أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - طارق الخولي - أبو أنس














المزيد.....

أبو أنس


طارق الخولي

الحوار المتمدن-العدد: 5185 - 2016 / 6 / 6 - 16:37
المحور: كتابات ساخرة
    


أبوأنس في قرابة الاربعين من العمر، لحيته كثة ملبدة الشعر. ومسبحتة ذات التسع وتسعون خرزة لم تفارقه. وهو في سن العشرين، نظر في المرآة ذات مرةعندما زغبت لحيته، فأعجبته. فقرر أن ينضم إلي الجماعة التي تطلق علي نفسها أسم الجماعة السلفية.
وأبو أنس يهوي منذ صغره صيانة المواتير. فقرر أن يستأجر محل صغير، وقرر أيضاً ألا يجلس فيه. وأن يجلس في الشارع. فاتخذ لنفسه مكاناً أمام المحل ووضع كرسي خشبي ومكتب صغير. لا شك أنه يهوي صيانة كل شئ، حتي النساء. تبرق عيناه ويترهل فمه عند رؤية أي إمرأة. رغم أنه يراها علي هامش الحياة. ويري أنها مخلوق حقير.إلا أن لديه جهاز سونارفي عقله، لاي إمرأة مارة أو قاصدة المحل. لابد أن تمر عليه رغماً عنها.
إضطررت إلي الذهاب لابوا أنس لاصلاح موتوربه عطب، فأنا لا أحب ذلك الصنف من الناس ذو الوجهين، المتواري خلف لحيته.
”السلام عليكم شيخنا” رد بغير إهتمام وهو يحدق في شئ كان يمسكه في يده بينما كانت المسبحة الطويلة مستقرة بجانبه..”وعليكم السلام”.هذا الابوا أنس يبدوا أنه يحب الاتقان في العمل، أنا مطمئن الان علي بضاعتي.
دخلت سيدة منتقبة، مكتحلة العينان، كأنها قضت الليل ترسم وتزين عيناها. قالت”السلام عليكم” فانسل الباشمهندس أبو أنس من كرسيه واقفاً. وترك ما كان بيده. لا أعرف لماذا قمت بحك رأسي. ورد السلام كاملا يبدوا أن المرأة الآن ستدخل جهاز الاشعة التليفزيونية الخاص بعمنا أبوأنس.
كان مع السيدة موتور صغير، فأخذ يحدثها برقة وإهتمام بالغ، ثم سألها”ممكن الاسم لاكتبه علي الموتور؟ ردت وكأنها تصطنع صوت ليس صوتها وهي تجاهد نفسها لاخرج الصوت رقيق وأنثوي لابعد درجة. ”أميرة”. ها، أمير؟ أكدت له ”أميرة” إسمي أميرة.. ثم كاد أن يسالها عن رقم الهاتف. لكن الوقار منعه. وألح
علي سؤال. لماذا لم يسالني عن الاسم كما سأل أميرة.. يبدوا أنني مشهور. أخيراً توصلت لاجابة مقنعة. أنا فذ حقاً.
وفي نفس اللحظة مرت فتاة بلباسها المختلط. الازرق مع الابيض، يبدوا أنها كانت عائدة من المدرسة. وإحتار أبو أنس بين أميرة التي لازالت واقفة تتلمظ وبين الفتاة المارة من أمامه. كيف يعمل السونار لاثنين في نفس اللحظة. هذا ما كان يسعي له الابوا أنس..
وإبتسامة عريضة للسيدة أميرة قبل إنصرافها. ولما إستدارت المرأة، حوّل نظره من الاعلي إلي الوسط.. لابد أنه كان يأخذ مقاس الموتور.. أشعر أنه كان ينفطر قلبه لانصرافها. وهمّ للانصراف ورائها هو الاخر. لكن ثمة فتاة أخري مرت أمامه فعدل عن فكرته.
ها يا أستاذ موتورك فيه ايه؟هكذا سالني بجفاء وجدية..
وبعد محاورة، أخذ يبدل أشياء ويضيف أشياء.”لالاهذا الموتور لاينفع،إنه خرب تماماً” . كم تريد أجراً؟. ”مائة جنيه”
صرخت في حدة ”أنت شيخ أنت؟” أنت منافق تضحك علي الناس وتخدعهم.
انتصب واقفاً ومسك المسبحة ولوح بها في الهواء غاضباً. وهمهم بكلمات لاذعة. بينما مرت فتاة ألهته عن سبي.
ومر بعدها صاحب المطعم حاملاً طبق من طعام. فقال له ”هات لي الغداء يا صبحي”
وعقد حاجبيه تغيرت تقاسيمه. ”ساقطعك.. ساقطعك..إياك ان تريني وجهك يابن ال.....”
ثم أمسك بالمسبحة وأخذ يتمتم في وقار..



#طارق_الخولي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زخات خواطر
- الحب والشعور(5)
- نساء من مجرة( درب الدبانة)
- مهاجر إلي فناء
- الحب والشعور(4)
- الحب والشعور
- الحب والعاطفة
- عنتر والريح
- دقات منتصف الليل2
- دقات منتصف الليل
- ليلة شتاء
- حقيقة اعظم دول العالم
- الصعلوك 2
- عقليه الشاعر
- الصعلوك
- دوله من ورق...
- بقايا رجل


المزيد.....




- -هواة الطوابع- الروسي يعرض في مهرجان القاهرة السينمائي
- عن فلسفة النبوغ الشعري وأسباب التردي.. كيف نعرف أصناف الشعرا ...
- -أجواء كانت مشحونة بالحيوية-.. صعود وهبوط السينما في المغرب ...
- الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى ...
- رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - طارق الخولي - أبو أنس