أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - عبد العزيز الراشيدي - دفاعا عن المفهوم الماركسي للسلطة - ردعلى فلسفة ميشل فوكو














المزيد.....


دفاعا عن المفهوم الماركسي للسلطة - ردعلى فلسفة ميشل فوكو


عبد العزيز الراشيدي

الحوار المتمدن-العدد: 1395 - 2005 / 12 / 10 - 11:44
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


دفاعا عن المفهوم الماركسي للسلطة
- رد ماركسي على فلسفة ميشل فوكو-
يقول الفيلسوف الوجودي جون بول سار تر في مقدمة كتابه »نقد العقل الجدالي« » إن الفلسفة الماركسية هي أرقى ما يمكن أن يصل إليه الفكر البشري في العصر«
مقولة سارتر هذه توضح مدى إدراكه لكون الماركسية هي الإجابة الموضوعية والعلمية لنمط الإنتاج الرأسمالي. ومادمت الرأسمالية هي روح العصر فالماركسية إذن هي فلسفة العصر, هذه هي الفكرة التي أدركتها البورجوازية جيدا ومن هذا المنطلق ستجند هذه القوة السياسية كل ما تملك من أجهزة إيديولوجية من أجل تمويه هذه الحقيقة وعلى هذه الأرضية ستأتينا فلسفة ميشل فوكو كوحدة من هذه الأبواق. هذا إذا ما سلمنا بمقولة لينين التي أعد صيغتها ألتوسير وتقول هذه الأخيرة» إن كل جدال فلسفي هو في العمق صراع سياسي –صراع طبقي على حد تعبير ألتوسير- يمارس على المستوى النظري «
من هذه النقطة سينطلق المشروع الفكوي الهادف إلى إعادة صياغة مفهوم السلطة عبر مجموعة من الأعمال التي أصدرها هدا الأخير في هذا الصدد ﴿ نظام الخطاب, المعرفة والسلطة...﴾
اذ يرى هدا الفيلسوف البورجوازي أن المفهوم الذي قدمته الماركسية لسلطة مفهوما كلاسيكيا يمركز السلطة في جهاز الدولة. هدا التمركز يرى فيه ميشل فوكو مربط الفرس ونقطة الضعف في التحليل الماركسي,لأن فوكو يرى حسب فلسفته أنه لا يمكن أن نتحدث على السلطة باعتبارها ذلك الجهاز الذي يقبع على قمة المجتمع والدي يدعى الدولة أو السلطة السياسية العليا بل يجب أن نتحدث عن السلطة باعتبارها شبكة علاقة القوة المزروعة في كل جسد المجتمع والمنبثقة في كل مؤسساته وخلاياه.
ومن هنا فالسلطة بالنسبة لميشل فوكو موجودة في كل مكان وتمارس فعلها بأشكال متعددة, إنها تلك القوة الموجودة في كل مناحي الحياة الاجتماعية, وبالتالي فهي ليست سلطة جهاز القمع الإيديولوجي كما يرى ذلك كارل ماركس.
إن نقد فوكو ﻫﺬا للمفهوم الماركسي للسلطة نجيده على سبيل المثال في كتابه نظام الخطاب الذي يناقش من خلاله سلطة الخطاب. من خلال دراسته لمنظومات نبد الخطاب وعلى رأسها منظومات النبذ الخارجي التي تمارس فعلها القمعي من الخارج وعلى رأس ﻫﺬه المنظومة: الكلمة المحظورة أو ما يمكن أن نسميه بالثالوث المحرم بتعبير بوعلي ياسين ﴿ الدين الجنس الصراع الطبقي ﴾لكن ميشل فوكو يقف فقط على الدين والجنس باعتبارهما مناطق محظورة تمارس سلطتها القمعية من الخارج, لكن فوكو في نقاشه لهده المسألة يكتفي بالوصف وفقط دون أن يتجاوز ذلك ليتساءل عن من يجعل هذه الموضوعات محظورة ويعطيه هذه السلطة .ميشل فوكو لا يفعل ذلك لشيء بسيط هو إذ طرح مثل هدا السؤال سيصل إلى أن السلطة هي سلطة جهاز القمع الإيديولوجي ,لكن مهمة فوكو هاهنا هي تمويه هذه الحقيقة .
إن سلطة الخطاب التي يتحدث عنها فوكو ماهي في الحقيقة إلا سلطة مؤسسة إنتاج الخطاب وكما يقول الأنثروبولوجي الماركسي نيكولا غريما لدي
من هنا نستنج فكرة أساسية هي أن السلطة التي يمتلكها الحطاب كيف ما كان نوعه لا يمتلكها من ذاته, بل هي سلطة تلك المؤسسة التي أنتجته وهذه المؤسسة لا تخرج في نهاية المطاف عن الأجهزة الإيديولوجية للدولة, وبالتالي فهذه السلطة التي يتحدث عنها فوكو ماهي إلا تجلي ميكروسكوبي للسلطة المكروسكوبية التي هي سلطة جهاز الدولة الطبقي, لكن فوكو الفيلسوف البنيوي لن يعترف بهذه الحقيقة التاريخية والعلمية.لأنه كما يقول ألتوسير الفلسفة صراع طبقي يمارس على المستوى النظري. ومن هنا لا يمكن لفوكو ومن يسير على دربه إلا أن يصارع طبقيا هذه الحقيقة الماركسية

عبد العزيز الراشيدي



#عبد_العزيز_الراشيدي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ]دفاعا عن المفهوم الماركسي للسلطة
- أي تشجيع لشعبة الفلسفة في مغرب اليوم؟


المزيد.....




- وسط ترقب لرسالة أوجلان.. ماذا يريد حزب -ديم- الكردي من زيارة ...
- تركيا تشترط القضاء على حزب العمال الكردستاني لإعادة النظر في ...
- مراقبون للشأن اللبناني: مهاجمة المتظاهرين السلميين عمل مشين ...
- إضرام النار في الجسد: وسيلة احتجاجية تتكرر في تونس بعد 15 عا ...
- حصيلة عمل فريق التقدم والاشتراكية بمجلس النواب بمناسبة اختتا ...
- افشال السياسة العنصرية لترامب واسرائيل بحق الفلسطينيين مهمة ...
- الحزب الشيوعي يرفض اتفاق إنشاء قاعدة عسكرية روسية في السودان ...
- -ميول إسلاموية- ـ المشتبه به يقر بتعمد دهس متظاهرين في ميوني ...
- كلبة الفضاء السوفييتية -لايكا- تشارك في -يوروفيجن 2025-
- جبهة البوليساريو تنفي تواجد مقاتلين تابعين لها في سوريا


المزيد.....

- الذكاء الاصطناعي، رؤية اشتراكية / رزكار عقراوي
- نظرية التبادل البيئي غير المتكافئ: ديالكتيك ماركس-أودوم..بقل ... / بندر نوري
- الذكرى 106 لاغتيال روزا لوكسمبورغ روزا لوكسمبورغ: مناضلة ثور ... / فرانسوا فيركامن
- التحولات التكتونية في العلاقات العالمية تثير انفجارات بركاني ... / خورخي مارتن
- آلان وودز: الفن والمجتمع والثورة / آلان وودز
- اللاعقلانية الجديدة - بقلم المفكر الماركسي: جون بلامي فوستر. ... / بندر نوري
- نهاية الهيمنة الغربية؟ في الطريق نحو نظام عالمي جديد / حامد فضل الله
- الاقتصاد السوفياتي: كيف عمل، ولماذا فشل / آدم بوث
- الإسهام الرئيسي للمادية التاريخية في علم الاجتماع باعتبارها ... / غازي الصوراني
- الرؤية الشيوعية الثورية لحل القضية الفلسطينية: أي طريق للحل؟ / محمد حسام


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - عبد العزيز الراشيدي - دفاعا عن المفهوم الماركسي للسلطة - ردعلى فلسفة ميشل فوكو