أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد الحاج ابراهيم - آليات العمل السياسي














المزيد.....


آليات العمل السياسي


محمد الحاج ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 1395 - 2005 / 12 / 10 - 12:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


المعرفة التجريبية التي كان مصدرها أوروبا المُنسجمة قُمّة وقاعدة(رسميا وشعبيا) نتيجة التحولات التراكمية التاريخية نظريا وعمليا وميدانيا بمافيه عقلنة الدين الذي كان فاعلا في حياة الأوروبيين، هذه المعرفة تم نقلها عبر رواد النهضة العربية في أوائل القرن الماضي، والتي امتازت بانفصالها عن الواقع منذ لحظات وصولها الأولى، وحددت بذلك مُثقفا فوقيا أفقد السيا سة العربية آليات عملها بحكم غياب العقل والتجربة عن لغة الواقع، فتأسست منظماته السياسية على أسس النخبة غير الفاعلة في التجربة الضرورية للانتقال الميداني، الذي يُعلّم التجريب فيُصبح ثقافة ووعيا يفرض تغييرا حتى في السلوك الحياتي اليومي للمواطن، بدءا من الحرص على النظافة، إلى التصنيع الحربي الاستراتيجي، والتنمية الاقتصادية والاجتماعية العلمية المتطورة، والقابلة للتطور تلقائيا بحكم التغيُّر في بنية الذهن العام، وذلك عندما تقوم على الضرورة.
بالنسبة لواقعنا المُعاش اليوم والذي لازال غارق في التنظير وهذه سمة مُعظم المهتمين بالشأن العام،التي جعلتهم عاجزين عن الإجابة على سؤال مالعمل؟هذا السؤال المصيبة الذي يُربك نشطاء السياسة والثقافة، والأعظم حين تسمع مواطنا يقول:مللنا من السوالف، نُريد عملا، لم يعد يفيدنا المنشور والجريدة والمقالات والخطابات، وهذا كله من مواصفات النشاط للحاكم والمحكوم في السلطة والمعارضة، أي خُلوّها من ثقافة المؤسسات الميدانية وليس الإدارية، إذ أن الكل يُريد أن يعمل ويُنقذ وطنه إنقاذا مشروطا بكونه هو الراعي لهذا الانقاذ، لكن لايعرف من أين يبدأ وكيف يبدأ!.أي أن حسن النية موجود لكن إمكانية ترجمتها غير متوفر لفقدان ثقافة آلية العمل.
يُمكن أن تنشأ جمعية ما ويتم تحديد أعضاء التأسيس لها، لكن الأهم من هذا كله معرفة ماالذي ستفعله هذه الجمعية بعد التأسيس، وكيف يتم تنظيم ذلك بمشاركة الأعضاء؟ دون مؤامرة مُتشكّلة من خلفية سياسية أو نفسية إن لم يكن للعضو دور رئيسي يُخاطبه الناس من خلاله بالأستاذ فلان أو المعلم أو..أو..الخ.
المصيبة أننا أدمنا اعتمار القبعات الكبيرة، وحمل اليافطات العريضة، والعمل بالقضايا الكبيرة نظريا، لكننا لم نحاول العمل بالمسائل الصغيرة التي تُعلّمنا كيف نعمل،لقد سعينا للعمل على تحقيق الوحدة العربية وهذا أهم شعار طرحه تاريخنا، يعني ساستنا ومُثقفينا وأساتذتنا فتعلمنا في مدارسنا الهتافات من أجل كذا وكذا، ولم نتجاوز شكل الهتافات هذه،فلم نخطو خطوة عملية واحدة لتحقيق ذلك على أرض الواقع، والسبب يعود لطريقة التعلّم التي لقنها لنا مُدرسينا في المدرسة، فربّونا على طريقة رواد النهضة العربية (المشيخات،المواعظ)،وبالتالي صار كل من نوى أن يكون مُثقفا عليه أن يترفع عن الناس ويتحدث كمالك للحقيقة المُطلقة والمعرفة الكلية، وأصبح يستخدم الإيماء بإصبعه مؤكدا ال(لا) أو(النعم)، وصارت الإشكالية شخصية بحتة، أي بحثا عن الذات أو عرضا لها، وهذا كان عنصر التأسيس بالبعد عن الشغل.
السلوك (الأداء) مُنعكس طبيعي للذهن(المشروع)،الأداء(آلية العمل على الأرض) يرتبط بالمشروع ارتباطا صميميا، وبقدر مايكون هذا المشروع صحيحا ومُعافى بقدر مايكون التفعيل ناجحا، ولايمكن للمشروع الوطني أن يكون صحيحا إلاّ بأهله، والوطنية لا يتم حصرها تاريخيا بجماعة ما، بل أن الساحة مَفْرَخَةٌ للوطنيين في كل بقاعها،أما مايتعلق بالحضور الميداني لايتم عبر المُتغربين عن الواقع، بل عبر المُندمجين والعارفين به، والعقل المشيخي الوعظي لايستطيع الخروج عن حالته، أي أنه لايعرف كيفية الحضور عمليا، وبالتالي يعجز عن التفعيل، بل يبقى مُنفعلا بالطروحات غير المستوعَبَة، وبالنتيجة يكون قاصراً عن إنتاج أي عمل.
للعمل السياسي آليات تتكون بنتيجة التجربة العامة التي تبدأ بالمسائل الصغيرة، دون قفز نوعي يترك تحته فراغا يُسقط هذه التجربة بشكل مُفاجىء،وبهذه البداية يمكن للعقل العربي أن يستلم أول الطريق إلى العمل، فتتكون الآليات التي تبدأ بالتغيير زمانا ومكانا دون أمراض ونوازع مرضية تُعطّله.



#محمد_الحاج_ابراهيم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إنه الحوار المتمدن
- الانتماء الوطني بين الشعورية والعقلانية
- الحقيقة في الجدولة الفكرية العربية
- بصراحة- حول إعلان دمشق
- ضبابية المفاهيم – المستقبل الخطر
- الطائفية والديمقراطية وجها لوجه
- تحية تقدير للمعارضة السورية
- دور الحزب السياسي
- الديمقراطية والاصلاح السياسي في العالم العربي
- الجدل الثقافي الشبابي
- ثقافة الخوف في المجتمع الاسرائيلي
- من لورانس إلى ميليتس
- قصيدتي لحبيبة ضيعتها
- الورشة السورية لرد العدوان
- الأصولية - تحديات الحريه
- هدى لم تكن ضحية جريمة الشرف
- المنظمات الحقوقية بين الدفاع والرصد
- أزمة الخطاب المعارض للاستبداد
- بين التحقيقات اللبنانية والانتخابات المصرية
- إشكالية الذات في الوعي الثقافي العربي


المزيد.....




- بيان من مجلس سوريا الديمقراطية بعد الإعلان الدستوري
- لأول مرة.. السعودية تتفوق على مصر وإسرائيل في المقاتلات العس ...
- اجتماع بين إيران وروسيا والصين في بكين لمناقشة البرنامج النو ...
- بي بي سي تدخل قاعدة حميميم في سوريا التي تؤوي عائلات علوية ...
- متى يعتبر نقص الحديد في الجسم مشكلة؟ وما أفضل طرق العلاج؟
- الصين وروسيا تدعمان إيران مع ضغط ترامب لإجراء محادثات نووية ...
- البرتغال تشكك في شرائها مقاتلات -إف-35- خشية من موقف ترامب
- اكتشاف ينهي جدلا علميا واسعا حول المومياء المصرية -الحامل-
- أوربان يعارض القرض المشترك للاتحاد الأوروبي لدعم أوكرانيا وي ...
- لوكاشينكو: منظومة صواريخ -أوريشنيك- الروسية ستدخل في الخدمة ...


المزيد.....

- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد الحاج ابراهيم - آليات العمل السياسي