضائيون في وزارة الخارجية
- فشل الدبلوماسية العراقية في مجلس حقوق الانسان
- هوشيار زيباري خارج وزارة الخارجية
- سماسرة السياسة في العراق او هوش من زمن بوش
- هل ينظف اوباما قذارة بوش في العراق
- اسباب الانهيار السريع للسلطة في العراق


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رياض السندي - في ذكرى أول مقال صحفي لامرأة عراقية