|
تصورات أولية لمستقبل سنجار وسهل نينوى ..
صباح كنجي
الحوار المتمدن-العدد: 5192 - 2016 / 6 / 13 - 19:02
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
تصورات أولية لمستقبل سنجار وسهل نينوى ..
الحديث الصريح عن مستقبل سنجار وبقية مدن سهل نينوى بمحتواها الإنساني المنوع من إيزيديين ومسيحيين وشبك الذين تعرضوا لأبشع كارثة انسانية وصمت بالجينوسايد في القرن الواحد والعشرين على يد مجرمي دولة الخلافة الإسلامية، لابد وأن يمر بداية عبر تحديد الجهات التي تتحمل مسؤولية سقوط نينوى وتلعفر وسنجار ومن ثم بقية مدن سهل نينوى في الفترة بين التاسع من حزيران 2014 الذي شهد تسليم مدينة الموصل للقتلة المجرمين دون قتال يذكر، وما اعقبها من سقوط تلعفر في 22/حزيران ومن بعدها سنجار في الثالث من أب 2014 والذي استكمل في السادس من آب 2014 بسقوط كافة مدن سهل نينوى.. وهذا يستوجب ان نحدد بصراحة دور ومسؤولية كل طرف ساهم وكان له دوراً في سقوط هذه المدن ابتداء من: 1ـ القوى الاسلامية المتطرفة المتمثلة بدولة الخلافة الاسلامية الاجرامية والقوى التي تحالفت معها واعلنت تأييدها الرسمي والعلني لها، من خلال خطاب متلفز للدوري يشكل وثيقة تاريخية لا يمكن اغفالها تجسد دور ومسؤولية بقايا النظام المقبور وخلايا حزب البعث التي كان يقودها عزة الدوري الذي حيّا الدواعش و ضباط و منتسبو اجهزة القمع البعثية السابقة الذين شكلوا العمود الفقري في هيكلية تنظيمات داعش الارهابية ومفاصل قيادتها العسكرية والاستخبارية.. 2ـ حكومة نينوى المحلية بقيادة المتهم الأول اثيل النجيفي الذي نسق مع البعثيين والدواعش وساهم في التخطيط لتسليم الموصل لهم ويتحمل المسؤولية ذاتها بقية اعضاء الطاقم الاداري والسياسي والعسكري الذي ساهم مع المحافظ اثيل النجيفي في سياقات تسليم المدينة للمجرمين وفي المقدمة منهم شقيقه اسامة ومن انخرط في سياق هذه السياسة الاجرامية بأي شكل من الاشكال . 3ـ الحكومة العراقية برئاسة نوري المالكي الذي يتحمل القسط الكبير من المسؤولية المباشرة في سقوط نينوى نتيجة لفشله في التعامل مع الحكومة المحلية وسوء ادارته لملف نينوى ودوره المباشر في الطلب من القادة العسكريين للانسحاب بدون قتال وعدم مواجهة الدواعش . 4ـ حكومة اقليم كردستان والحزب الديمقراطي الكردستاني تحديداً بحكم ممارسته للاستبداد السياسي والتفرد في ادارة المناطق التي كانت خاضعة لسطوته ودخوله في اتفاقات سرية بالضد من مصالح المواطنين في المدن التي جرى تسليمها للدواعش بعد سقوط نينوى وتحديداً ما حصل في سنجار وسهل نينوى والدور المخزي لقوات الحزب الديمقراطي الكردستاني التي انسحبت دون قتال وتركت المدن والمواطنين لقمة سائغة للدواعش المجرمين .. 5ـ القوى الدولية والاقليمية التي تلعب الدور الرئيسي في شل وتعطيل الارادة الوطنية والمحلية.. التي تشكلَ منها ارادة خارجية متصارعة فرضت على القوى المحلية شروطاً وخطوطاً حمراء لا يجوز تجاوزها.. ليست هذه كل الاطراف المدانة ويلحق بها بقية مؤسسات المجتمع المدني من احزاب ومنظمات سياسية في الاقليم والحكومة المركزية ويتبعها عائلة المير التي لا ترتقي مواقفها وردود افعالها الى مستوى الاحداث الكارثية التي لحقت بالايزيديين في سنجار وبعشيقة وبحزاني.. يليهم رؤساء العشائر من الذين تماطلوا في اعلان مواقفهم وادانتهم للذين ساهموا في خلق هذه الكارثة الانسانية الشنيعة ولا يستثنى من التساؤل والشجب موقف قيادة الحزب الشيوعي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني والاحزاب الاخرى التي لم تعلن عن ادانتها الحقيقية للقوى السياسية في الاقليم التي تتحمل المسؤولية التاريخية في سقوط نينوى وسنجار وما حل بالايزيديين والشبك والمسيحيين والتركمان الشيعة من خراب وذل تجاوز حدود استباحة مدنهم والفتك بهم واستعبادهم الى ما حل بهم في مخيمات النزوح وما رافقها من معاناة وتجاوزات شملت اعتقال الناشطين منهم والاعتداء على من يطالب بحقوقه المشروعة من قبل اجهزة الاسايش في دهوك وزاخو ومجمع خانكي .. ناهيك عمن حاول التصدي للدواعش من الشيوعيين والمستقلين في سنجار وجبل بعشيقه فمنعتهم قوات الحزب الديمقراطي الكردستاني بحجة عدم وجود اوامر .. وكان التنسيق يجري وراء الكواليس لتحديد مصير ومستقبل هذه المدن وسكانها على قدم وساق بالضد من ارادة سكانها وقد شمل التوجه لتحديد ملامح المستقبل توجهات تنسيقية مستمرة للآن.. لا تتعدى القوى التي ساهمت في سقوط المدن المذكورة.. وبرز من جديد وجه التعاون بين ال النجيفي وتركيا والسعودية وقطر والحزب الديمقراطي الكردستاني الذي اقترب من النهج الطائفي للسنة وأخذ يلعب دوراً مرسوماً له لفرض ارادات واجندة خارجية توحي بتوجهات لتقسيم العراق الى كيانات بصيغ غير محسومة قد تأتي بأقاليم أو دويلات مستقلة لاحقاً.. لهذا يكون من المفيد الجواب على التساؤل الذي سيحدد ملامح المستقبل للعراق وغيره من بلدان الشرق الاوسط .. هذا السؤال الذي يتمخض من تشابكات وتعقيدات الاوضاع في عدة بلدان.. تشهد تحولات خطيرة.. تمثلت بانهيار معالم الدولة.. وتراجع كبير في نسيج اللحمة الوطنية.. يهدد بتمزق خارطة عدة بلدان والعراق في مقدمتها.. لهذا فأن التساؤل المشروع .. عن ماهية العوامل التي تتحكم في الأوضاع!.. ومدى القدرة الممكنة في الاحتفاظ بالجوهر الوطني الذي بات أمراً مقلقاً للجميع .. ترافق مع فشل الأحزاب والمنظمات السياسية في الدفاع عن المواطنين.. وعجزها من تحرير مدنهم وقراهم لأكثر من سنتين.. ناهيك بالحديث عن تأمين حياتهم وضمان مستقبلهم لاحقاً.. لهذا يكون من الضروري.. انطلاقاً من محتوى الاحداث وصيرورتها الحديث عن تصورات ممكنة.. تشكل نقطة انطلاق لحلول واقعية مقبولة على الأرض.. التفكير الجدي بـ : 1ـ تحويل سنجار الى محافظة مستقلة. 2ـ تحويل تلعفر ايضاً الى محافظة ثانية مستقلة . 3ـ استحداث محافظة ثالثة في سهل نينوى أو علانها كأقليم مستقل . ويكون لأصحاب الشأن من سكان هذه المحافظات واقليم سهل نينوى الحق المطلق في اقرار شكل العلاقة مع المركز والاقاليم الاخرى دون ضغوطات محلية او اقليمية وبأشراف وحماية بارادة دولية مقبولة . وتبعا لهذا التصور فانه من الضروري التفكير بخلق وتكوين آلية وإرادة دولية بأشراف الأمم المتحدة تكفل ضمان الأمن والاستقرار في المحافظات الجديدة واقليم سهل نينوى.. تؤمّنُ وتضمنُ مستقبلهم وفقاً للمواثيق والعهود الدولية.. ويكون من المفيد ان نتطرق الى ما تحتويه خزائن الأرض في هذه المحافظات من ثروات ومعادن وبترول وغاز ناهيك عن خصوبة اراضيها الصالحة للزراعة وتربية الثروة الحيوانية وضرورة فتح قنوات للري من نهر دجلة لري اراضي تلعفر وسنجار من جهة الغرب واخرى شرقاً بمحاذات القوش وجنوب الشيخان مروراً بـ تلكيف ومناطق بعشيقة وبحزاني ومجموعة قرى الاعزاء الشبك حتى محور برطلة قره قوش لأحياء الزراعة وغيرها من مستلزمات الحياة والنمو والتطور .. في الختام لا بد وان نؤكد على ضرورة الدعوة لاستفتاء اهالي سنجار وسهل نينوى لتقرير مصيرهم تحت اشراف دولي.. هذا ما نعتقد انه الحل الممكن المقبول بدلاً من الحديث بالنيابة عنهم ومصادرة حقهم في التعبير عن مستقبلهم .. نذكر .. إنْ كانت الذكرى تنفعُ .. ان من غدر بالايزيديين وغيرهم في سنجار وسهل نينوى وباعهم بأرخص الثمن للدواعش.. لا يحق له التحدث بالنيابة عنهم وقد سقط حقه في تمثيلهم في أية مشاريع لتقرير مصيرهم وتحديد مستقبلهم..
صباح كنجي 11/6/2016
#صباح_كنجي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تقديرات أولية لخسائر بحزاني وبعشيقة على يد الدواعش
-
هل هناك من ضرورة لبقاء حزب للشيوعيين في العراق؟..(7)
-
العراق استمرار الزلازل و المهازل
-
أينَ الله يَا نادية؟!
-
بول البعير في مسارح التحرير ! مشاهد سريالية مِنْ تراجيديا سن
...
-
سردار المختار يلتحق بالأنصار
-
الإصلاح .. أم تحديث الدولة و المجتمع ؟!!
-
داعش لا تمثل الإسلام!
-
داعش وجدر الدولمة
-
قراءة في بيان الحزب الشيوعي الكردستاني
-
أشجار معدومة وحُصن مرعوبة
-
بالوثائق ماذا يجري في العراق؟!!
-
تجمع جماهيري كبير في هامبورغ
-
منو فينا مو قشمر!
-
طائر الفينيق ل نوّاف السنجاري
-
هلْ تحولَ الحزب الديمقراطي إلى حزب البعث الكردستاني؟!
-
من أجل تحرير المسلمين وانقاذهم من أوهام الدين..
-
آشتي يزور التاريخ ويتجنى على الضحايا!
-
تحرير سنجار لا يَلغي مَسْؤولية مَنْ سَاهمَ بسقوطها!
-
بحزاني لَنْ تخشع وجبل سنجار لنْ يركع ..
المزيد.....
-
روبرت كينيدي في تصريحات سابقة: ترامب يشبه هتلر لكن بدون خطة.
...
-
مجلس محافظي وكالة الطاقة الذرية يصدر قرارا ضد إيران
-
مشروع قرار في مجلس الشيوخ الأمريكي لتعليق مبيعات الأسلحة للإ
...
-
من معرض للأسلحة.. زعيم كوريا الشمالية يوجه انتقادات لأمريكا
...
-
ترامب يعلن بام بوندي مرشحة جديدة لمنصب وزيرة العدل بعد انسحا
...
-
قرار واشنطن بإرسال ألغام إلى أوكرانيا يمثل -تطورا صادما ومدم
...
-
مسؤول لبناني: 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية عل
...
-
وزيرة خارجية النمسا السابقة تؤكد عجز الولايات المتحدة والغرب
...
-
واشنطن تهدد بفرض عقوبات على المؤسسات المالية الأجنبية المرتب
...
-
مصدر دفاعي كبير يؤيد قرار نتنياهو مهاجمة إسرائيل البرنامج ال
...
المزيد.....
-
لمحات من تاريخ اتفاقات السلام
/ المنصور جعفر
-
كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين)
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل
/ رشيد غويلب
-
الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه
...
/ عباس عبود سالم
-
البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت
...
/ عبد الحسين شعبان
-
المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية
/ خالد الخالدي
-
إشكالية العلاقة بين الدين والعنف
/ محمد عمارة تقي الدين
-
سيناء حيث أنا . سنوات التيه
/ أشرف العناني
-
الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل
...
/ محمد عبد الشفيع عيسى
-
الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير
...
/ محمد الحنفي
المزيد.....
|