أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - من سلسلة _ جدلية الزمن والمكان في النص الديني ح1














المزيد.....


من سلسلة _ جدلية الزمن والمكان في النص الديني ح1


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 5186 - 2016 / 6 / 7 - 01:45
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


المصطلحات الزمنية والأوصاف المكانية التي تتعلق بتحديد ماهية الوجود علامات فارقة بالنص الديني، فبرغم تعددها وتبيان مقاصدها لكنها جميعا تشترك ببناء مفهوم متكامل لمعنى الزمان والمكان وقيمتهما الدلالية التي يريد النص أن يطرحها بتنوع مقصود، هذا التنوع ليس من باب البلاغة والجمال في البناء اللفظي كما يتصور بعض من تولى مهمة الشرح والتفسير، ولكن من المؤكد إن تباينات الصور دلائل في تباينات المعاني البعيدة المؤسسة لفهم يتراوح بين التحديد وبين التعديد.
هناك نصوص تشرح معنى الزمن منسوبا للحركة وهناك نصوص تتناوله بمعنى الترقيم أو التعديد وكلا حسب موقع المصطلح في سياق البناء القصدي واللفظي له، مثال يبين لنا نسبية مفهوم الزمن بالنسبة للوعي وما يعني فيه النص من ترابط بينهما على أنهما متلازمان ينعدم ألزمن بعدمية الوعي وعدمية الوعي خارج الزمن، النص صادم لمن لم يقرأه سابقا بفكرته الأصلية وليس بما هو متيسر وشائع {هل اتى على الانسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا}، النص ورد بصيغة الإخبار عن ماهية تبين له أن الدهر الذي هو واحد من التقسيمات الزمنية مرتبط بشيئية الكائن الواعي، وأشترط من خلال جملة قصيرة أن الشيئية شرط للزمنية وبشرط أن تكون هذه الشيئية مذكورة أي معلومة، والمعلومة حتى تكتمل كصفة لا بد لها من وعي بالعلم بها.
النص يضعنا أمام مجموعة من القضايا فكرية تحتاج لمزيد من التفكيك وإعادة فهم النص وبناء الفكرة الأخيرة منه، فهو مثلا يشير لمقارنة بين حالتين للزمن وحالتين للوعي وحالتين لإدراك الوعي بالزمن وكما يلي:
• الإنسان هو المصدر الوحيد لمعرفة حدود وشكل وماهية الزمن، فلولا هذا الوعي المرتبط بالنظام العقلي المتوافر في وجوده، لم يدرك كائن أخر معنى الزمن أو على الأقل بالشكل المؤشر إنسانيا.
• هنا يكون مفهوم الزمن كقيمة محسوسة ومرسومة ومعدودة من خلق البشر، بمعنى أنه واحدة من أفضل أبتكارات العقل الإنساني وهو الذي صرح به وعمل على دراسته وأرتبط به.
• نتيجة لهذه الفكرة نحن أمام زمنين مختلفين وإن كانا يرتبطان بقانون واحد وهما زمن الوعي وزمن ما قبل الوعي، أي أن الإنسان أدرك الزمن الأول الذي هو زمن الوعي ونسب قوانين هذا الزمن وكل قياساته للزمن الثاني.
• ما لا يستطيع الإنسان أن يثبته هو وحدة الزمن بين الأول والثاني، فإن كانت قوانين الزمن وحساباته وقياساته في فترة الوعي قد تطورت ونضجت نتيجة تراكم التجربة والمعرفة به، فهو قريبا من حقيقته أو أكثر واقعية من خلال المعايشة، ولكن مما لا شك فيه أنه يبقى أفتراضيا بالنسبة للزمن ما قبل وللزمن ما بعد الوعي، وهنا نكتشف أن الزمن ثلاثي المراحل حسب قيمة ودرجة إدراك الوعي الإنساني به، فلا غرابة عندما نجد نصا دينيا أخر يثبت النسبية فيه من خلال عنصر الوعي فقط، فهو يقايس بالمقارنة الوحدة الزمنية حسب محدد الوعي فيقول (مما تعدون) { يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه في يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون }.
• تبني النص فكرة النسبية المطلقة تخرج النص الديني من دائرة الفهم الديني المتوارث نتيجة القراءة الأعتباطية وتعيد له الأعتبار العلمي الذي يجب أن يكون، هذا يرتبط كقانون بالوجود والوجود مرتبط أيضا بالوعي من خلال مفردة (مذكورا) وهنا ننتقل من إشكالية فهم الإنسان للزمن كمدخل إلى إشكالية أخرى هي الوعي بالوجود.
• النقطة السابقة تقودنا إلى قضية أخرى أعمق تتعلق بمعرفة ماهية الوجود وشكليته وقوانينه وما يمكن أن نرسمه كطريق له من خلال وعينا الذاتي بوجودنا نحن، وهنا نسجل مرة أخرى أكتشاف ثلاثية جديدة تماما تشبه ثلاثية الزمن، وجود ما قبل الوعي ووجود الوعي ووجود ما بعد الوعي، من هنا فليس غريبا أن نجد أفتراق حقيقي في ماهيات للوجود تختلف بحسب قوانينها وإدراكاتها طالما أننا نستعمل معيار واحد في قضايا مختلفة، العجب أن يصر البعض أن يقيس ما هو محسوس ومعلوم على كل مجهول وغائب بأفتراض أن المقياس والمعيارية صالحة لأنه مؤمن بها أنها صالحة مع أختلاف الأحوال وغياب المشترك بينها.
• تأسيسا على ما تقدم نجد أن النص الديني يعود لتأكيد هذه النظرية في أكثر من مكان ولأكثر من مناسبة، مستخدما نفس مقياس الزمن بأعتباره مادة المقارنة {كل يوم هو شأن} ونحن نعرف حسب قواعد القياس الزمني أن اليوم واحد من ثلاثة منصرف وسنصرف وقادم، أي أن الله في حالاته يعتمد نفس المفهوم الذي توصل له الإنسان، فهو في الماضي بشأن وفي الحاضر غيره وفي المستقبل القادم شأن أخر، وحيث أن النص القصير هذا خال من تحديد علاقة الإنسان به لكنه يخبره أن هذا الأختلاف مرهون بالوعي المتوافر لديه، في الماضي حيث لا وعي كان في شأن وما يعيه الآن يرسم لله شأن أو ماهية وفقا لما يدرك ويحس ويتفهم، أما الوعي الأخر فمرتبط بظرفه وحدود وشكلية وكيفية الوعي به، لذا فالله ليس هو المتغير بل الشأن الذي هو مفهوم الوعي به هو المتغير النسبي.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لست ملحدا ... ولكنني رجل به جنون _ تمهيد لكتابي لست ملحدا 20 ...
- الدين وقضية المرأة والفهم المؤجل ح2
- الدين وقضية المرأة والفهم المؤجل
- الواجب والحكم الديني الأمر وقضية الإنسان أولا. ح2
- الواجب والحكم الديني الأمر وقضية الإنسان أولا.
- صورة الإنسان المزدوجة.... في الفهم الديني
- وأعبد ربك حتى يأتيك اليقين ح2
- وأعبد ربك حتى يأتيك اليقين ح1
- قضية رأي في التفكر والجنون ح2
- قضية رأي في التفكر والجنون
- فكرة الدين والوجود تناقض أو صورة ناقصة؟.
- تنبؤات مجنونة من طفولة عاقلة
- الفكرة المهدوية وغياب رؤية النهاية
- الإرهاب بطريق الوهم
- مكابدات الحزن والفرح في وطن حزين
- آينشتاين النبي ..... مفهوم العقل في العقل
- العمل السياسي في العراق بين المهنية والتلقائية
- العشوائيات السكانية .... القنبلة التي تهدد الأمن الأجتماعي
- القبانجي الليبرالي بزي السلفيين
- العقل في دائرة الروح


المزيد.....




- ويتكوف: وفد أمريكي سيتوجه إلى السعودية لإجراء محادثات مع وفد ...
- إيطاليا.. الجليد والنار يلتقيان في مشهد نادر لثوران بركان إت ...
- كيف يبدو مستقبل اتفاق وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل؟
- روبيو ونتنياهو يحملان إيران عدم الاستقرار في المنطقة، ويؤكدا ...
- فيديو: مناوشات مع مؤيدين لإسرائيل أثناء مظاهرة مؤيدة لفلسطين ...
- رئيس دولة الإمارات يستقبل النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ال ...
- سوريا.. هجوم على دورية تابعة لوزارة الداخلية في اللاذقية يسف ...
- سيناتور أمريكي يوجه اتهاما خطيرا لـ USAID بتمويل -داعش- والق ...
- السعودية.. القبض على 3 وافدات لممارستهن الدعارة بأحد فنادق ا ...
- الخارجية الروسية تعلق على كلمات كالاس حول ضحايا النزاع الأوك ...


المزيد.....

- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - من سلسلة _ جدلية الزمن والمكان في النص الديني ح1