أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - سعيد الكحل - العنف ضد المرأة تكريس لثقافة الاستبداد














المزيد.....

العنف ضد المرأة تكريس لثقافة الاستبداد


سعيد الكحل

الحوار المتمدن-العدد: 1395 - 2005 / 12 / 10 - 12:36
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


تعاني المرأة العربية ، على وجه الخصوص ، أوضاعا اجتماعية وقانونية أشد إجحافا وتحقيرا مما تعانيه نساء دول العالم . ويرجع السبب الرئيسي في هذه المعاناة إلى هيمنة ثقافة الاستبداد على عقول الناس وتصرفاتهم ، حيث غدا كل فعل مستبد بالمرأة رمز الرجولة وفخرها . قد يكون الأمر مفهوما لو ظلت الممارسات الاستبدادية محصورة ضمن أفراد الفئة الشعبية المهمشة نظرا لوضعها الاجتماعي والثقافي الذي يجعلها أكثر تمسكا بالتقاليد والأعراف التي ورثوها عن أجدادهم . إلا أن الأمر يتخذ أبعادا خطيرة بفعل طابع الشرعنة الذي يضفيه عليه فقهاء الدين والسياسة والقانون . إن هذه الفئة من علية القوم لا تكتفي بعرقلة تطور المجتمع وخلخلة بنياته التقليدية ، بل نجدها أكثر إصرارا على تأبيد قيم البداوة وتعميمها على كل مناحي الحياة الاجتماعية والقانونية . ويمكن الوقوف عند نموذجين للاستبداد على سبيل المثال لا الحصر :
الاستبداد الاجتماعي : ويمارسه المجتمع على مستويات عدة يأتي في مقدمتها :
أ ـ ممارسة العنف النفسي والجسدي على المرأة : لقد أنتج المجتمع قيما اجتماعية تستند إلى ثقافة تبخيس المرأة وشيطنتها ، مما يجعل إلحاقها بصنف الحيوان الحقير أمرا مسوَّغا ومطلوبا ، ليس فقط من عامة الناس ولكن أساسا من خاصتهم . فغدت المرأة مساوية للحمار في الحقارة والمعاملة ، كما جاء على لسان عضو هيئة كبار علماء السعودية حين استخدم عبارة ( ولا مؤاخذة ) التي تحيل على معنى " حاشاك" في الدارجة المغربية . فقد أورد عبد الله ناصر الفوزان في مقالته بعنوان "هل هي حالة ظُرفٍ من عضو هيئة كبار العلماء...؟ " نشرتها قناة العربية نت يوم الأربعاء 30 مارس 2005 جاء فيها ( فوجدته يقول وهو ما زال يحاول إقناع الأخوات باحترام زوجات إخوتهن وتكوين علاقة طيبة معهن إن لم يكن حباً وتقديراً لهن فمن أجل إخوتهن، أقول وجدته يقول ما معناه إذا جاءنا ضيف عزيز علينا ومعه حمار ألا تتطلب أصول الضيافة أن نكرم الحمار أيضاً فنعطيه العلف الطيب مثلما نكرم ذلك الضيف العزيز تقديراً له ) . إن تشبيه المرأة بالحمار يشجع الذكور على ضرب المرأة وتعنيفها بكل شدة وقسوة . لهذا السبب تكون نسبة النساء اللائي يتعرضن للضرب مرتفعة في العالم العربي . بل للسبب ذاته تصير المرأة ضحية هذه الثقافة المستبدة فيتولد بداخلها رضا كما أظهر المسح الذي أجراه المجلس الوطني لشئون الأسرة في الأردن، في إطار تقييم مواقف المرأة من العنف الأسري، بحيث أظهر أن 87 في المائة من عينة النساء المستجوبات أيدن حق الرجل في ضرب زوجته، كما أيدت 60 في المائة من العينة حق الرجل في ضرب زوجته إذا ما أحرقت الطعام .
ب ـ حرمانها من أبسط حقوقها الطبيعية : ويتخذ العنف شكل الاعتداء على حرمة الجسد تحت مسمى الختان بغرض حرمان المرأة من غريزتها الجنسية وقتل الشعور بلذة إشباعها . كما يتخذ العنف أسلوب إكراه المرأة على الزواج بمن لا ترضاه شريكا لها . وفي هذه الحالات وغيرها تعامَل المرأة كعبد فاقد الحرية والإرادة .
ج ـ حرمانها من حقوقها الإنسانية ، بحيث تمثل جرائم الشرف أبشع أسلوب تعتمده ثقافة الاستبداد لحرمان المرأة من حقها في الحياة . والخطير في الأمر أن القوانين المعمول بها في عدد من الدول العربية تشجع على قتل النساء تحت ذريعة حماية الشرف ، كما هو الحال مثلا في الأردن وفلسطين حيث ينص القانون على أن لا تتعدى العقوبات في حق مرتكبي "جرائم الشرف" ستة أشهر.
الاستبداد السياسي : وهو ثمرة الاستبداد الاجتماعي الذي يهين المرأة ويجردها من كل صفات العقل والوعي والموضوعية والعدل والشعور بالمسئولية . وتبعا لذلك تُحرَم من تولي مناصب إدارة الدولة بحجة أن المرأة ناقصة عقل لا يمكنها اتخاذ القرارات الصائبة لصالح المجتمع . لهذا السبب ثارت ثائرة فقهاء الأزهر لما دعاهم الشيخ الطنطاوي إلى إصدار فتوى تبيح للمرأة تولي منصب رئاسة الدولة . وبقدر ما تكون المجتمعات العربية موغلة في ثقافة الانغلاق بقدر ما يزداد الاستبداد في حق النساء حدة وضراوة كما يحدث مثلا في السعودية والكويت وإمارات الخليج العربي .فقد كتب ميسون عبد العزيز الدخيل في جريدة الوطن السعودية 24/4/2005 يكشف عما تعانيه الفتاة السعودية بقوله ( إذا حاولنا التعرف على واقع الفتاة الهاربة الاجتماعي غالبا ما نجده ليس سوى واقع تهميش وامتلاك... لا يحق للفتاة المشاركة... ولا الاعتراض... أو إبداء الرأي في حياتها ومستقبلها... فهي أداة للإنجاب حتى تستنزف قواها حينها تترك لغيرها... أداة للمصاهرة وربط التحالف بين الأسر أو القبائل... أو أداة لجلب المال من خلال المهر أو الراتب... فالقصص التي تشهد على ذلك كثيرة منها قصة الفتاة التي هربت من زوجها (ابن عمها) الذي فرض عليها لمجرد أن الأب أعطى كلمة لأخيه! ولا ننسى هنا ذكر تزويج الفتيات في سن مبكرة حيث نسمع أن أولياء الأمور زوجوا بناتهم ممن تتراوح أعمارهن بين التاسعة والثالثة عشرة! والطامة الكبرى عندما يكون الزوج يكبرها بنصف قرن فما فوقه! هذا ما حصل لابنة الثالثة عشرة التي زفت إلى رجل يبلغ من العمر أربعة وستين عاما ) . تلكم إذن هي مأساة المرأة العربية التي صارت ضحية ثقافة الاستبداد وقيم الاستعباد . ولا يمكن وضع حد لأساليب العنف هذه إلا بسيادة القانون وصون كرامة المواطنين ضمن الدولة الديمقراطية التي تشيع ثقافة حقوق الإنسان وتجرّم كل أشكال العنف وأساليبه .
www.saide.c.la



#سعيد_الكحل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يوم تواطأ الحداثيون والإسلاميون على الصمت
- الفكر التفجيري والفكر التخديري وجهان للعمل الإرهابي الذي ضرب ...
- الفكر التفجيري والفكر التخديري وجهان للعمل الإرهابي الذي ضرب ...
- الفكر التفجيري والفكر التخديري وجهان للعمل الإرهابي الذي ضرب ...
- الفكر التفجيري والفكر التخديري وجهان للعمل الإرهابي الذي ضرب ...
- الفكر التفجيري والفكر التخديري وجهان للعمل الإرهابي الذي ضرب ...
- منذ متى كان الظواهري رحيما أو حكيما ؟
- رسائل التهديد بالقتل
- التسامح مفهوم دخيل على الثقافة العربية
- هل ستتحول - حماس- إلى نحس على الفلسطينيين ؟
- خرافة إنكار علاقة الإرهاب بالتعليم الديني 3/3
- خرافة إنكار علاقة الإرهاب بالتعليم الديني 3/2
- خرافة إنكار علاقة الإرهاب بالتعليم الديني- 3/1
- إرهابيون وإن غيروا فتاواهم
- مطارحة من صميم المصارحة حوار مع صديق إسلامي 10
- انتحاريون ليسوا كالانتحاريين
- مطارحة من صميم المصارحة حوار مع صديق إسلامي 9
- مطارحة من صميم المصارحة حوار مع صديق إسلامي-8
- فكر الحركات الإسلامية أفيون النساء
- مطارحة من صميم المصارحة حوار مع صديق إسلامي7


المزيد.....




- جريمة تزويج القاصرات.. هل ترعاها الدولة المصرية؟
- رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة في المنزل 2024 الجزائر … ...
- دارين الأحمر قصة العنف الأبوي الذي يطارد النازحات في لبنان
- السيد الصدر: أمريكا أثبتت مدى تعطشها لدماء الاطفال والنساء و ...
- دراسة: الضغط النفسي للأم أثناء الحمل يزيد احتمالية إصابة أطف ...
- كــم مبلغ منحة المرأة الماكثة في البيت 2024.. الوكالة الوطني ...
- قناة الأسرة العربية.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي ش ...
- تتصرف ازاي لو مارست ج-نس غير محمي؟
- -مخدر الاغتصاب- في مصر.. معلومات مبسطة ونصيحة
- اعترف باغتصاب زوجته.. المرافعات متواصلة في قضية جيزيل بيليكو ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - سعيد الكحل - العنف ضد المرأة تكريس لثقافة الاستبداد