أحمد صبحي النبعوني
الحوار المتمدن-العدد: 5191 - 2016 / 6 / 12 - 23:12
المحور:
الادب والفن
قصة قصيرة جدا
صحة فرنسا ورندة .
لم تنهار حياتي ومعيشتي وتصبح تعيسة ألا بعد خروج فرنسا من سورية ..!!! وخروج رندة من بيتي ...!!! بهذه العبارات التي يرددها أبو طالب بأستمرار على مسمع الأصدقاء الذين يسهرون معه على طاولة العشاء والخمر في ملحق لبيته خصصه لأستقبال ندماء الخمر الذي ينتقيهم بعناية.... سهرته مع نديمه الجديد أبو عدنان الذي لم يفهم معنى كلامه هذا وعلى ماذا يشير ..!
سأله أبو عدنان : هل كنت تحب بقاء فرنسا في سورية يا أبو طالب ؟
أجابه : نعم ولما لا ....فرنسا دولة متطورة ومتقدمة وقامت بتنويرنا نحن الشعب الجاهل ..لقد بنت لنا الجسور وفتحت الطرقات وركبنا السيارات بدل البغال وعرفنا سكك الحديد كل هذا بفضلها ....حتى مخطط مدينتا فرنسي يا رجل أنظر كيف هي شوارعنا عامودية وأفقية بشكل هندسي لن تجد مثله حتى في العاصمة دمشق .... ماذا اشرح لك وماذا اقول يا أبو عدنان... فرنسا على الأقل أنها بلد العطور والأزياء والنساء الجميلات ....
..أخذ ابو عدنان رشفة من كأسه الأبيض ورفع حاجبيه مندهشا ...! ربما ما تقوله قد يكون صحيح ....طيب وما هي قصة رندة يا ابو طالب ...؟
أجابه : اووووه رندة ...رندة يا صديقي أولا أنها كانت راقصة محترفة وجميلة جدا أنها كانت أنثى بكل معنى هذه الكلمة من معاني وثانيا يا ابو عدنان أن رندة فتحت لي ابواب الخير منذ أن تزوجها مدير الناحية على زوجته وجلبها واسكنها في الغرفة المجاورة هذه ...كنا نسهر كل يوم على هذه الطاولة بوجود زوجها الكولونيل ههههههههه ...! وبعض وجهاء المدينة الذين كانوا كل يوم يحملون معهم لوازم سهرتنا من لحوم مشوية وحلويات وموالح وفواكه بكميات تشبع حارتي بكاملها يا ابو عدنان وهكذا مضى الوقت ستة أشهر كاملة وانا أشرب اجود أنواع الخمور وأكل اللحم المشوي واطباق متنوعة هذا كله كان بفضل رندة يا صديقي ....أضافة لذلك يا أبو عدنان ان مجرد جلوس فنانة معك على الطاولة وتشرب وتغني وترقص هذا الأمر ليس بالسهل في هذا المجتمع المتخلف الذي نعيش فيه ......!!!!
ضحك ابو عدنان هههههه .... وقال إذا كان وضعك هكذا فمعك حق يا أبو طالب ورفع كأسه وقال بصحة فرنسا ورندة .
أحمد صبحي النبعوني
#أحمد_صبحي_النبعوني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟