أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طيب تيزيني - من فلسطين إلى سوريا














المزيد.....


من فلسطين إلى سوريا


طيب تيزيني

الحوار المتمدن-العدد: 5187 - 2016 / 6 / 8 - 09:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




سأل فتى عربي أباه: بابا، أنا عمري الآن سبعة عشرة عاماً، ومنذ طفولتي أسمع أننا نحن «العرب جرب»، وأنه مكتوب على جبين كل منا ذلك. وسمعت من معلمي في مادة التاريخ قولاً أحاله إلى شاعر إنجليزي اسمه «كيبلنج»، فيه أن الشرق شرق والغرب غرب ولا يلتقيان.. فهل في هذا وذاك ما عليّ أنا وأصدقائي أن نأخذ به؟

إن ذلك الفتى أثار مسألة تحيل إلى ما أصبح استراتيجية يشتغل عليها معظم مفكري الاستشراق الغربيين، وما قد رسخ في عقول كثير من المثقفين الغربيين، إضافة إلى ما قد رسخ في مرجعيات عربية كثيرة، ثقافية وسياسية وعسكرية وغيرها، أما الفصيل الأكبر في مصداقية ذلك فقد أفصح عن نفسه في سياق الجامعات ومراكز البحوث الغربية، إضافة إلى مجموعات من شعوب الغرب نفسه، وإضافة إلى مجموعات أخرى ليست قليلة من شعوب أوروبا والولايات المتحدة الأميركية وغيرها. أما القشة التي قصمت ظهر البعير، فأفصحت عن نفسها في عودة الاستعمار الغربي إلى معظم البلدان العربية بعد خروجه منها: لقد عاد عبر النظم الأمنية التي راحت تتصدر هذه البلدان بعد حصولها على الاستقلال من المستعمر الغربي إياه، الذي راح يؤسس لتلك النظم جزئياً أو كلياً في الاقتصادات والجيوش الوطنية الجديدة والمؤسسات المجتمعية والثقافية.. ولكن بشكل خاص في الحقول السياسية الحاكمة.


أما ما راح يسيطر على معظم البلدان المستقلة حديثاً، فتمثل في ما قام به الدخلاء السابقون (الاستعماريون)، بتعاون وثيق مع مجموعات من أهل تلك البلدان، وهذا بدوره راح يفصح عن نفسه عبر قانون جديد لضبط تخلف البلدان المعنية، إذ راح يحوله من تخلف تاريخي إلى «تخليف مصنع» من الخارج بأيدي الداخل، ومن ثم نشأت ظروف لتأسيس عالم جديد هو «العالم الثالث»، بمداخله المتمثلة في دعم الانقلابات العسكرية، التي مثلت رحم نظم سياسية أفضت إلى «دول أمنية».

في ذلك كله، كانت فلسطين تئن تحت ضغوط مفتوحة على أيدي مجموعات من الصهاينة يعلنون أن فلسطين حق لليهود! واللافت أن الصهيونية عممت إعلانها ذاك على العالم العربي نفسه، بكثير من الدهاء وعبر خطاب زائف حول «الأحقية التاريخية» و«الجدارة الحضارية».

ولن نقول إن ظفر الصهيونية بمعظم فلسطين جاء بسبب تفريط الفلسطينيين، وإنما نقول إن ذلك حدث نتيجة لتحالف الغرب الاستعماري من أجل الاحتفاظ بها للصهاينة، وله كذلك، بمثابة نافذة مباشرة على العالم العربي، ومن ثم منصة باتجاه الفعل المزدوج بين المنطقتين.

أما الجديد، فيتمثل في الخطر الذي يحمل في قلبه احتمالات تفكيك العالم العربي جراء أزمة الحرب الدائرة في سوريا. ففي هذا البلد، تتبلور إرهاصات لتفجير العالم، والأدهى من ذلك أن الموقف في سوريا حالياً يُفتح للأغراب من كل مكان، وعلى أيدي سوريين فقدوا الذاكرة التاريخية التي تخبرهم بأن سوريا جميعاً عصية على التفكيك والتقزيم أرضاً وشعباً. وهكذا انتقلت الكرة من سوريا إلى اليمن ثم إلى بلدان عربية أخرى.. لكن هذا مناقض للتاريخ العربي برمته، وهو يذكرنا بالحكمة التاريخية الذهبية القائلة: لا يصح إلا الصحيح، وعلى الجميع في الداخل والخارج أن يدركوا خطورة اللحظة المعيشة، فليس عبثاً أن السوريين يعودون إلى ذاكرتهم ليضعوا العالم كله أمام واحد من مقدساتهم.. عودوا إلى الأم الرؤوم، وإن لم تعودوا، فسوف يحدث ما هو أمر وأدهى.



#طيب_تيزيني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدين لله والوطن للجميع
- سوريا وأسئلة اللحظة
- القصور التاريخي
- من الصهيونية إلى المشروع «الفارسي»
- الأزمة السورية والنهاية العصيّة
- أيها المتحاربون.. راعوا الفئات الضعيفة!
- عودة المشروع النهضوي العربي
- سوريا مَنْ الصديق ومَنْ العدو؟
- طريق الاستباحة الشاملة!
- وصل السيلُ الزُّبى!
- المشروع النهضوي.. مواجهة حاسمة!
- المواطَنة السعيدة
- الحقيقة الدينية
- استحقاقات راهنة
- واقع العرب واستحقاقاته
- السوق العولمي والعنف «الداعشي»!
- المحنة السورية والعدالة الدولية
- «داعش» ووحوش العولمة
- سوريا ومسيرة «الإنسان»
- «داعش» وفوكوياما و«الربيع العربي»


المزيد.....




- محادثات أولية للمرحلة الثانية من اتفاق غزة ومبعوث ترامب يتوج ...
- الاحتلال يصعد عدوانه على الضفة ويهجر آلاف العائلات بجنين وطو ...
- الجيش الإسرائيلي يوسع عملياته في الضفة الغربية و-يجبر- عائلا ...
- -ديب سيك- تطبيق صيني يغير معادلة الذكاء الاصطناعي العالمي.. ...
- الأزهر يعلن رفضه القاطع لمخططات تهجير الفلسطينيين
- إقالة 12 مدعيا شاركوا بمحاكمة ترامب
- أميركا تواصل ترحيل مهاجرين إلى غواتيمالا وتتجاوز الأزمة مع ك ...
- سوريا.. ضبط شحنة كبيرة من الحبوب المخدرة على معبر نصيب الحدو ...
- حرصا على كرامتهم.. كولومبيا تخصص طائرات لإعادة مواطنيها المر ...
- مجلس الشيوخ يصوت على تعيين سكوت بيسنت وزيرا للخزانة


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طيب تيزيني - من فلسطين إلى سوريا