|
الروائي الكويتي سعود السنعوسي محلقا ب: -ساق البامبو-
عصام بن الشيخ
كاتب وباحث سياسي. ناشط حقوقي حر
(Issam Bencheikh)
الحوار المتمدن-العدد: 5187 - 2016 / 6 / 8 - 09:56
المحور:
الادب والفن
الروائي الكويتي سعود السنعوسي محلقا بـ: "ساق البامبو" معاناة الخليجيين وآلامهم تطرح من دون خجل.. الناقد: د/ عصام بن الشيخ - (الجزائر) - 08/06/2016 ****************************************
"أنا إنسان، بين وبين، أدورني ما بين إسمين، جيتك أدور عن حضن، شايل على أكتافي شجن" من تتر مقدمة مسلسل "ساق البامبو"
بثلاث روايات جميلة، عرف مجتمع القرّاء العرب، روائيا كويتيا شابا، كان يتبارى سنة 2008 على نيل جائزة أحسن قصة في مسابقة مجلة العربي الكويتية المتعاونة مع إذاعة االبي بي سي (اكسترا) آنذاك، فنال السنعوسي الجائزة الرمزية، عن قصته الجميلة بعنوان: "البونساي والرجل العجوز"، والتي بثّ نصها على أثير البي بي سي، ونشرت في مجلة العربي، ودافع عنها الكاتب والناقد الروائي إسماعيل لؤي إسماعيل، الذي ناقش أسلوب السنعوسي وفكرته، وما تحمله من دلالات التجديد والطرافة والخيال والتصوير والتبادية والرمزية، ودافع لؤي إسماعيل عن الأسلوب المباشر لنصّ السنعوسي، قائلا أنّه يستخدم وصفا مباشرا لمنحى نصيّ قد يكون شاعريّا أو تعبيريّا أو فانتازيّا..، حيث أنّ نصّ السنعوسي كغيره من نصوص الكتاب الشباب في عصر ما بعد الحداثة، أضحت تدمج بين كل ما هو قديم وجديد، في أفكار جديدة مبهرة، قد تستخدم آخر ما تقدّمه التكنولوجيا أو الواقع الحداثيّ المعيش، في سبيل الدفاع عن "جوهر الشاعرية" وما تعانيه من رفض، فيكفي أن نقول عن السنعوسي أنه بدأ موظفا في شركة للأغذية، وأنّ وزارة الثقافة تستثنيه في تمثيلها إلى حدّ الساعة ضمن وفودها الثقافية الدولية، لندرك معاناة هذا الروائي الشاب، الذي حصل على جائزة البوكر سنة 2013، فطرحه لقضية "عيسى" الفيلبيني، لا تختلف عن قصته، كروائيّ متمرّد، لا يطلب غير التموقع كروائي عربي ينقل مشاعره وتصوراته للقارئ العربيّ والخليجيّ خصوصا، وهو الذي سبقت ترجمة روايته "ساق البامبو" إلى العديد من اللغات العالمية، القارئ العربي والخليجي الذي لا يزال يجهله، أو يتجاهله؟؟. استضافه الشاعر اللبناني زاهي وهبي في بيت القصيد بتاريخ 09/08/2014، وتركي الدخيل في برنامج إضاءات أيضا، وتلقى الشاب هجومات كثيرة، فكانت صراحته كزلات اللسان، التي كشفت عن خلفيته البسيطة، وغيرت الصورة النمطية التي نمتلكها عن سكان الخليج من الرفاه والثراء الفاحش والأميّة.. وغيرها من الكليشيهات الخاطئة، لا يخجل من أن يقول أنّ روايات جدّته هي منبع خياله وتصوراته وشاعريته، تنقّل برواياته بين المعارض الدولية، وكان يستجدي فرصة نقدية لعمله "ساق البامبو"، لكن بعد فوزه بالبوكر سنة 2013، أضحى الجميع يتمنى اللقاء به والتعرف على أفكاره، والإطلاع على مشاريع المستقبلية. أكتب عنه اليوم لسبب شخصي، أنني سنة 2008 قدمت في نفس العدد الذي فاز فيه السنعوسي بجائزة (100 دولار الرمزية) لأحسن قصة قصيرة، الروائي الجزائري الرائع ياسمينة خضره للقرّاء العرب..، وكان السنعوسي قد زار المعرض الدولي للكتاب بالجزائر سنة 2009 وكنت قاب قوسين أو أدنى من اللقاء به، فكان اللقاء عبر فضائية الجزائرية التي نقلت لنا لقاء معه رفع الآن على مكتبة يوتوب. وكم هو جميل أن ترافق رحلة انتقال شخص مغمور موظف درس التجارة في تخصص البنوك بالجامعة، من خانة التهميش إلى رحاب الشهرة. شخص قال عن نفسه في البداية، متسائلا وبكل صراحة: (منو اللي يقرالك يا سعود؟)، إلى مرحلة تصوير روايته في عمل درامي جميل، وتتسابق التلفزيونات العربية على تصوير لقاءات تلفزيونية معه؟؟.
تصوير ساق البامبو كعمل درامي تلفزيوني.. الدلالات والمعاني: ظهرت رواية "سجين المرايا" سنة 2010، تعرض السنعوسي لنقد أفاده كثيرا في "ساق البامبو"، كتب السنعوسي "سجين المرايا" سنة 2007، لكنه قال بكل صراحة أنّه أخذ بالنقد الذي رآه مفيدا، لينتقل إلى رحلة فرح ووجع وآلام "ساق البامبو"، هذا العمل الصادم، الذي زاد من قلق السنعوسي، الذي التقى بالقارئ بقوة أكبر. تم تحويل رواية "ساق البامبو" ذات 400 صفحة، إلى عمل درامي تلفزيوني يعرض الآن على قناة الأم بي سي الفضائية، وقد كتب على صفحات القناة أنّ العمل يجسّد رحلة بحث شاب فيليبيني عن عائلته، فيما وجدت شخصيا في هذا العمل بحث السنعوسي عن مكانته في الكويت، وهو الذي قال عن نفسه: أنا أول حفيد، كنت محضيا بحكايات الجدة، وحكاياتي مع الكتاب منذ الصغر (السنافر، طائر البوم الحكيم، الساحرة والسحرة..)، طفل كتوم فقد صديقا، مليء بالألم، أحنّ إلى قراءتي للميثولوجيا والكلاسيك، تطفّلت على الشعر والقصة القصيرة ولم أجد نفسي فيهما، امتلكت دفاتري ومحولاتي.. طرح السنعوسي تساؤلات سبقت نقل روايته إلى عمل درامي، من هو البطل الفيلبيني الذي سيجّسد دور عيسى (هوسيه مندوسا)، كيف سيجدون الشخصيات؟، من سيكون الفيليبوين التسعة الذين سيختارهم المخرج؟، هل سيجد الفلم أو المسلسل تمويلا ومخرجا وممثلين؟...، احتفظ السنعوسي بسرّ "ساق البامبو" الذي قرأ عنه عبر قراءة تاريخ الفيليبين في الاستطلاعات السياحية لمجلة العربي وغيرها، فسافر إلى الغيليبين في ثلاث رحلات متقطعة، أكل فيه السنعوسي نفس طعام البطل، وتنفس معه نفس الهواء، فجاء هوسيه مندويا (عيسى) بالشكل الذي رأيناه.. رغم أنّه "شخصية خيالية".. حصل السنعوسي على جائزة الدولة التقديرية في الكويت، وقال أنه أضحى محظوظا لأنه بدأ يحصل على مكانة لائقة، رغم ما يلقيه هذا التكريم من مسؤوليات جسام عل عاتقه. ولا يزال السنعوسي يقول عن نفسه أنّه تفاجأ بجائزة البوكر التي فاز بها متفوقا على روائيين كان يقرأ لهم منذ الصغر، ولم يكن يحلم بلقائهم قبل الظفر بالبوكر. جسدت الممثلة الكويتية الرائعة سعاد عبد الله شخصية أم راشد، جدة هوسيه، المدافعة عن اسم عائلة الطروفي، عن أصولها وجذورها، ثروتها وممتلكاتها، عن الجنة التي تطرد عيسى وأمه إلى مانيلا في الفيليبين، تحدثت سعاد عبد الله عن التجربة، وهي تجسّد هذا الدور "الخطير"، تحدّ يفرض نفسه، أمام ممثلة مخضرمة، لا تخش التحديات، فهي بطلة هذا العمل بامتياز، لأنّ الغرابة تكمن، في أنّ هوسية نفسه كبطل للرواية، هو شخصية ثانوية في عمل السنعوسي، الذي يريد نقد الواقع الكويتي أكثر من أي شيء آخر، وهنا ينعقد المكمن القصديّ للعمل الروائي والتلفزيونيّ على حدّ سواء. أبدع المخرج محمد القفاص باختيار موسيقى رائعة في مقدمة الحلقة الأولى، ناقلا ما جرى في مانيلا سنة 1985، وسينتقل المخرج أيضا إلى الحرب الكويتية العرقية التي سيموت فيها راشد، فما حال المخرج وقد وضعه السنعوسي في هذا الاختبار الكبير، آلام وجراح وصراعات، تنقل هواجس هوسيه من حال إل حال؟. سنة 2015، أطلق النقاد تحذيراتهم من السنعوسي، إنّه شخص لا يكتب بترف أو بشاعرية، إنّه رجل يعي ما يفعل، ولينبه القراء لصغر سنّه،لقد عايش الرجل الشاب انتقالات الكويت من حرب الخليج إلى معضلة التشدّد والطائفية، لقد طرح النقاد تساؤلاتهم، هل حذّر السنعوسي في روايته "فئران أمي حصة" من ظاهرة تفجير المساجد في الكويت، لقد حدث ذلك بالفعل، عاد الجميع إلى قراءة السنعوسي، روايته الأخيرة، فالتي سبقتها فالأولى، وتسابق الجميع لقراءة السنعوسي وعقد لقاءات صحفية معه، و"حصل سعود على فرصته".. استمع أيها القارئ العربيّ لهذا الروائي الشاب، فأنت لن تجد على شكالته الكثير، موظف، من خلفية اجتماعية متوسطة، ينتقد الواقع الكويتي والخليجي بشجاعة، انتبه أيها القارئ العربيّ لعلّ الجواب الذي تبحث عنه حول الصراع الطائفي الشيعي السنيّ موجود هنا في عمل السنعوسي، انتبه أيها القارىء العربي، لشخص يريد أن يبوح بشيء ما، لك. اقرأ واستمع لروائيّ لا يهمه رأي النقاد، لأنه لن يعيش مرتين.
#عصام_بن_الشيخ (هاشتاغ)
Issam_Bencheikh#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أداء المعارضة الجزائرية في ضوء -مبادرة الإجماع الوطني-... ضب
...
المزيد.....
-
تيك توك تعقد ورشة عمل في العراق لتعزيز الوعي الرقمي والثقافة
...
-
تونس: أيام قرطاج المسرحية تفتتح دورتها الـ25 تحت شعار -المسر
...
-
سوريا.. رحيل المطرب عصمت رشيد عن عمر ناهز 76 عاما
-
-المتبقي- من أهم وأبرز الأفلام السينمائية التي تناولت القضية
...
-
أموريم -الشاعر- وقدرته على التواصل مع لاعبي مانشستر يونايتد
...
-
الكتب عنوان معركة جديدة بين شركات الذكاء الاصطناعي والناشرين
...
-
-لي يدان لأكتب-.. باكورة مشروع -غزة تكتب- بأقلام غزية
-
انطلاق النسخة السابعة من معرض الكتاب الفني
-
مهرجان الأفلام الوثائقية لـRT -زمن أبطالنا- ينطلق في صربيا ب
...
-
فوز الشاعر اللبناني شربل داغر بجائزة أبو القاسم الشابي في تو
...
المزيد.....
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
المزيد.....
|