|
لقطات من محاكمة- العصر والمغرب
عودة وهيب
الحوار المتمدن-العدد: 1396 - 2005 / 12 / 11 - 09:51
المحور:
كتابات ساخرة
لقطات من محاكمة ( العصر والمغرب) سجلها : عودة وهيب اللقطة الثانية
قلنا عندما انسحب محامو سكان القفص من قاعة المحكمة اصبح القاضي رزكار في حيص بيص فحاول مداراة الموقف واعلن ان المحكمة ستعين محامين من لدنها. قال الراوي فلما سمع صدام بذلك شق وسطه ولبس لامة (حزبه) وهو ينشد ويقول : ياقوم قد اعتدى رزكاري يستبدل الأصيل بالطيّاري مذلة لنا يريد واحتقاري ياربعناهلموا هاجموا الكفار فالعار اهون من لهيب النار ثم صال وجال وطلب من ربعه النزول الى ساحة الوغى فبرز برزان، وكان اشبه الخلق بصدام (خلقا واخلاقا)، وشن هجوما على القاضي وهو يبصق يمنة ويسرة والقاضي يتقي البصاق بطرف روبه،واشتد الهرج والمرج فما كان من صدام الا ان نزل الى الميدان فعيّر القاضي بأمبرياليته وبخنوعه. وكان القاضي مرعوبا لايجيب بغيركلمة ( نعم) الناعمة فلاتزيد نعومته وخنوعة ( الرئيس السابق ) الا اصرارا على القتال، وأدرك القاضي ان الغلبة لأصحاب صدام فقرر القيام بحيلة فتقدم من معسكر صدام وهو يرفع راية بيضاء ، فتقدم اليه الجزراوي وكان الزبد يتطاير من فمه والشرر من عينيه فاستعان القاضي ب(دعاء الخوف) . قال له الجزراوي وهو يرتجز انا طه وكنيتي الجزار.. مجرف النخيل والأبار اذب عن سيدي المغوار صدام ورهطه الفجّار
قال له القاضي : سيد طه اني جاي بحل سلمي قال له طه : هات ماعندك قال القاضي رزكار نريد منكم هدنة لمدة عشر دقائق نقلّب فيها امرنا ونرى ماذا يكون مصيرنا ومصير عوائلنا. قال طه : لابد لي من اخذ رأي سيدي صدام. وعاد طه الى صدام واخبره بالامر فوافق صدام وهو يصيح ( فليخسأ الخاسئون) . هذا ماكان من امر صدام ، اما القاضي رزكار فحاول الأتصال بالمسؤولين ليأخذ رايهم في هذه الورطة وليطلب منهم المدد فلم يوفق، ذلك انه حين اتصل بالدكتور الجعفري قيل انه مشغول في اعداد مرقة الفسنجون بالاشتراك مع السيد عبد العزيز،وقيل له ان الدكتور الجلبي معتكف مع سماحة الصدر لدراسة مسألة انطاق الحوزة( الصامته) لتتناغم مع الحوزة( الناطقة) . اما الدكتورعلاوي فكان مصاب بوعكة بعد تعرضه لهجوم فيروس (خنّاق النجف)، وهكذا لم يفلح القاضي سوى بالاتصال بمام جلال. قال له( المام) انا لااتعاون معك الا اذا وافقت على شرطي الذي هو عدم اصدار احكام بأعدام المتهمين لأني موقع على( ميثاق هنولولو لحقوق المعدومين) . قال له القاضي (سيدي يا اعدام يابطيخ انا صرت المتهم واخاف تحكم عليه المحكمة القطرية بالاعدام ) فطمأنه مام جلال وواعده بأجراء اتصالالت عاجلة. وفعلا تم الأتصال بواسطة السفير زلماي بقطر والاردن والقاهرة وجرت تسوية الموقف كالاتي : يوافق القاضي رزكار على اخذ( قاط شفهي) خفيف لاتتجاوز مدته 21 دقيقة على ان تكون لممثل قطر حصة الأسد، وهذا ماكان، حيث وقف القاضي في منتصف( الملعب) وتقدم اليه كراك ومن بعده النعيمي يوجهون اليه البوكسيات واللكمات ، والحق يقال ان ضربات كلارك كانت تحت حزام القاضي اما النعيمي فقد نفث كل انواع السموم والاحقاد وداس ( بجلاوي القاضي) وكان صدام يصفق للنعيمي ويردد كلمة (عفية) ، اما برزان فوقف واخذ يبصق على الجمهور الذي كان متواجدا في الطابق الثاني وكان رذاذ بصاقه يصل الى القاضي الذي كان يمسح الرذاذ بأطراف روبه وهو( يسترجع ويحوقل) ..ثم طلب القاضي الأذن من صدام لأستدعاء الشاهد احمد حسين محمد فاذن له صدام بعد تردد، فنودي على هذا الشاهد.
** جاء الشاهد وهو مشتكي ايضا وكانت معنوياته مرتفعة لأنه كان يظن ان صدام قد سقط، ولم يخبره احد من معارفه ان العراق هو الذي سقط وتهدم اما صدام وبعثه (فوقاحتهم زايده قاطين) المهم ان (الأخ ) احمد حاول ان يعرض مظلوميته فاظهر صورة اخيه الذي اعدم وكان عمره خمسة عشر عاما وقال (ابركم هو هذا يسقط نظام، ليش يعدموه موحرام؟) فقاطعه برزان وصاح (ليذهب الى الجحيم فقتلاكم في النار وقتلانا في الجنة) ثم اخذ يدردم بكلام غير مفهوم والزبد يتطاير من فيه وسط توسلات القاضي : (سيد برزان ... سيد برزان .. سيد برزان .. اسمحلي .. اني اقسملك بشرفي راح انطيك الوقت الكافي للردعليه بس فدوه الك خليه يكمّل) . فقال برزان للقاضي: هذا الشاهد جاهل وكذاب ،اشلون تسمح له ان يتهجم على السيد الرئيس ( ماقال- السابق- لأنه يعرف مثلي بأن النظام بعده ماساقط)ثم عاتب القاضي قائلا : (هذا ريسكم ، هذا مو ابن عشاير، هذا بعثي او وراه 12 مليون بعثي .. ارحموا بلدكم .. ارحموا تاريخكم ) ثم اخذ ( يدردم ) بكلمات غير مفهومة بسبب الضجيج الذي ساد القاعة . وبعد التي واللتيا وتبويس القاضي لزكزوكة برزان( السابقة)، التي ضمت لأوراق القضية، رجع برزان الى عرينة واستمر الشاهد بالكلام فقال : اتذكر بان الرئيس السابق .... فقاطعه صدام قائلا :( وبعدني الريس على عناد امريكا) . فصفق اصحاب القفص وهتف برزان بحياة صدام واطلق البندر الزغاريد وساد هرج ومرج وسط توسلات القاضي وتخضعه لأصحاب القفص بالهدو ء ( اخواني نور عيني اوصيكم بالهدوء ترى هيجي مانكدر نشتغل) – و منو كالك همه يردونك تشتغل ؟- وفي هذه الأثناء شق غبار المعركة صوت المحامي الدليمي صائحا : ( استاذ هاي ماصايرة بكل العالم .. سكان القفص كاعد ينهانون وهذا مخالف لأتفاقيات (سوق مريدي) الرابعة والخامسة اللي موقع عليهه السيد رئيس الجمهورية وقائد القوات المشلحة المهيب الركن صدام حسين.. اني راح انسحب) ارتعب القاضي من كلمة( الأنسحاب) وتوسل بالمحامي ان لايفعلها مؤكدا له ان يضع حدا لأستهتار الشاهد (الأخ ) احمد. فوافق المحامي وعاد الى عرينه وسط هتافات واهازيج شباب تكريت. التفت القاضي للشاهد وخاطبه بحدة تدل على رجولة وحزم : اسمع اخ احمد انت ممنوع تهين المتهمين والا اضطر اسجنك. قال احمد : ( نعم سيدي، واني أأكدلك بأني اعرف بأن المتهم متهم حتى ...) فصاح الدليمي مقاطعا :( قل) المتهم بريء حتى تثبت ادانته و(لاتقل) المتهم متهم حتى مدري شنو ... سيدي القاضي ثبت هذا الأعتراض والا انسحب.. فصاح القاضي (لايمعود شتريد انفذلك بس اتخله عن فكرة جدولة الأنسحاب) صاح برزان وهو يبصق على الشاهد : سيدي هذا كذاب . شنو كيزرات وماي حار شنو ماتوا بالتعذيب؟ يعني شنو؟ اللي انسجنه ننطيه كرنتي ميتمرض او يموت ؟ اني هسه مو مريض؟... فهتف القاضي في سرّه قائلا ( وجدتها) وقال بصوت حميمي رقيق : ( سيد برزان اتذكرت شي ... اني دزيتلك طبيب ممتاز وصلك مو؟) فقال برزان وقد قل غضبه ( اشكرك استاذ) ثم رجع الى عرينه مرفوع الرأس. حاول القاضي مخاطبة الشاهد غير ان الشاهد ظل صامتا ( يبلعم) فقد صار بحالة يرثى لهابعد ان صحى من غفوته وادرك ان برزان هو هو كما كان في الحاكمية ولولا ان المحاكمة تبث على الهواء لشقه برزان الى نصفين امام انظار القاضي .كرر القاضي خطابه عدة مرات ولكن الشاهد كان شارد الذهن يتنفس بصعوبة من هول مارأى. ثم لما افاق من الصدمة قال للقاضي ( سيدي اني تعبان) فصاح القاضي (جيبوله كرسي وبيبسي كولا ) فقال الشاهد بصوت منكسر :( لاسيدي اريد ا اطلع استراح برّه ). فتعاطف معه القاضي ورحم دموعه فوافق على ذلك وسط احتجاجات اصحاب القفص ومحاميهم . ولما فتح الباب صاح برزان( راقبوه حتى لايشرد) فوافق القاضي على اقتراح برزان بمنع الشاهد من الهرب . وفعلا كان في نية الشاهد الهرب ولكن حين ادرك استحالة ذلك رجع مكسورا الى قاعة المحكمة وسط سباب وصفير واستهزاء سكان القفص . فقال له القاضي : سيد احمد عندك شي جديد اتضيفه ؟ فاعترض الدليمي واتهم الشاهد بالذهاب للاطلاع على ملفات مفبركة حتى يواصل كذبه . ايد برزان هذا الرأي وصاح( سيادة القاضي هذا اكبر كذاب وتم تلقينة من جديد اثناء خروجه). فقال الشاهد وهو يتخضّع: سيدي القاضي اني موكذاب وكل هدفي تطبيق القانون اصيب برزان بأعراض تشابه اعراض( جنون البقر) حين سمع الشاهد يلفظ كلمة( قانون) فأزبد وارعد ورفس سياج القفص بقدمه ولطم على رأسه وصاح بالشهد: ( لك (.....) انت شنو والقانون؟! روح كرّب نخل احسنلك) .واعترض الدليمي على نطق الشاهد لكلمة (قانون) قائلا( ان تفوه الشاهد بكلمة( قانون) هو تعدي على اختصاص المحكمة) وطالب بتسجيل هذا الأعتراض فوافق القاضي فورا ، وفي هذه الأثناء كان صدام يدردم بكلمات غير مفهومة فقال له القاضي : (سيد صدام عندك تعليق ) فقال له ( عندي لعد اشلون ماعندي ) فقال له القاضي: اذا تعال اخذ المايك . احله مايك الك ( عباله احنه بالبالتوك) خطب صدام خطبة عصماء قال في قسم منها : ( اني صدام وكلكم تعرفوني ،اني اللي لبست العراقيين احذية بعد ان جانوا حفّاي، اني اللي خليت العراقي دائما مرفوع الراس حتى يعد الغارات الجوية المعادية ،وهدفي من اجيت للمحكمة هو الدفاع عن العراق والأمة العربية) وتصاعدت هتافات سكان القفص : يحيا العراق ... تحيا الأمة العربية. اسكتهم صدام بأشارة من يده وواصل خطابه( الجغرافي) موجها كلامه للقاضي ( اني جاي ادافع عنك انت لأنك مظلوم، والأحتلال ظلمك من خلاك بهاي الشغله) فقال القاضي ( نعم)، وواصل صدام قائلا ( هذا الشاهد مخبل وعقله ملكوش والا اشلون يفكر ان يشتكي على قائد ضرورة مثلي ولهل السبب اطالب بأرساله للشماعية) علت هتافات سكان القصر مطالبة بارسال الشاهد (الأخ) احمد الى الشماعية وتقدم الدليمي بطلب رسمي الى المحكمة بهذا الخصوص فوافق الحاكم على دراسة الطلب. رجع صدام الى عرينه ، والتفت القاضي الى الشاهد قائلا : عندك شي جديد؟ قال الشاهد بلهجة تدل على انه ينوي التخلي عن اقواله السابقة من شدة الرعب والاحباط ( سيدي انه ماعندي عداوة شخصية وي المتهمين وخاصة الرفيق عبد الله كاظم رويد، هذا بعثي شهم وماسوه شي بس سلّم عمتي واختي للأمن ... واني مومجنون ولاعقلي خفيف وما كلت الا الحقيقة واذا طلعت كذاب خليني بالقفص ابمكانهم....) ما ان لفظ الشاهد كلمة (القفص) حتى قامت( ثورة) عارمة داخل المحكمة مؤذنة بقيام ماأصطلح على تسميته عالميا ( قضية القفص) او THE CAGE CASE وهذا ماسيستعرضه تقريرنا القادم انشاء الله
[email protected]
#عودة_وهيب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
اوقفوا هذه الوقاحات
-
لقطات من محاكمة - العصر والمغرب
-
احذروا من الوقوع في مستنقع الخيانة العظمى
-
انا الرئيس الشرعي
-
ليس بالتظاهر تنقذ سوريا
-
صدقت الهيئة
-
محاكمة العصر..مالها وما عليها
-
الحيل الشرعية في كتابة النصوص الدستورية
-
ديون في ذمة العراق
-
من المشهد العراقي.. تظاهروا .. انها الحرية
-
من المشهد العراقي ... جدولة بناء القوة
-
ليس للعراق مشكلة مع الحكومة الأردنية
-
المزايدات السياسية سلاح المفلسين
-
البعث يواجه الأمتحان الوطني ثانية
-
محمد والناصرية
-
تشويه سمعة العراق
-
المهرهو ثمن استعباد المرأة العراقية
-
البعث... مصالحة ام أجتثاث
-
الأصرار
-
مباديءالبعث بين النظرية والتطبيق
المزيد.....
-
عن فلسفة النبوغ الشعري وأسباب التردي.. كيف نعرف أصناف الشعرا
...
-
-أجواء كانت مشحونة بالحيوية-.. صعود وهبوط السينما في المغرب
...
-
الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى
...
-
رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
-
-ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
-
-قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
-
مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
-
فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة
...
-
جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس
...
-
أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|