احمد ابو ماجن
شاعر وكاتب
(Ahmed Abo Magen)
الحوار المتمدن-العدد: 5186 - 2016 / 6 / 7 - 18:17
المحور:
الادب والفن
في شُرفةِ صَمتي ياأمي
جلسَ الحَظ
يَشكو حَظه
وَأنا مشغولٌ بِالحَيرة
وَأقولُ في نَفسي قولاً
ماذا عنِّي ؟؟
ماذا عن جَسدي المَغلول
بِقيودٍ من دَهرٍ مُفلس
يَستقطبُ كلَّ الأحلام !!
ماذا عن قَلبي المَبلول
بالسِّيلِ النَّازلِ من عَدَمي
في لَحظاتٍ من أوهام !!
إيهما أصدَقُ يا أمي
والكلُّ من حَولي ظلٌ
يَكذبُ أن صَدَقَ المَوجود
ياأمي اتعبني الحَاضر
وأنا متعوبٌ من زمنٍ طالَ صَداه
فَمتى يا أمي اتذوَّق
طعمَ الرَّاحة
طعمَ الدُّنيا
طعمَ العِشقِ وَالقُبلات
فَالعيشُ يَنضحُ بِالموتى
حربٌ شعواءٌ تَترنمُ بِالآهات
تَستغرقُ عُمراً في كَنفي
تَطلبُ منِّي أن أرويها
عطراً تَحملهُ النَّسمات
وَأنا احصي بِالكَدمات
يا أمي بالله عليكِ
لاتبكين
فَدموعكِ حَرى في صَدري
كالسِّكين
تَحرقُني في كلِّ مَساء
وَتُوزعُ أشلائي فَجراً
مابينَ زَوايا الأنحاء
هل يَكفي يا أمي صَبري
أطعمهُ للوطنِ البَاكي كي لا يَبكي
بَدلاً من هذا الإيحاء
هل تَكفي صَرخاتُ النَّاس
وَدَويَ الفَوضى في رَأسي
بَدلا من ذَراتِ الصَّمت
كي تَملأ رَحبَ الأجواء
يا أمي عَلمَني قَدري
أن اسبحَ ضِدَّ التِّيار
أن اقفزَ مِن فَوقِ شُجوني
في قطرةِ أملٍ كاذبةٍ
حتَّى انجو مِما يَحدث
مِما يَفعلهُ الأشرار
يا أمي قَد اُثقلَ صَدري
بِالأسرار
خَلفي اسمعُ صَوتَ حَماسٍ
تَصفيقٌ يَعلو من خَلفي
من خَلفي يَزدحمُ العُالم
فإذا ألتفتُ يا أمي
لا أجدُ أحداً من خَلفي
غيرَ صَداي
وَجروحٍ مَكَّنها منِّي شَرُّ السُّوء
حتَّى ظلي خَانَ سَبيلي
وَدَعَني في يومٍ أسود
أشبهُ بالكهفِ المَوبوء
في الغُربةِ يا أمي نَهدٌ يَتدلى
يَنضحُ أصنافَ الخَيرات
يَرضعُ مِنه كلُّ فَقير
كي لا يَمسسهم يا أمي جوعُ الفَوْت
أما في وطني يَتدلى
مَلكُ المَوت
وَالنَّاسُ أنواعٌ اشبهُ بِالكَرزات
وَهو يُكرزُ فينا طَمَعَاً
كلَّ الوَقت
ماعدنا إلا كَقشورٍ فَوقَ الأرض
يَجمعُنا في كلِّ صَباح
فَرداً فَرداً في تَابوت
#احمد_ابو_ماجن (هاشتاغ)
Ahmed_Abo_Magen#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟