أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - عباس ساجت الغزي - مسار البطولة والتضحية














المزيد.....

مسار البطولة والتضحية


عباس ساجت الغزي

الحوار المتمدن-العدد: 5183 - 2016 / 6 / 4 - 03:23
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


مسار البطولة والتضحية
النقيب مسار خَبِرَ مسار الشهادة بترويض النفس لمحامد الفعِّال, لم يفطم من غذاء الروح, شحذ الهمم بالنهل من ميراث ابِّ خدم العراق بشرف وكرامة حتى وافاه الاجل, ولبن امِّ عراقية اصيلة مصنع الرجال .. الرجال.
مسار حاضراً فينا, معطراً بعطر الجنة يستقبل الاحبة والاخوة والاعمام, فالذين قتلوا في سبيل الله احياء عند ربهم يرزقون, طيبة ونقاء سريرة مسار كانت عنوان استذكار الاهل والاقارب والاصدقاء, وحديث كل من رافق مسار في حياته الدنيوية القصيرة, لكن هنالك جانب مشرق في الفوز بـ حُسن العَّاقبة لابد من النظر اليه بعين الاعتبار في قصة مسار.
في كل عادات مجالس العزاء نرى صبية يافعين يقومون بتنظيف الطاولات امام المعزين, فأثار فضولي السؤال عن شاباً بالغٌّ يقوم بتلك العملية؟! عليه اثار الحزن الشديد والانكسار, فجاء الرد: بان الرجل كان صديق مسار وجندي من المرافقين له حتى اخر لحظات استشهاده.
فأشرت الى الرجل ليقترب, بعد التحية والسؤال عن الحال؟, اخذته جانباً بعيداً عن الزحام, لاستمع لقصة استشهاد النقيب البطل مسار, وسبب تأثر الرجل الى تلك الدرجة؟, فكانت العبرة تخنق الرجل في سرد تفاصيل القصة البطولية التي كان عنوانها الابرز التضحية في سبيل الانسانية والوطن.
العريف ميثم عبد الكاظم من اهالي الزبير كان السائق والمرافق الشخصي للشهيد البطل مسار, يحدثنا عن اصابة النقيب (مسار محمد باجي الغزي) ضابط استخبارات الفوج الثالث من لواء (52) الفرقة الرابعة عشر من الجيش العراقي بعد تحرير منطقة (الصقلاوية) والتحرك صوب السواتر الامامية على مشارف الفلوجة.
كانت الحادثة قبل ثلاثة ايام من استشهاد النقيب مسار, حيث اصيب بطلق ناري لقناص داعشي اخترقت الرصاصة الذراع الايمن وقامت بخدش الذراع الايسر, لكن البطل رفض الاخلاء, وقرر الاستمرار بالتقدم مع الجنود, حتى ان الاصابة بدأت تأخذ منه مأخذاً.
صبيحة يوم الاستشهاد كان مسار يردد (دعاء الحمد) بصوت عالٍ, وقرر ان يتخلى عن بعض المرافقين ومنهم العريف ميثم, حيث وجه له امراً عسكرياً بعدم مرافقته وترك الهمر التي يستقلها في المقدمة, وان يركب السيارة التي بعده بالرتل, وتوجه الى عمق المعركة حيث القصب والارض الوعرة, كان امام الهمر التي يستقلها النقيب مسار عجلة للجهد الهندسي نوع (شفل) تحاول شق وتسوية الطريق وازاحة القصب وبعض العوائق.
توقف (الشفل) المدرع عن التقدم, بعد اشتداد المواجهة والنيران الكثيفة, ترجل النقيب مسار بعد ان امر الجنود بالانتشار واتخاذ مواقع دفاعية, اسرع باتجاه (الشفل) للاطمئنان على حالة المقاتل الذي يقوده, فوجده مصاباً, حاول اخراجه من كابينة القيادة, لكن قناص داعشي كان يتربص بهما فالقاهما شهيدين.
عزيمة المقاتلين واندفاعهم لسماع خبر استشهاد النقيب, زاد من زخم المعركة الضروس وعكس ذلك كثافة النيران باتجاه مواقع العدو, لكن قذائف الهاون كان تنزل كالمطر, فاستشهد احد مرافقي الشهيد مسار في محاولة انزاله من كابينة قيادة الشفل وجرح ثلاثة اخرين, ليُحمل بعدها بدقائق الشهداء بأهازيج النصر بدحر الدواعش واكمال صولة الفرسان في تحرير كل شبر من ارض الوطن.

عباس ساجت الغزي



#عباس_ساجت_الغزي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التبعية والفئوية
- واقع حال عراقي ..
- جبن شوي
- الاجتماع الاول للجان المكلفة لاستحداث شارع ثقافي على غرار ال ...
- اعطونا الطفولة .. وتمتعوا بحمالات الصدر
- العنف.. ظاهرة تستهوي الطالبات
- شقندحيات ح15 -ذكريات التغيير-
- اصوات المرجعية والهمة الصدرية
- حكومة عديلة الصحية
- الحبوبي .. بزاوية عين الطائر ( الحلقة الثانية)
- الحبوبي .. بزاوية عين الطائر
- دوامة الاحزاب منزلق خطير
- بلدية الناصرية تستغل غياب التشريعات البيئية لتلوث الهواء وال ...
- متن واسناد التاريخ ادوات تفنن في استعمالها المؤرخ حسن علي خل ...
- زينب والقمر
- سدة الموصل والحرب الاعلامية
- القيم الاخلاقية بين العِّفة والخيانة
- قراءة مسؤول في حادثة صيادي الصقور
- الوطنية والحس الامني
- الاعلام والفضائل


المزيد.....




- هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب ...
- حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو ...
- بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
- الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
- مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو ...
- مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق ...
- أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية ...
- حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
- تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - عباس ساجت الغزي - مسار البطولة والتضحية