أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد معن الزيادي - الشعر فاعل انساني.... ديوان (المأذنة والبحر الاخضر) إنموذجاً














المزيد.....

الشعر فاعل انساني.... ديوان (المأذنة والبحر الاخضر) إنموذجاً


احمد معن الزيادي

الحوار المتمدن-العدد: 5191 - 2016 / 6 / 12 - 23:12
المحور: الادب والفن
    


الشعر فاعل انساني.... ديوان (المأذنة والبحر الاخضر) إنموذجاً
يقول جبران خليل جبران "إننا نعيش لنهتدي الى الجمال وكل ما عدا ذلك هو لون من ألوان الأنتظار"
إن ما قاله الشاعر جبران خليل جبران هو الهدف الاساسي الذي تسير بأتجاهه هذه المجموعة الشعرية.(الانسان,الوطن,الحلم,الفراشات,الورد,العسل) مفردات تكررت كثيراً في قصائد الشاعر الكبير عماد المطاريحي وهذ إن دلّ على شئ فأنه سيدل على أن شاعرنا هو رسول مبعوث من الفراشات يطير بأجنحة من جفون محبيه هذا ليس مدحاً إنما حقيقة لمستها من خلال مصاحبتي له إنساناً وشاعراً.
طقوس هذه المجموعة لا تنطوي على شئ إنما هي منفتحة على عالم مثالي يعيش فيه الشاعر احياناً ويتمناه في أخرى فهو يريد من جميع الاشياء أن تسير نحو الجمال , حتى أقبح الموجودات يريد منه أن يكون جميلاً وكما يقول محمد الماغوط (الكاتب الذي لا يمتلك الحس الجمالي للأشياء القبيحة فهو مريض).
إن التشكلات الحيّة لقصيدة عماد المطاريحي هي مزيج من الفرح و الحلم والوجع العراقي الذي أصبح مرافقاً لكل الاعمال الادبية يميل فيها الى أستخدام مفردات سهلة مستساغة تضفي جمالية فائقة سلسة الفهم لا ترهق ذهن المتلقي بمفردات مركبة فتصبح القصيدة عملية رياضية صعبة.
إن أهم عناصر اكتمال القصيدة الشعبية (التلقائية , البساطة , الثقافة) –كما يقول الدكتور حسين سرمك- إن هذه العناصر الثلاثة متوفرة بشكل واضح في قصيدة عماد المطاريحي ولا يمكن أنكار ذلك بأي شكل من الاشكال.
يقول شاعرنا: (أتمنى اصحة الصبح ... الكة اعلى بابي ورد
ومن امر بالسيطرة ... تارس جيوبي برد)
لنلاحظ كيفية انسياب هذا البيت كأنه ماءٌ جارٍ في ساقية يحمل في طياته حلماً كبيراً فشاعرنا مولع بالاحلام وكثيراً ما يحلم فكل ما لا يمكنك صنعه في الواقع يمكنك صنعه في الاحلام وهو لا يريد أن يبقى مكتوف اليدين متفرجاً الى مأساوية البلد فيشارك مجاهداً بحلمه الذي يعادل آلآف البنادق.
-لماذا يبتعد عماد المطاريحي عن الصعوبة؟
عماد المطاريحي او (كلكامش الديوانية) كما يحلو لي أن أسميه لا يريد لقصيدته أن تكون عملاً نخبوياً لا يفهمه سوى شريحة قليلة من المجتمع إنما أراد لها أن تلامس الصغير والكبير , الجاهل والمتعلم , المثقف وغير المثقف. لذلك فأننا نجد قصائد شاعرنا متداولة على جميع الالس و في جميع المستويات الثقافية فعندما صدر ديوانه (المأذنة والبحر الاخضر) كتب عنه الكثير من أساتذة النقد منهم (د.باسم الاعسم , د.ناهضة ستار , د.كاظم القريشي)
ومن جانب آخر فأن الكثير من الشباب تحفظ قصائده وقد لحظت ذلك بنفسي من خلال حضوري بعض الفعاليات الشعرية مع الشاعر.
يقول الشاعر الفلسطيني محمود درويش (إن اردت ان تكون شاعراً فما عليك إلا ان تكون عراقياً). ويقول الشاعر السوري أدونيس (بوصلة الشعر تشير الى العراق)
هذه شهادات على سبيل المثال لا الحصر على مدى شاعرية العراق على مر العصور منذ الخليقة وحتى الآن . إن هذه الشهادات ذكرتني بقول مهم لشاعرنا يمجد فيه وطنه العراق بطريقة سلسة واضحة تخلو من شوائب المعنى حيث يقول (بي كل ذرة ممكن تتحول نواب)
حيث يفخر بوطنه الاسمى والاغلى مشيراً الى أن كل ما موجود في العراق يمكن أن يتحول الى (نواب) إشارةً منه الى الشاعر العراقي الكبير مظفر النواب.
إن لقصائد عماد المطاريحي بعداً جمالياً يفوق الابعاد المطروحة في الشعر العامي الى حدٍ ما فهو ينتقي المفردات انتقاءاً ليدخلها في كوة النسيج الشعري مولداً صورة فنية رائعة تزين العالم بالحب. يقول (راضع من خضار عيونك الصفصاف)
لنرى كم هو جميل هذا البيت من خلال بنيوية مفرداته (راضع , خضار , عيونك , صفصاف) كل هذه المفردات سلسة واضحة المعنى غير مؤدلجة ومبطنة.
-ترى ماذا سيقول عماد المطاريحي عندما يريد أن يفخر بأرضه ؟ هل سيكون متكلفاً ؟ هل سيعلو به الصراخ كما يفعل اقرانه ؟ هل سيكتب مثلما كتب الشعراء الجاهليون عن الفخر؟
كل هذه الاسئلة كانت تدور في ذهني و أنا أ"وي صفحات المجموعة الواحدة تلو الاخرى ولا أجد ما يخص الفخر الى أن وصلت الى قوله:
(أشم كاعي وتشمني محاضن اطفال)
حينها فقدت قناعتي بأن الفخر غرض قديم ولا فائدة منه ولا ينتمي الى الجمال , ربما حقاً لا ينتمي الى الجمال لكن القدرة التصييرية لدى عماد المطاريحي جعلت منه كائناُ جمالياً بحتاً.
كلكامش الديوانية لا يبحث عن عشب الخلود فهو قد وصل إلية وماذا يريد شاعر مثل عماد المطاريحي غير هذا الكم الهائل من المحبين و هذا الإرث الشعري الكبير .
ما كتبته فقط هو رؤوس اقلام بسيطة عن تجربة عظيمة سأظل أكتب عنها ولن أعطيها حقها حتى لو جعلت البحر حبراً واليابسة ورقاً.



#احمد_معن_الزيادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في مجموعة (آدم آخر) للدكتور عادل البصيصي
- عدم مراعاة أحكام الفن الشعري في قصيدة (ردي. .ردي )
- تاريخ الحزن البابلي في مجموعة (سعدي الحلي في جنائنه)
- قراءة في رواية (إعدام رسام) للروائي سلام إبراهيم
- (ما يمكث في القلب)...ذاكر مدينة كاملة
- قراءة في رواية حياة ثقيلة للروائي سﻻ-;-م ابراهيم
- حسام سباهي. ...هل أنت فارس؟
- اضاءة في قصيدة صوت الجرح للشاعر علي حسن الشمري
- قراءة في مجموعة العاشقة والسكير للقاصّة المغتربة ناهدة جابر ...
- اتحاد الادباء والكتّاب في الديوانية يحتفي بالقاصة المغتربة ن ...
- علي الشباني في الذكرى الرابعة لرحيله
- قراءة في رواية -الحياة لحظة- للروائي سلام ابراهيم
- جرس عطلة....تجديد في المهرجانات الشعرية
- قصيدة وهج.....اصلاح ما فسد من القصيدة الشعبية
- التمرد وروح الثورة في نصوص باسم الخاقاني


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد معن الزيادي - الشعر فاعل انساني.... ديوان (المأذنة والبحر الاخضر) إنموذجاً