أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد الرديني - دور النشل














المزيد.....

دور النشل


محمد الرديني

الحوار المتمدن-العدد: 5187 - 2016 / 6 / 8 - 09:54
المحور: كتابات ساخرة
    


حاولت كثيرا ان اتصل بزميلي المغترب "سلام الشماع" لكي استأذنه في استعارة هذا العنوان الذي اكتشفه هو من خلال اعداده لكتاب عن علي الوردي بعد ان اجرى معه لقاءات مطولة ولكني لم افلح ،ولهذا قررت ان اتوكل على الله و"اسرقه" لكوني اعرفه لايبيت لي نية سوء في هذا.
كان اكتشافي متأخرا جدا للاجابة على سؤال:لماذا ثقافتنا "منحطة" وهابطة ووجدت ان العديد من اصحاب دور النشر "ربما 90% منهم" ليس لهم علاقة بالكتاب ولا حتى ببيع "الخريط" وهي عبارة عن مكعبات صفراء يقطفها فلاحوا الاهوار في جنوب العراق من اشجار صفراء لبيعها في الاسواق الشعبية.
اصحاب هذه الدور ايها السادة يريدون من الكتاب ان يكون مثل خبز باب "الآغا،حار ومكسب ورخيص" وان يكون لكاتب مشهور، اما الذين كتب عليهم ان يجدوا باب الشهرة مسدودا امامهم فعليهم السلام.
تسنى لي وانا في البحرين ان اعقد ندوة لعدد من اصحاب دور النشر لأقدم للقارىء والمثقف بشكل خاص الاجابة على سؤال:لماذا تعترض المعوقات امام نشر الكتاب وخصوصا للشباب ممن لهم ابداعات متميزة في المجالات الادبية والفنية.
ولم اتوقع من بعض المدعوين ان يشتكوني الى رئيس تحرير الجريدة التي كنت اعمل بها بكلمات كان نصها:"هذا المحرر عمل لنا امتحان في كيفية طبع وتوزيع الكتاب".
كانت محاولاتي خلال هذه الندوة ان اشرح للمنتدين كيف يفكر اصحاب دور النشر في بلاد الغرب وكيف يتصرفون مع المنتج الثقافي ذي الصيغة الابداعية.
قلت لهم:ان صاحب دار النشر هناك يقرأ الكتاب اولا او يعرضه على متخصصين واذا تمت الموافقة تبدأ مرحلة التفاوض مع الكاتب في قيمة الكتاب المادية مع خارطة توزيعه.
واذا اقتنع الكاتب بشروط صاحب الدار تبدأ المرحلة الثانية وهي دفع ربع قيمة الكتاب اليه ومباشرة الطبع مع سعي صاحب الدار الى الاعلان عن قرب نشر هذا الكتاب في الاسواق المحلية ومرفق معه نبذة موجزة عنه.
وما ان تنتهي هذه المرحلة ويكون الكتاب قد انجز طباعيا حتى يتم الاعلان عن موعد حفل توقيع الكتاب من قبل المؤلف ويصاحب ذلك اعداد تقارير مفصلة عن الكاتب والكتاب في العديد من الصحف المعتمدة والتي يتولاها صحفيون ذو خبرة في هذا المجال.
ولاتمض شهور قليلة حتى يستلم الكاتب الدفعة الثانية من قيمة الكتاب حينها يكون الكتاب قد نال شهرة ما بفضل القارىء فقط الذي يعرف تماما ماذا يقرأ.
بعد 6 أشهر من هذا التاريخ يستلم الكاتب الدفعة الاخيرة من قيمة الكتاب المقررة في العقد ولاتمض سنة حتى يتصل المسؤول عن النشر بالمؤلف ، ليشجعه على الموافقة على تنفيذ الطبعة الثانية من كتابه "طبعا في حالة ارتفاع نسبة توزيع الكتاب بين القراء وايضا ترجمته الى عدة لغات عالمية حية".
هذه الصورة ستثير الكثير من السخرية لدى اصحاب دور النشر العربية واتذكر صديقا اراد ان يطبع قصصا للفتيان في لبنان فاول ما طلبوا منه السيرة الذاتية ولا انسى ماقاله لي:انهم يشتغلون في مركز شرطة على ما اعتقد.
قد تختلف الصورة في العراق قليلا فرغم ان اسعار الطباعة عالية جدا الا ان "اصحابنا" مستعدون اما للتحايل او ان تدفع التكاليف دون ان تستلم شيئا ويقولون لك ضاحكين:على الله العوض.
في البداية تكون مجبرا على قبول شروط صاحبنا فليس لديك خيار آخر خصوصا وانت تعرف ان نسخ الكتاب المطبوع لاتتجاوز ربع القيمة المالية التي قدمتها لصاحبنا بمعنى انه يقول لك انه سيطبع 1000 نسخة من الكتاب ولكنه لايطبع اكثر من 250 نسخة وهي لاتعادل الا ربع التكلفة التي ذكرها لك.
هل عرفتم الان لماذا ثقافتنا "منحطة".



#محمد_الرديني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاصغاء المعدوم عند الفقير المحروم
- اطلعوا بره مانريدكم
- اسمحوا لي سأكون انانيا هذا اليوم
- الاخ مريض داعشيا
- هل سمعتم بالفواكه المسلحة
- ياحية ام راسين
- يا طاووس ابو راسين
- خواطر -انتفاضية- عن عراق الامس
- مابين معتكف مرعوب وصامت مبحوح حكاية عنوانها وطن منهوب
- بين كربلاء وجورجيا ظلام دامس
- برميل كذب اسمه سعد معن
- لاءات العجايز للشباب
- مقابر جماعية سرية لشهداء الاسبوع الماضي
- السندباد علاوي قارىء صحف محترم
- الفيس بوكيين الجدد
- لماذا تعشقون ايران ايها الامعات
- لن تقودوننا الى الجنون ايها الانذال
- انتشار اغنية -عندي ادلة -على مستوى عالمي
- ميليشيات خونة تستحق الموت العلني
- اوامر صادرة من الميدان القديم


المزيد.....




- الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى ...
- رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد الرديني - دور النشل