أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود عباس - انتصار بشار الأسد!














المزيد.....

انتصار بشار الأسد!


محمود عباس

الحوار المتمدن-العدد: 5189 - 2016 / 6 / 10 - 08:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


وقف الإمبراطور الروماني، ينظر: إلى مخلفات المعركة المنتصرة فيها، حيث جثث الجنود والجرحى من الطرفين، مرمية على مساحات شاسعة، والشرذمة المتهالكة من القوات المتبقية حوله، ليقول وبألم قولته المشهورة: وهل يعد هذا انتصاراً؟!
بعكسه، تباهى بشار الأسد، من على المنصة التي لم يبلغها الدمار بعد، القاعة المسماة جدلاً بمجلس الشعب، بانتصاره، متناسيا بأنه يقف على جثث نصف مليون سوري، وملايين من الجرحى، ووطن دمر عن بكرة أبيه، متبجحاً بانه سيستمر في تدمير ما تبقى من الوطن؛ ليتمم ما بلغه، تحت حجة تنقية الوطن! ذاكرا، وبدون حياء، القوى الداعمة له في تدمير سوريا، وقتل شعبها، كاتما أسرار أكوام من المؤامرات عليهم، والعديد منها محبكة مع المعارضة الانتهازية والمحتضنة لتجار الحروب والمنافقين المعتمين على الشريحة الوطنية، متناسيا بأنه كان عليه أن يشكرهم قبل أن يشكر روسيا وإيران وحزب الله، ليعتم على طرق تشكيلها، في الوقت الذي يعرفه الجميع الحضن الذي نبعت منه كل هذه الأوجه العنصرية الفاسدة، وكيف أفرزتها سلطته وبأوامر من مراكزه الأمنية، ليسودوا في المحافل الدولية، وضمن قاعات المؤتمرات مسيرة ثورة الشعب السوري، ويبلغ هذا الصعلوك لحظة الانتصار الذي أعلنه.
تمكنت سلطة بشار الأسد من ضخ المعارضة بقيادات من صلبها، وفضحتها اللجنة المشكلة لمحاورات (جنيف-3) ليخدموه بشكل غير مباشر، سياسيا وعسكريا، هؤلاء الذين تمكنوا من التسلط على المعارضة النقية، وشوهوا مفاهيمها أمام العالم. فمعظم الأوجه التي قادت الائتلاف، والتي تشكلت منها اللجنة العليا للمباحثات في مؤتمر الرياض، استطاعت بأساليبها أن تبعد عن الشعب السوري معظم الدول الصديقة، وتحيد أمريكا وأوروبا في قراراتها، بعدما كانت في البدايات تشدد على تغيير السلطة، إن لم تكن تطالب بإسقاط النظام. فتصريحات البعض المتخصص في العنصرية والبعض الغارق في الإسلام السياسي الراديكالي السني، المتتالية، وبتخطيط، وضخها إلى الإعلام في اللحظات المناسبة، تحت صيغة ممثلي الشعب السوري وثورته، كانت لإبراز أخلاقيات لا تقل بشاعة عن أخلاقيات ثقافة السلطة والبعث، وتركيزهم على مهاجمة الإثنيات المذهبية والأديان، والقوميات الأخرى غير العربية ضمن سوريا، كانت مساعدة مباشرة للسلطة لبلوغ مآربها. فبها نشروا انطباعا فاجرا عن اللجنة التي تحاور السلطة، وأظهروا نظام بشار الأسد أمام العالم بأنه أفضل من المعارضة، وعليه تعاملت وفد السلطة مع الهيئة العليا للحوار والعالم، ومع ممثل هيئة الأمم، وبينت لهم بأن هذه النوعية من المعارضة ستجرف سوريا إلى عصر الظلمات.
لم يكن اعتباطيا تقصد معظم قيادات الائتلاف والهيئة العليا للحوار في جنيف، إبراز ذاتهم في الإعلام ومن على منابر مشكوكة في اتجاهاتها، بأنهم أفسد من نظام بشار الأسد، وذلك من خلال التصريحات السياسية الهوجاء والأفكار العنصرية والفاشية حول شرائح غير سنية أو عربية من النسيج السوري، وغاياتها العكسية برزت واضحة لأبسط متتبع.
ولا تخفى لمسات السلطة الشمولية، في معظم مطالبهم المقترحة على الدول الكبرى ولجنة هيئة الأمم، كالضجة الإعلامية حول وجود أو عدم وجود بشار الأسد في سوريا القادمة أو الحكومة الانتقالية، ليتغاضى العالم عنه كمجرم حرب، وعادة مجرمي الحرب مطالبون في معظم أرجاء العالم، والمطالبة بعزله اعتراف بتنقية صفحته، من جرائمه بحق الشعب السوري. كما وتبنيهم المطالب الإنسانية، كإيصال المواد الإغاثية إلى المحاصرين من الشعب ضمن المدن والمناطق الساخنة، وقضية السجناء، والتي كان يجب أن تدفع بها إلى الدول الكبرى لتتبناها القوى العالمية والمؤسسات واللجان العاملة ضمن الخدمات الإنسانية، لتكون لها تأثيرا أعمق وأوسع، لكنهم ولغاية، حصروها ضمن بنود تحاورت عليها المعارضة والسلطة، فأصبحت إدراجها ضمن المحادثات مثلها مثل عملية الصراع على السلطة، خرجت من الاهتمام العالمي، والحيز الإنساني إلى حد ما، وتباهت بها الهيئة العليا، تحت غطاء قضية من القضايا الدارجة ضمن الحوارات! ولا يستبعد أن تكون هذه من ضمن مخططات المراكز الأمنية التي كلفت بها رؤساء الهيئة العليا للحوار.
لا يجهل من أين نبعت كل هذه الأوجه المتصدرة للمعارضة السورية، والهيئة العليا للحوارات، وخلفياتهم الثقافية، الذين ساعدوا بأساليبهم الشاذة، سلطة بشار الأسد في تدمير الوطن والشعب، فهل يعقل أن يكون، البعثي أسعد الزعبي، اللواء المدلل لدى بشار الأسد، ورئيس وزرائه البعثي حتى النخاع رياض حجاب، قادة الهيئة العليا للحوار وممثلي المعارضة!
السلطة ومعارضة السلطة للسلطة، يدعون بأنهم يمثلون الشعب، وأي شعب؟ الموتى أم الأحياء، المهجرون أم المحاصرون؟ وفي الحقيقة تمكن النظام، من نقل الصراع إلى المجرى الذي يرغبه الطرفين، أو الحلفين، السني والشيعي، وهو صراع تاريخي لا غالب ومغلوب فيه، بدأ منذ سقيفة بني ساعدة، وتوضحت في معركتي الجمل وذات الرماح، وستستمر تحت مفهوم الجدلية القدرية والجبرية، وبها يحاول البعض من المستبدين إنقاذ سلطاتهم من الانهيار، يطمرون ممثلي الشعب، ويعيقوا ثوراتهم إلى حين، ليقولوا مثلما قالها المجرم بشار الأسد للعالم، بأنه أنتصر! ويتناسوا مثلما تناساها طاغية سوريا، بأنه يقف على جثث نصف مليون سوري، وبينهم الألاف من طائفته العلوية الذين دمرهم مثلما دمر سوريا، ليتبجح وببلاهة، بما قدمه له إيران وروسيا والمنظمات الإرهابية والمعارضة المشوهة من الدعم والمساندة.

د. محمود عباس
الولايات المتحدة الأمريكية
[email protected]
9/6/2016م



#محمود_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصداقية الباحث العربي محمد جمال باروت مثالاً - الجزء السادس
- أردوغان على خطى النازية - 2/2
- أردوغان على خطى النازية - 1/2
- مصداقية الباحث العربي محمد جمال باروت مثالاً - الجزء الخامس
- مصداقية الباحث العربي محمد جمال باروت مثالاً - الجزء الرابع
- مصداقية الباحث العربي محمد جمال باروت مثالاً - الجزء الثالث
- مصداقية الباحث العربي محمد جمال باروت مثالاً - الجزء الثاني
- لعنة جنيف
- من جنايات محمد جمال باروت - الجزء الأول
- الأساليب الحديثة للمراكز الأمنية في محاربة الكرد 2/2
- الأساليب الحديثة للمراكز الأمنية في محاربة الكرد 1/2
- خرافة الدولة الوطنية في الشرق الأوسط 2/2
- خرافة الدولة الوطنية في الشرق الأوسط 1/2
- الكرد دعاة حرب أم سلام؟ 2/2
- الكرد دعاة حرب أم سلام؟ ½
- ماذا فعل المربع الأمني بغربي كردستان - الجزء السابع عشر
- كيف ستحل مشاكل الشرق الأوسط
- حتى أنت يا سلامة كيلة..!؟ 2/2
- حتى أنت يا سلامة كيلة..!؟ 1/2
- ومضات من ماضي نصران (مذكراتي) الجزء الثاني


المزيد.....




- لحظة لقاء أطول وأقصر سيدتين في العالم لأول مرة.. شاهد الفرق ...
- بوتين يحذر من استهداف الدول التي تُستخدم أسلحتها ضد روسيا وي ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل جندي في معارك شمال قطاع غزة
- هيّا نحتفل مع العالم بيوم التلفزيون، كيف تطوّرت -أم الشاشات- ...
- نجاح غير مسبوق في التحول الرقمي.. بومي تُكرّم 5 شركاء مبدعين ...
- أبرز ردود الفعل الدولية على مذكرتي التوقيف بحق نتنياهو وغالا ...
- الفصل الخامس والسبعون - أمين
- السفير الروسي في لندن: روسيا ستقيم رئاسة ترامب من خلال أفعال ...
- رصد صواريخ -حزب الله- تحلق في أجواء نهاريا
- مصر تعلن تمويل سد في الكونغو الديمقراطية وتتفق معها على مبدأ ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود عباس - انتصار بشار الأسد!