أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - وليد يوسف عطو - الالوهة تحت مجهر النقد والمساءلة















المزيد.....

الالوهة تحت مجهر النقد والمساءلة


وليد يوسف عطو

الحوار المتمدن-العدد: 5188 - 2016 / 6 / 9 - 20:54
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



زحزحة اليقينيات

لماذا خلق الله الكون والانسان؟

اذا خلق الله الانسان على صورته ومثاله وشبهه, فقد اخطا الاله في الاختيار وبانت عيوبه . فالانسان اكثر وحشية من كل الحيوانات.خلق الله للانسان على هذه الصورة يعكس عدم كمال الله ومحدوديته .اذا قلنا ان الله لم يخلق الانسان بصورة قصدية , وانما ظهر الانسان كناتج عرضي لخلق الكون ,ففي هذه الحالة لامعنى للحساب والثواب والعقاب, ولا للجنة والنار.
واذا قلنا ان الله خلق الانسان وتركه لوحده , فهذا الكلام ليس له معنى على الاطلاق.

اذا كان الله مكتفيا بذاته وقد خلق الملائكة , ثم تمرد عليه بعضهم .فهذا يعكس احد احتمالين: اما ان الله غير قادرعلى كل شيء , بما في ذلك الملائكة ,او ان الله اعطى الحرية للملائكة للاختيار .
يترتب على هذا الاحتمال ان الله لايعاقب من يمارس حرية الاختيارالحر. ولا وجود للجنة او للنار.

ان خلق الله للانسان هو نتيجة شعوره ان ذاته لاتكتمل لوحدها . وان الوهيته لايمكن اعلانها , او التحدث عنها بدون خلق كائن بشري شريك وصديق له , ويملك عقلا ووعيا لذاته .ان خلق الانسان نوع من الضرورة لاعلان مجد الالوهة , ولكي تكتمل الالوهة تحتاج الى الانسان.

شهادة الانسان ضرورية لاعلان الوهية ومجد الله .الانسان هو الشريك التكاملي والعضوي للالوهة .لذا يتانسن الاله ويتاله الانسان ويصبح الاثنان في شركة وجودية ووجدانية لاانفكاك فيها اطلاقا . انه الاحتياج الى الاخر المختلف نوعيا. فالملائكة كائنات من نفس جنس الله .

وهنا نصل الى استنتاج مهم وهو انه لاوجود للالوهة المطلقة بتاتا.عندما كان الله مكتفيا بذاته , كان الانسان كلمة غير منطوقة,غير فاعلة , غير مخلوقة, موجودة في ذاكرة وعقل الله , لكنها لم تتحول الى ( لوغوس ).اي لم تتحول الى كلمة قادرة على الخلق.ان الانسان ككينونة وهوية كان موجودا منذ الازل في هوية وذاكرة الله , لكنه ظهر الى الوجود في الزمن الوجودي .

وهكذا يكون الانسان مرتبطا وجوديا بوجود الله . اما قبل خلق الانسان فكان موجودا ككلمة غير فاعلة , كبويضة غير مخصبة.لذا لايمكننا الحديث عن الله بدون الانسان , ولا الحديث عن الانسان بدون الله .
هنا يثار تساؤل مهم : هل الله هو اله الديانات الابراهيمية؟ ام انه العقل الكوني المنبثق من داخل الكون؟وهو عقل كمومي وكموني في نفس الوقت , لكن تجلياته ظاهرة للعيان .ان وجود الانسان في عقل الله وذاكرته يثبت ان الانسان يمتلك عنصرا الهيا يتشارك فيه مع الاله .
كان الانسان في العالم المنطوي في ذاكرة وكينونة الله , فتجلى لاحقا وجوديا في الزمان والمكان . والتجلي يحمل سمات الالوهة . لذا لايمكن ان نفصل بين الانسان والالوهة .

هل خلق الله كونا واحدا , ام عدة اكوان ؟ واذا لم يخلق الاكوان الاخرى , فمعنى ذلك انه اله محدود القدرة والصلاحيات .
هل خلق الله الكون المضاد؟
لماذا خلق الله الكائنات الضارة للانسان ؟
ولماذا خلق العنف والشر في الانسان؟
اعتقد ان الله لم يخلق الانسان, بل خلقه العقل الكوني , الكلي القدرة , والمنبثق من اعماق التركيب دون الذري , من عالم الكم .وهو ساهم في خلق الانسان بصورة بيولوجية طبيعية بدون تعليمات مسبقة وقصدية , بل كضرورة ونوع من الحتمية العلمية بعد ان دخل العقل الكوني في الزمن والتاريخ.

صيرورة وهوية العقل الكوني المركبة والمعقدة لاتكتمل الا بصيرورة وهوية الانسان . لذا يبقى العقل الكوني ناقصا بدون الانسان , ولا يمكن ان يظهرالانسان بدون العقل الكوني.
في زمن الحداثة يكون الانسان شريكا وصديقا لله , ويقوم بدور وكيل الله . لذا لايحتاج الى شيوخ وفقهاء وفتاوى , ويتحول الانسان نفسه الى معبد لله , اي الى كعبة. ويتم الاستعاضة عن الحج بالحج الروحي عموديا الى الله . ويتحول الانسان نفسه الى هيكل لله :
( انتم هيكل الله وروح الله ساكن فيكم ) من رسائل الرسول بولس .ويمكن توفير اموال الحج وصرفها على بناء المدارس والمستشفيات وذوي الاحتياجات الخاصة واليتامى والمرضى والفقراء.

ان وضع فكرة الله تحت سلطة النقد والمساءلة تظهر لنا انه لاوجود لديانة واحدة صحيحة , ولا لفرقة ناجية واحدة , ولا لمذهب صحيح واحد , ولا لتفسير واحد .مثلما تتنوع الطبيعة في وحدة كلانية واحدة ,كذلك تتنوع المدارس والنظريات في فهم الالوهة من عدمها , وفي فهم الاسلام والقران وباقي الديانات.

الايمان هي علاقة خاصة بين الخالق والمخلوق , بين الذات والموضوع ,وهو هنا هو الله .وهي علاقة حرة ووجدانية عبر حبل سري يصل الشغاف بالشغاف الاخر , وتتوحد الذوات في ذات كلانية واحدة . ويصبح الانسان هو الله ,والله هو الانسان .
الايمان هو علاقة سرانية بين الله والانسان , وعلاقة مكشوفة المعنى حيث لااسرار بين الانسان وبين الله في عصر الحداثة .

تجلي الالوهة من خلال التعدد يدعونا الى الاعتراف بكل الديانات وشرعيتها , بما فيها الديانات المسماة بالوثنية,باعتبارها تجليات ظاهرة للاله الواحد الاحد . ويصبح الانسان القيمة الاسمى والاعلى والاغلى . لذا لايجوز قتله والاعتداء عليه ولا الاعتداء على كرامته .

ان الاعتداء على انسان يمثل اعتداءا على الله وعلى كرامة الله ..
وجود انسان جائع يعني اننا نجعل الله يبكي ..
قتل الانسان يعني قتلنا للذات الالهية ..
ان مايجمع الانسان بالله هي علاقة العاشق بمعشوقته حيث يذوبان في وحدة كلانية في وحدة الوجود ..
علاقة تقوم على الحب اللامشروط واللامحدود :
(لانه هكذا احب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لايهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الابدية) (انجيل يوحنا ).
لااتحدث هنا عن العقيدة المسيحية وعن ابن الله الوحيد, بل عن البذل والعطاء حد التضحية بالنفس من اجل خلاص البشرية.

ان نظرية المصفوفات تعطينا القدرة على قبول عدد غير محدود من الاحتمالات في فهم الالوهة وفي معرفة الله , ووجوده وعلاقته بالانسان , وبحرية الانسان في الاعتراف في الله او في انكار وجوده وفي حريته الدينية او الالحادية او اللادينية.

ان العقل المفتوح على كل الممكنات التاريخية والقدرة على التجريد والفلسفة لايمكنه ان يقبل باقصاء الاخرين المختلفين عنه او تهميشهم . ان العقل المفتوح والافقي هو نتاج العصر الرقمي والثورة المعلوماتية والعقلانية التواصلية.

انه تفكير حر وغير مقيد بالنصوص (المقدسة ), وبالايديولوجيا ..
الله محبة ..
الله حرية..
محبتي لله تظهر في محبتي للبشرية ..
ان تحب الله يعني ان تحب الاخرين وجميع الكائنات والطبيعة ..
عدم محبتك للغناء وللموسيقى تعني عدم محبتك لله ..
اطعام طفل جائع وفقير ويتيم ..
افضل مليون مرة من بناء مسجد .

تنويه : لكي لاتسحق كرامة الله مع كرامتي ..

تضامنوا معي في محنتي على الرابط التالي : http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=516779



#وليد_يوسف_عطو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مراسيم الحج قبل الاسلام ورموزها الجنسية
- الجنس : ذلك الثقب الاسود العملاق - ج 2
- الجنس : ذلك الثقب الاسود العملاق
- الجنس في القران : انزياح المفاهيم وانقلاب معانيها
- بين الحداثة وقيم المجتمعات القديمة
- انتهاك حقوق المواطنة والانسان :جزء من سيرتي الذاتية
- مكة بين التاريخ الاسطوري وحقائق التاريخ
- الفتنة تجدد نفسها
- الموسيقى في بلاد الرافدين ومصر
- بيئة مكة والمدينة والمطر
- بدايات المسيحية في فلسطين وخارجها
- تصنيع اسطورة عبدالله بن العباس
- صراع الاجيال والطبقة الوسطى المدينية
- التوظيف الايديولوجي للحديث النبوي - ج 3 والاخير
- يسوع من الناموس الى درب الصليب
- التوظيف الايديولوجي للحديث النبوي - ج 2
- طائفة قمران : قراءة اضافية
- النسخة البولسية من المسيحية
- التوظيف الايديولوجي للحديث النبوي - ج1
- ظهور الاكليروس في الكنيسة المسيحية


المزيد.....




- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - وليد يوسف عطو - الالوهة تحت مجهر النقد والمساءلة