وصفي أحمد
الحوار المتمدن-العدد: 5191 - 2016 / 6 / 12 - 02:17
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تابع إلى اغتيال الحقيقة
إن صمت عبد الكريم قاسم في تلك اللحظات القاسية , وعدم استجابته لضغط عبد السلام عارف , في وقت لم يكن بينه وبين الموت إلا دقائق معدودة , يشكل دليلاً آخر يمكن إضافته إلى مجموعة قرائن تؤكد بطلان هذا الإدعاء , وقد تناول الباحثون والمؤرخون تلك الحقبة الزمنية بالدراسة والبحث فبان لهم ان عبد الكريم قاسم هو صاحب البيان الأول للثورة وليس غيره بدليل :
(( 1 ـ أن الأفكار والمباديء التي وردت في نص البيان الأول تتفق مع سياسة عبد الكريم قاسم التي سار عليها خلال حكمه بعد 14 تموز 1958 .
2 ـ المعروف عن عبد السلام عارف أنه متسرع وغير متزن في أغلب القضايا , لذلك ليس من المعقول أن يكون هو الذي كتب البيان بصيغته الهادئة المرنة .
4 ـ أن عبد الكريم قاسم أطلع العقيد الركن محي الدين عبد الحميد على مسودة البيان قبل الثورة بحوالي شهر , وهي لا تختلف عن البيان الأول الذي أذيع في صباح 14 تموز 1958 , والعقيد محي الدين اعترض على كلمة ( الشعبية ) التي وردت في البيان , إلا أن قاسماً لم يأخذ بذلك , وبقيت في البيان الذي أذيع كما هي )) .
يضاف إلى ذلك الشهادة التي أدلى بها العقيد عبد الكريم الجدة آمر الانضباط العسكري امام محكمة الشعب خلال محاكمة عبد السلام عارف , قائلاً : (( إن دور عبد السلام عارف كان اخذ البيانات من الزعيم , والتي وضعها الزعيم بخطه ونحن مطلعون عليها قبل اشهر وسلمها له قبل 13 تموز )) . وتكررت هذه الشهادة على لسان العقيد وصفي طاهر قائلاً (( كلفه الزعيم عبد الكريم قاسم كما أعلم باحتلال الإذاعة , وهو الذي أمره أن يأخذ البيانات لإذاعتها من إذاعة بغداد والاحتفاظ بالإذاعة إلى النهاية )) .
كان بإمكان عبد السلام عارف نقض هاتين الشهادتين من خلال الفرصة المسموح له بالكلام فيها بعد كل شهادة و وقد درج رئيس المحكمة العقيد فاضل عباس المهداوي , في جميع المحاكمات على اعطاء المتهم فرصة يدافع فيها عن نفسه وينفي الشهادات ضده , وقد تلكلم عبد السلام عارف من خلال هذه الفرصة المتاحة مدافعا عن نفسه وراداً على شهادة وصفي طاهر , ولكنه لم يذكر من قريب أو بعيد صلته بالبيان الأول للثورة , وتكرر الأمر نفسه بعد شهادة عبد الكريم الجدة .
نحن هنا لا نحاول غمط حق عبد السلام عارف دوره الأساسي في حركة 14 تموز 1958 , فهو كان شجاعاً حد التهور , حتى قال البعض : لولا شجاعة عبد السلام عارف لم تنجح الحركة المذكورة , لكننا هنا نركز على البيان الأول للحركة والذي أدعى عارف أكثر من مرة أنه هو من كتبه .
#وصفي_أحمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟