أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - قضايا ملتهبة تستوجب الحل لتأمين الوحدة الوطنية














المزيد.....


قضايا ملتهبة تستوجب الحل لتأمين الوحدة الوطنية


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 5185 - 2016 / 6 / 6 - 01:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




أولاً: الحرب ضد الدواعش ومن معهم
إن القوات المسلحة العراقية بكل صنوفها، وقوات الپيشمرگة كجزء منها، والمتطوعين النشامى، تخوض مجتمعة كفاحاً مسلحاً عنيداً ومظفراً ضد أعداء الشعب والوطن، حرباً ضد الدواعش المتوحشين القتلة، ضد عصابات الغدر والجريمة، ضد الذين مارسوا جرائم الإبادة الجماعية ضد الإيزيديين والمسيحيين والشبك والتركمان ومسلمين عرب بمحافظة نينوى، وكذلك بالأنبار وصلاح الدين وغيرهما، والذين مارسوا جرائم محو الذاكرة الحضارية للعراق الحبيب بتهديم ما تركه الأسلاف من معالم حضارية رائعة تعتبر كنزاً ثميناً للبشرية كلها. وسير المعارك الجارية يشير إلى قدرة هذه القوات المشتركة على سحق هذه العصابات وطرد بقاياها من أرض العراق التي دنستها، سواء قصر الوقت أم امتد قليلاً إلى حين تحرير الفلوجة والموصل الحدباء من هؤلاء الصعاليك الأوباش. إن الانتصارات على جبهات القتال لا تتم إلا بتقديم الكثير من الضحايا العزيزة على كل إنسان شريف بالعراق، الكثير من الشهداء والجرحى والمعوقين، والكثير من دموع الأمهات الثكالى والأخوات والأبناء والبنات، والكثير من الدمار والخراب. إنها ضريبة التحرر والانعتاق، ضريبة الحياة الحرة.
إلا إن الحفاظ على هذه الانتصارات والخلاص من آخر تكفيري ومجرم أثيم يتطلب تحقيق ثلاث مسائل لا خيار لنا فيها:
** تحقيق الوحدة الوطنية للشعب العراقي بكل قومياته وأتباع دياناته ومذاهبه واتجاهاته الفكرية والسياسية الوطنية والديمقراطية في جميع أنحاء العراق. ومن أجل تحقيق هذا الهدف الغالي والنفيس يستوجب تحقيق:
** الخلاص من النظام السياسي الطائفي والمحاصصة الطائفية سلمياً وديمقراطيا، أي يستوجب العمل على التغيير الجذري لمواجهة حقائق الوضع التي لا يمكن تجاوزها، فضياع هوية المواطنة الموحدة والمتساوية، والعمل بالهويات الفرعية القاتلة للوحدة الوطنية، وسيادة الفساد المالي والإداري في عموم العراق، واستمرار الصراع بين الأحزاب الإسلامية السياسية على السلطة والمال والنفوذ بعيداً عن هموم ومصالح وإرادة الشعب وحاجة الوطن المستباح في جزء منه بجرائم الدواعش المجرمين ومن يماثلهم، تعطل القدرة على الاحتفاظ بالانتصار الدائم والنشود؛
** رفض أي شكل من أشكال التدخل الخارجي في الشؤون الداخلية للشعب العراقي، أياً كانت الجهة أو الدولة، إذ إن الدول المجاورة والدول الكبرى تنقل صراعاتها إلى الساحة العراقية، كما تفعل الآن بسوريا.
إن استمرار نظام المحاصصة الطائفية والفساد وغياب الوحدة الوطنية واستمرار من تسبب بكل ذلك دون حساب هي من أبرز الأسباب الكامنة وراء استمرار معاناة الشعب والخسائر الفادحة في الأرواح والأموال والممتلكات والخدمات وكل ما يعاني منه الشعب العراقي حالياً. وإن تأجيل الإصلاح والتغيير والتحايل عليه لن يقود إلا إلى تهديد المكاسب التي تتحقق يومياً في جبهات القتال الواسعة.
ثانياً: مواجهة أوضاع الشعب المعيشية
تشير المعطيات الإحصائية بالعراق إلى ثلاث حقائق جوهرية:
** اتساع مستمر وكبير في الفجوة المالية والمعيشية بين الأغنياء والفقراء، سواء أكان الأغنياء ضمن النخبة الحاكمة أم من العاملين في المضاربات العقارية والمالية والمصرفية والعقود الحكومية، أم عبر أشكال أخرى من الفساد والسحت الحرام لهؤلاء معاً. وتعيش اليوم نسبة عالية من صغار ومتوسطي الموظفين والعاملين في أجهزة الدولة دون رواتب لأشهر عديدة أو بجزء ضئيل منها، والذي سيقود إلى مزيد من التذمر والاحتجاج ورفض الواقع القائم.
** اتساع مستمر وكبير في قاعدة الفقراء والمعوزين والأشد فقراً، وشمولها لأوساط جديدة من فئات البرجوازية الصغيرة وغياب الفئة المتوسطة تقريباً. في حين يزداد غنى الأغنياء من السحت الحرام.
** تراجع شديد ومستمر في الخدمات الاجتماعية، وخاصة للفئات الكادحة والفقيرة، التي تعيش على هامش الحياة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، في حين تتمتع الفئات الغنية بما حرمت منه الفئات الفقيرة.
وهذه الظواهر الصارخة لا تقود إلى وحدة الشعب بأي حال، بل إلى مزيد من التناقض والصراع والنزاع الداخلي، وهو ما يميز الوضع الراهن بالعراق. وهو الواقع المكمل لظاهرتي المحاصصة الطائفية والفساد.
ثالثاً: الخلافات بين الحكومة الاتحادية وحكومة الإقليم
ليس هناك من عاقل، كما أرى، يمكنه أن يرمي بمسؤولية الخلافات على طرف واحد، سواء أكانت الحكومة الاتحادية أم حكومة الإقليم، فكلاهما، وبهذا القدر أو ذاك، مسؤول عما وصلت إليه العلاقات المتدهورة بينهما. والتعقيدات المقترنة بها ناشئة بالأساس من إصرار الطرفين على الالتزام بالنهج الطائفي الأثني في حكم البلاد وبالمحاصصة الطائفية في توزيع المناصب في سلطات الدولة الثلاث، إضافة إلى تعطيل عمل مجلس النواب العراقي ومجلس النواب بإقليم كردستان العراق، بعيداً عن الشرعية الدستورية والحيا الديمقراطية.
إن العودة إلى العقل والحكمة يتطلب أولاً وقبل كل شيء الابتعاد عن نظام المحاصصة الطائفية والأثنية في توزيع سلطات الدولة العراقية والالتزام بمبدأ المواطنة، ويتطلب ثانياً الالتزام بالشرعية الدستورية والديمقراطية في الحكم والتداول السلمي والديمقراطي للسلطة في دولة مدنية ديمقراطية علمانية وإقليم ديمقراطي علماني، وهو الغائب حالياً على مستوى الدولة الاتحادية وعلى مستوى الحكم بالإقليم. والتغيير الجذري ومحاربة الفساد والالتزام بالديمقراطية كفلسفة وأدوات حكم هو السبيل الوحيد لإصلاح الوضع وإعادة العلاقات السوية بين الحكومة الاتحادية وحكومة الإقليم. إنه الحاجة الملحة لا للانتصار على داعش وطرد هذا التنظيم الإجرامي من البلاد كلها فحسب، بل والحفاظ على الانتصارات وتأمين التقدم بالعراق كله، ومعه إقليم كردستان العراق.



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قادة البيت الشيعي يسترخصون دماء الشعب!
- الفقر والجهل والمرض منتجات اللاديمقراطية والاستبداد!
- في انتظار رد الشعب على بيع مصر
- الشعب العراقي ومهماته الملحة...
- الرفيق عزيز محمد في حواره الممتع مع الصحفي حمدي العطار (الزم ...
- الأحزاب الإسلامية السياسة ورعاع العراق!!!
- الآراء والمواقف المتباينة إزاء الأوضاع بإقليم كردستان العراق ...
- هل الرئيس التركي يسارع الخُطى نح استكمال بناء الدولة المستبد ...
- فشل الدولة الرثة ونظامها السياسي الطائفي الرث!
- معتقلو وسجناء العراق: من يدافع عن حقوقهم المغتصبة؟
- رسالة نداء للعراقيات والعراقيين ببرلين
- الطائفية القائمة بالعراق سادية المنهج والممارسة.... فإلى أين ...
- ما الهدف وراء مناورات النخب السياسية الحاكمة بالعراق؟
- من تسبب بسيول الدماء والخراب والبؤس بالعراق؟
- أفكار للمناقشة: مفهوم الأصولية والإصوليات الإسلامية
- صراع بين أنصار الدولة المدنية والدولة الدينية الطائفية!
- الكرد الفيلية ومعاناتهم بالعراق، وطنهم الأصلي
- الحراك المدني والجماهيري: إصلاح شكلي أم تغيير جذري؟
- المأساة والمهزلة في عراق اليوم!
- دماء وأشلاء بشرية تتناثر في باريس وبروكسل، من المسؤول؟


المزيد.....




- -ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني ...
- -200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب ...
- وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا ...
- ميزنتسيف: نشر -أوريشنيك- في بيلاروس كان ردا قسريا على الضغوط ...
- خوفا من الامتحانات.. طالبة مصرية تقفز من الطابق الرابع بالمد ...
- ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدعو إيران إلى -التراجع عن تصعيدها ...
- طهران تجيب عن سؤال الـ 50 مليار دولار.. من سيدفع ديون سوريا ...
- محكمة مصرية تؤيد سجن المعارض السياسي أحمد طنطاوي لعام وحظر ت ...
- اشتباكات مسلحة بنابلس وإصابة فلسطيني برصاص الاحتلال قرب رام ...
- المقابر الجماعية في سوريا.. تأكيد أميركي على ضمان المساءلة


المزيد.....

- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - قضايا ملتهبة تستوجب الحل لتأمين الوحدة الوطنية