مراسيم الحج قبل الاسلام ورموزها الجنسية

وليد يوسف عطو

الحوار المتمدن-العدد: 5183 - 2016 / 6 / 4 - 14:41
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    

( 1) :

تبرز رموز وممارسات الخصب والجنس في طقوس الحج قديما في شبه الجزيرة العربية .
يقول الباحث ابراهيم محمود في كتابه :
(الجنس في القران )-ط1 – 2016 –رؤية للنشروالتوزيع, ان مراسيم الطواف والحج قبل الاسلام كانت تتضمن معاني جنسية .

فقد كان هنالك الصنم (آساف ), الذي كان يعبد كصنم ذكوري على جبل الصفا . وصنم ( نائلة)والذي كان معبودا انثويا على جبل (المروة ).وقد كان العرب يطوفون بآساف ثم يستلم الركن الاسود , ثم يطاف نحو يمين الكعبة سبعة اشواط . ثم يستلم الركن , ثم نائلة , فيختتم بها طوافه ( الاب جرجس داود : اديان العرب قبل الاسلام ).

لقد اعتبر المسلمون في رواية اسطورية عن تصورهم بان آساف ونائلة كانا فاسقين . يذكر الدكتور عبد الغني زيتوني انه لايوجد تفسير معقول يبين سبب عبادة الصنم آساف ونائلة سوى الرابطة الجنسية بينهما .

لماذا كان يخرج العرب عراة او شبه عراة رحالا ونساءا , سوى ممارسة طقس البغاء المقدس (الزواج المقدس بالاصح ) لتقليد ومحاكاة الطبيعة في خصوبتها ؟

يقول ابراهيم محمود ( لعل خروجهم بهذا الشكل , هو محاولة منهم للتحضيرلممارسة الجنس جماعيا في الطبيعة , وخاصة في موسم الخصب , او الاخصاب للطبيعة ).
لقد تطورت الطقوس وتحورت لتعطي معنى رمزيا عن العلاقة مع الله , مثل طقس الختان للذكور , والذي يرمز الى مفهوم الذبيحة والقربان والتضحية بشخص معين في غابر الازمنة .تم استبداله استبداله بالتضحية بالحيوان . ثم التضحية بالزائدة الجلدية – اللحمية لاهم منطقة لدى الرجل العربي في جهازه التناسلي .

لقد اشار الدكتور سيدالقمني الى ان آدم وحواء هبطا من الجنة متفرقين , وظلا هائمين حتى التقيا . وعرف آدم حواء , اي جامعها ( فراس السواح: مغامرةالعقل الاولى ).واسفار العهد القديم – تنخ – تستخدم لفظ ( عرف ) بمعنى ( جامع )على جبل عرفة . لذلك عرف الجبل باسم ( عرفة ) لان آدم عرف , اوجامع حواء .

ومن هنا تقدس الوقوف بعرفة . وكان الوقوف بعرفة اهم مناسك الحج قبل الاسلام .
يبدو ان ممارسة طقس الجنس الجماعي هو الذي ادى الى جمع اسم عرفة ب( عرفات ).يتساءل الباحث ابراهيم محمو د : هل الجمع هنا للجبل , ام للمجتمعين على الجبل في حالة جماع جنسي او عرفات ؟يمثلون به الفعل الاول الذي قام به آساف عندما عرف نائلة , او آدم عندما ضاجع حواء .

لقد كان سادة القوم , او ممثلوا الالهة هم من يدشنون مشهد الطقس الجنسي الجماعي .ان آساف ونائلة ليسا بعيدين عن هذا التصور.. ان عبادة آساف ونائلة تذكرنا بدورهما في اخصاب الطبيعة والانسان .هذا الطقس كان محفورا في الذاكرة الجمعية للعرب .

ان توقف طقوس الجنس كان بسب توقف مفعول وظيفتها , بسبب تطور المجتمع . ان تقنين الجنس لم يتم الا حين استطاع الانسان فهم الطبيعة , وكيفية تحولها من حال الى حال آخر.
اخير يقول ابراهيم محمود ان تقديس الصفا والمروة وعرفات والطواف شبه عراة حول الكعبة من قبل الحجاج المسلمين الى اليوم , هو تاكيدلاشعوري على الارتباط بالاولين .

( 2 ):

في الختام يؤكد الباحث الفلسطيني الدكتور سليمان بشير في كتابه :
( مقدمة في التاريخ الاخر)ان الحج هو احد الاعياد الوثنية الشعبية والتي كانت سائدة عندالعرب قبل الاسلام , والتي استوعبها الاسلام وادخلها في شعائره .لقد اباحت الاية( 158 ) من سورة البقرة الطواف بالصفا والمروة . ويشير سليمان بشير الى ان اكثر الروايات تؤكد عدم استقرار مراسيم الحج اواسط العصر الاموي .

لقد ربطت بعض الروايات الاسلامية بين الهجرة كطقس ديني اسلامي مبكر, وبين البيت الحرام في مكة . الامر الذي يفسر كيف تحول فتح مكة الى الهدف النهائي للهجرة ,( لاهجرة بعد الفتح), وكيف ارتبطت الهجرة بشكل رمزي بالبيت الحرام , عن طريق تحويل قبلة المصلي وحج المسلم اليه.

ومع تحويل الهجرة الى مكة فقد تم نقل مولد محمد ومبعثه اليها , الامر الذي حتم الحاق نسبه بنسب قريش( اهل الله).

مقالات ذات صلة :

مقالتنا ( الجنس : ذلك الثقب الاسود العملاق – ج2 ), والمنشورة على الرابط التالي :

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=519305

مقالتنا (الجنس :ذلك الثقب الاسود العملاق ), والمنشورة على الرابط التالي: http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=519206

مقالتنا(الجنس في القران :انزياح المفاهيم وانقلاب معانيها ), والمنشورة على الرابط التالي :


http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=518483

#وليد_يوسف_عطو (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين