شجاع الصفدي
(Shojaa Alsafadi)
الحوار المتمدن-العدد: 1396 - 2005 / 12 / 11 - 09:47
المحور:
الادب والفن
في لَيْلكِ الغريب, يأخذني الحنينُ إلى ليْلِي, إلى زمني, تَحْضُرينَ كظبيةٍ عنيدة تُعلنُ عن قدومها بإيماءةِ رمشٍ يُخفي عَيْنَيْن بَريّتيْن, يَجمعني وإياكِ ما يُشبِهُ الغابات. أتصوّرُ الأشياء قبل أن تَجولَ بخاطِرك, وتَحْفَظِين طقوسي قبل أن أُجاهِر بها, تُخبريني أن هنالك شمعة خَبَأتِها بيْنَ ضُلوعي, وأعترفُ أني دفنتُ في صَدْركِ قدحَ الكريستال الذي صاحبني مُجُون الليل في حضور القادمين من الآخرة. أي حنين ذاك الذي سافر معي ألف عامٍ وبقي في انتظار اللقاء ؟ , كنّا في أوجِ الغناءِ والحاضرون أشدُّ طرباً من المصطافين على بحر الخيال , تبدو المسافات على غيرِ عادتها , تهربُ من خطانا وتُعتِمُ المجرّات
التي سافرتُ عبرها إلى لَيَْلكِ, كنا نتعلمُ حسابات الوقت, تَعُدّينَ للمئة وتُعيدين الكرّةَ حين يدركُنا الصباح ولا يُسْكِرنا الليل. نتمنى لو أننا بلغنا ما نَصْبو إليهِ في حلمنا الطويل, ذاك الليلُ كان يُحِبنا ويَسْهَر معنا يُسامِرنا, يدعو القمر ليشرب معنا نخبَ انتهاء السفر اللا نهائي !! , يعود الساهرون من حيث أتوا, ويحملون معهم ذكرى التلاقي, ذكرى انحناءات الطرقات المخمورةُ على خارطة الجسد, ونغيب نحن مع شمس الصباح وكأنّ للحب مواعيدٌ للحضور والأُفول, ونعود مرةً أخرى في سرير الحلمِ, أستحضر روحي في ليلكِ وتستحضرين أنفاسي في رحلة السفر.
#شجاع_الصفدي (هاشتاغ)
Shojaa_Alsafadi#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟