أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ملده العجلاني - كي لا تتحول صالات العرض الى متحف للفن الرديء















المزيد.....

كي لا تتحول صالات العرض الى متحف للفن الرديء


ملده العجلاني

الحوار المتمدن-العدد: 5184 - 2016 / 6 / 5 - 16:15
المحور: الادب والفن
    


لا يوجد مهرب من حقيقة أن الفنون هي المنطقة الشخصية للمعرفة . و هذا يعني أن وجهات النظر حول ما هو الفن الجيد والفن السيئ , تختلف من فرد إلى آخر , و المجتمعات أيضاً لديها تقاليد مختلفة من الفن، وهذا يعني أن الموسيقى والأدب والفنون الجميلة يمكن أن يكون لها شكل مختلف جذريا ، اعتماداً على البلد الذي انت فيه. وأذواقنا تتغير أيضا وفقا للحقبة التاريخية .

من الناحية النظرية يمكن للجميع فهم الفن، ولكن فقط بعض الناس يمكن أن تفهم بالهندسة أو الفيزياء فالناس الذين يتمتعون بالجمال - و الأشياء الجميلة - في كل مكان، على ملصق لوحة ، والمجلات ، وعروض الأزياء ، و الأفلام، والصور، والإنترنت. ولكن إلى أي مدى نحن جميعا نرى الجمال في نفس الطريقة ، وما الذي قد يؤثر على الطريقة التي ننظر فيها للاشياء فنراها بشكل مختلف؟ هناك مدرستان فكريتان : أولئك الذين يقولون أن التقدير الجمالي لدينا يعتمد على تكييف الثقافي لدينا، وأولئك الذين يعتقدون أن الأحكام بشأن هذه المسألة هي أكثر غريزية، على أساس البرمجة الجينية . لسوء الحظ ، هناك الكثير من الأدلة على حد سواء، لذلك من الصعب التوصل إلى موقف معين.

وقد قدم جون ديوي مثالا يصف تباين العلاقة بين المتلقي والخبير لمفهوم الجمال في وقت واحد : " من الممكن جدا أن يتمتع أحدنا بالزهور في شكلها وفي اللون و اْحساس العطردون معرفة أي شيء عن النباتات من الناحية النظرية , ولكن النباتات المزهرة يلزمها إيجاد شخص محدد يفهم شيئا عن تفاعلات التربة والهواء والماء وأشعة الشمس التي تشترط وجود نمو النباتات ".

أولا وقبل كل شيء ، لكي نفهم شيئا عن هذه التفاعلات علينا ان ندرك بأن العولمة قد مزجت بالفعل الأفكار عن ما هو جميل، مما ادى إلى مزيد من التوافق حول مفهوم الجمال اكثر من أي وقت مضى . فالحركات المعمارية والفنية تخضع الآن الى العديد من المؤثرات المختلفة ، توجهات النماذج أصبحت أكثر تنوعا ثقافيا ولم تعد تجسد ثقافة محلية ضيقة ، ونحن أصبحنا أكثر انجذابا إلى ثقافات مختلفة وافكار جديدة غير معهودة , يوما بعد يوم - وليس فقط منطقتنا - بل بالعالم ولكن هناك تحديات لهذا الافتراض أن الجمال هو عالمي . .

اْما من حيث المقارنات الثقافية , كان من المستحيل ان تحصل ألحان الموسيقى اليابانية والصينية على استحسان الأذن الغربية, بينما بفضل العولمة هناك عدد قليل من الأماكن في العالم لم تتمتع بفرق مثل فرقة البيتلز، ورولينغ ستونز، و U 2 التي نالت نجاح شعبي عالمي ضخم و نقد فني على مستوى العالم . وكذلك الامر بالنسبة للقطاعات الاخرى من الفنون فالأساليب التقليدية من اللباس كانت تختلف بشكل كبير من بلد و الهندسة المعمارية متميزة جدا من ذلك في بلد آخر وهذا تغير كلياً اليوم, فالفن اصبح فردي بامتياز واصبح كل فنان يرغب باضافة بصمته على الفن العالم , و الذوق العالمي يعانق بحب كل عمل يحاكي تطور العصر ويرصد مشاعر الانسان الحديث , و لكن في ظل هذه الوفرة من الفن من حولنا فأننا بالكاد نتعرف على عمل يمثل فناً حقيقياً او ما يقال عنه " الفن النقي " .

ان وجود الجمال هو التعويض العادل في حياتنا . إنه وجه الحب ، انه رؤية الامل يلمع في وسط الخراب. يجب علينا ألا نفاجأ بأن العديد من أجمل أعمال الفن الحديث ظهرت في رد فعل على الكراهية والقسوة , و لكي لا نرى مشاهد من " كتل القمامة " كما يحب البعض تسميتها , على الجدارن , و قد رتبت بطريقة تخدعنا فيها لتدل على انها اْعمال فنية قيمة بمعرض فني راقي .

فهل نتعرف على الفن الحقيقي عندما نراه ...؟ ان محاولة تحديد العناصر التي تجعل من العمل الفني عظيما في عالم الفن اليوم ، مهمة صعبة جدا و لكن ليست مستحيلة ، العالم مليء بالاْعمال المزيفة , الأصالة وهمية , العاطفة وهمية , الخبرة وهمية , إضافة الى وجود لصوص الوقت ( الذين يسرقون الأفكار الأصلية و ينتجون اعمالا رديئة او منافسة من افكار فنانين اخرين لا يعرفون متى سرقت جهودهم واصبحت اْعمالهم الاصلية مجرد تقليد جيد لأعمال مشهورة) , النقاد الذين يمتلكون سعة صدر كبيرة ولا يبوحون بكامل الحقيقة للمتلقي الذي عليه توسيع ثقافته الفنية بمجهوداته الخاصة , وبالتالي إننا نقبل الاْعمال الرديئة كفن مبدع لاننا نرفض ببساطة قول الحقيقة , و لكن بطبيعة الحال فإن العولمة تستطيع إلغاء هذه الجهود في خداع المتلقي , فالحقيقة ان هذه الاعمال لن تنال الاعجاب عالمياً و ستبقى مثار الجدل , حول جودتها و قدرتها على منافسة الفن الحقيقي في العالم .

في وصف معظم الاْعمال الفنية التي تعرض حالياً .... في صالات العرض... وبعالمنا العربي ، في الواقع ... يصعب جدا وصفها ...لا يمكن وصفها إلا بأنها محيرة ربما ... وربما هذا يشير الى عدم قدرة الطلاء او المنحوتات على التعبير بشكل مناسب عن الفروق الدقيقة للبشرية ، او بشكل عام , ليس هنالك جهد كافي لدعم الفنانين العرب لتطوير اساليبهم الفنية و العودة الى قطار الفن المعاصر.

إن هذه التطورات لن تحدث مثل عاصفة، كل تغيير هو تخطيط منهجي، و يتم بناؤه ببطء، فالحرص على إظهار الاعمال الفنية المميزة ، يجب ان يترافق مع ظروف النقد القاسي والأكثر وضوحا بكثير , بالحكم على الأعمال الفنية , و ما إذا كان هذا العمل "جيد" أو "سيئ" , الفرص المتساوية و حرية الفكر والتعبيروالدعم المادي والمعنوي للفنانين الشباب وافتتاح مئات مراكز العرض و لتدريب والورشات و فتح حرية التنقل للفنانين و تخفيض رسوم الشحن و انشاء مسابقات لرفع مستوى المنافسة لانتاج اعمال افضل , وسائل للنشر ، للسماح للتفاعل بشكل اكبر بين الفنانين والمجتمعات المختلفة في اْطر تبادل المعارف مع امكانية الحلم والحرية لخلق مشاهد إلهام حقيقية ونقية , اضافة الى توجيه عام نحو مهن جديدة مثل ادارة و تنظيم معرض و تنسيق الاعمال الفنية و ترويج اعمال فنية .

وبصرف النظر عن العمل الذي أظهره الجيل الماضي، صار لدينا الآن جمهور متعدد الثقافات و أكثر تطورا . بدون هذه المزايا التي يجب ان يتمتع بها العديد من الرسامين المعاصرين ربما لا يمكننا تجنب الاعمال المتوسطة او الرديئة تماما التي تعرض في الصالات . و لقد وصل الفن العربي الى تلك المرحلة التي تكون قد نشأت فيها المشاكل و الآن نحتاج الى عقود لحلها ، و غالبا على الجميع اتخاذ القرار بمنح الحرية المطلقة للنقد القاسي و الابتعاد عن مفهوم " قيمة الخبرة " وتوفير كل وسائل دعم التنمية الثقافية والفنية , في سبيل تحرر الفن العربي من قيوده و ولادة إبداعات تثري الانسانية بايدي عربية .







#ملده_العجلاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثقافة الرومانية القديمة وأثرها على الفن عبر التاريخ - 2
- الثقافة الرومانية القديمة وأثرها على الفن عبر التاريخ - 1
- الثقافة الاغريقية القديمة واْثرها على الفن عبر التاريخ
- الثقافات التي أثرت بالفن عبر التاريخ في المنطقة الهندية والش ...
- الفن في احتمالات لا حصر لها
- التقييم الموضوعي للفن اللاموضوعي .
- الفن المعاصر في ظل قيود المجتمع
- الفن الاستثمار الافضل في القرن 21 .
- عولمة الفن والجمال .
- هوية الأنثى اليوم في الفن المعاصر.
- الفن التشكيلي أكثر واقعية من الواقع نفسه.


المزيد.....




- انطلاق النسخة السابعة من معرض الكتاب الفني
- مهرجان الأفلام الوثائقية لـRT -زمن أبطالنا- ينطلق في صربيا ب ...
- فوز الشاعر اللبناني شربل داغر بجائزة أبو القاسم الشابي في تو ...
- الموصل تحتضن مهرجان بابلون للأفلام الوثائقية للمرة الثانية
- متى وكيف يبدأ تعليم أطفالك فنون الطهي؟
- فنان أمريكي شهير يكشف عن مثليته الجنسية
- موسكو.. انطلاق أيام الثقافة البحرينية
- مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 84 مترجمة بجودة عالية قصة عشق
- إبراهيم نصر الله: عمر الرجال أطول من الإمبراطوريات
- الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ملده العجلاني - كي لا تتحول صالات العرض الى متحف للفن الرديء