حلوة زحايكة
الحوار المتمدن-العدد: 5182 - 2016 / 6 / 3 - 17:35
المحور:
كتابات ساخرة
حلوة زحايكة
سوالف حريم
الخامس من حزيران
في الخامس من حزيران خسرنا ما تبقى من فلسطين، إضافة إلى مرتفعات الجولان السورية، وسيناء المصرية. في الخامس من حزيران لم تكن هناك حرب كما يروي من عاصروها، كانت جيوش تنسحب، وجيش يتقدّم. جيوش العربان دخلت الحرب وسلاحها الأهازيج والأغاني، وجيش الأعداء دخلها بالطائرات الحديثة والدبابات والمدفعية. لم تكن حرب لستّة أيام ولا لستّ ساعات، وسمّاها العربان "نكسة" مع أنّها كانت نكبة لا نزال نعاني من ويلاتها حتى يومنا هذا.
في الخامس من حزيران سقط أبي شهيدا وهو في ريعان شبابه، تركنا خمسة أطفال كنت صغيرتهم، لا أذكر ملامح وجه أبي، فقد كنت رضيعة، لم أعرف كيف يعيش الطفل في حضن والدين، تماما مثلما لم أتذوّق طعم حنان الأب، قالوا لي أنّ أبي كان يحتضنني ويحبني كثيرا. لكنني لا أتذكر ذلك، ومع ذلك فإنني أشتاق أبي وأبكيه كثيرا.
أمّي التي ترمّلت وهي في العشرينات من عمرها، رفضت الزّواج ثانية، ورعتنا رعاية كبيرة. ومع ذلك فإنني أفتقد أبي.
في الخامس من حزيران 1967 وقعت القدس ومسجدها الأقصى وكنيستها القيامة في الأسر. والعربان لا يزالون يقتلون بعضهم بعضا.
و"النكسة" تدخل عامها الخمسين، فإن العربان يوغلون في عالم الهزيمة، ويزدادون وحشية في تدمير بلدانهم. فلك الله يا قدس.
3 حزيران 2016
#حلوة_زحايكة (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟