أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - وليد يوسف عطو - الجنس : ذلك الثقب الاسود العملاق - ج 2













المزيد.....

الجنس : ذلك الثقب الاسود العملاق - ج 2


وليد يوسف عطو

الحوار المتمدن-العدد: 5182 - 2016 / 6 / 3 - 13:49
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



احتل الجنس مكانة سامية في الميثولوجيا والادب السومري والاكادي , حيث مارس السومريون والاكاديون طقوسا تستهدف تقليد الطبيعة في خصوبتها لزيادة الخصوبة عند الانسان والطبيعة معا .
ان نداء الالهة (انانا )الى الاله ( دوموزي )حالة نموذجية توضح اهمية الجنس والخصوبة لدى الشعوب الزراعية القديمة :
(اما من اجلي , من اجل فرجي ,
من اجلي ,الرابية المكومة عاليا ,
لي , انا العذراء , فمن يحرث لي ..
فرجي , الارض المروية من اجلي ,
لي , انا الملكة..
من يضع الثور هناك ؟)
فياتيها الجواب:
( ايتها السيدة الجليلة, الملك سوف يحرثه لك , دوموزي الملك ,سوف يحرثه لك ).
فتجيب انانا بفرح غامر :
( احرث فرجي , يارجل قلبي ).
هذه العبارة تتطابق مع ماجاء في سورة البقرة-223
(نساؤكم حرث لكم فاتوا حرثكم انى شئتم ).وكلمة ( انى )بحسب اغلب التفسيرات تعني ( متى ) ولا تعني (كيف ) . اي لايجوز اتيان المراة من دبرها .

يشير الباحث ابراهيم محمود في كتابه (الجنس في القران)الى معنى كلمة ( حرث )..
الحرث: جمع المال وكسبه
الحرث :الزرع
يقال : احرث القران ,اي ادرسه
المحراث : ماتحرك به نار التنور
مابين الحرث والمحراث علاقة قوية , ان الحرث يخص المراة بتوجيه من الرجل , وان المحراث يكون من قبل الرجل,فهو يدل على عضو الذكورة فيه .وهذا يؤكد علاقة التبعية , تبعية المراة للرجل في الاسلام .

نشيد انانا الى دوموزي يتكرر في سفر نشيد الانشاد من العهد القديم – تنخ –
( ايها العريس الغالي على قلبي ..
عظيمة هي مسرتك ..
حلوة كالعسل..
ايها الليث الغالي على قلبي ,
عظيمة هي مسرتك ,حلوة كالعسل ,
......
ايها الليث , ليتك تحملني الى الخدر ..
ايها العريس , فلامنحك ملاطفات يدي ..
ياحلوي الغالي ..
بودي لو اغتسل بالعسل ..

يبدو نشيد الانشاد متاثرا بطقوس الخصب السومرية والاكادية . تظهر طقوس الخصب والاشارات الجنسية في نشيد الانشاد متوافقة مع الطبيعة , لكن في صالح الاله (يهوا ):
( ليقبلني بقبلات فمه , لان حبك اطيب من الخمر ..
لرائحة ادهانك الطيبة اسمك دهن مهراق ..
لذلك احبتك العذارى ..
اجذبني وراءك فنجري ..
ادخلني الملك الى حجاله ..
نبتهج ونفرح بك ..
نذكر حبك اكثر من الخمر , بالحق يحبونك ..
انا سوداء وجميلة يابنات اورشليم ..
كخيام قيدار..
كشقق سليمان ..الخ ..

يبدو طقس الحضور الجنسي متواصل ,والعلاقة فاعلة بين يهوا وبين شعبه المختار ( اسرائيل ),بين سليمان وبين محبوبته , حيث يمتزج اللاهوت بالناسوت , يمتزج الالهي بالجسدي .حيث يبرز الجنس كعلامة فارقة لهذا الاتحاد . ويبدو يهوا هنا اقرب الى الاله باخوس .
لكن في المسيحية تاخذ هذه الاحتفالات , احتفالات الخصب والنماء طابعا روحيا لاهوتيا بامتياز , غير جنساني بالمرة . فالمسيح هو جسد الكنيسة . اي جسد المؤمنين المتحدين معه بالايمان والشركة الروحية, وتناول القر بان المقدس , اشارة الى الاتحاد بجسد ودم المسيح في طقس القربان المقدس حيث يشير الخبز الى جسد المسيح والخمر او النبيذ او عصير العنب الى دم المسيح .

لذا يصور الرسول بولس في رسائله المسيح بانه العريس ,وان جماعة المؤمنين به , اي الكنيسة هي العروس .وهذه اللقطة تتكرر بعمق لاهوتي ورمزي اكبر في معجزة تحويل الماء الى خمر في عرس قانا الجليل في انجيل يوحنا.وشهادة يوحنا المعمدان له . حيث يبدو يسوع هو العريس المستتر وصاحب الدعوة الحقيقي الى حفلة العرس . وامه مريم كانت تهيء له مستلزمات حفلة العرس .

اما الماء المتحول الى خمر فهو يرمز الى الفرح الغامر وتجدد الحياة في صور صوفية روحية. وانتقال الاحتفالا ت الباخوسية الى احتفالات روحية خالصة .ان الاتحاد بالمسيح عن طريق تناول الماء المتحول الى خمر يمثل عهد النعمة المتجدد. فالخمر في الاجران لاينضب مهما غرفوا منه , اشارة الى وفرة النعمة .

مقالتنا (معجزة تحويل الماء الى خمر في عرس قانا الجليل ) والمنشورة على الرابط التالي :

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=296474

المسيحية خرجت من رحم الغنوصية , بالامتزاج مع ديانات الاسرار وفكرة المسيح المخلص والفادي , والذي ينوب عن شعبه في حمل الخطيئة والتضحية من اجل الانسانية.فشعبه هو :
( اسرائيل الجديدة )المتصالحة مع باقي امم الارض ومع الاب السماوي ,الخالية من العنصرية ومن شهوات الجسد والاتحاد بالالوهة عن طريق تناول جسد المسيح الرمزي ( القربان ).

ان المسيح لم يتزوج قط وارتقى بروحه الى الاتحاد بالالوهة . وبقيت امه مريم طاهرة وعذراء وعفيفة .فالعفة والعذراوية علامتها الفارقة.اي بقيت بكرا , بحسب الاعتقاد المسيحي .والبكورة هنا تعادل القوة المحصنة والالوهة المتانسنة والتناسل خارج مفهوم الجنس و ( الوطء) في الاسلام .

لذا يقول احد الاباء :
( من المستحيل الاستسلام في آن واحد للمتع الجسدية واعراس الروح , فيجب التنازل عن اللذة لتتوافق مع الاله ,من اجل الدخول في الاتحاد الالهي )( كامبي :العشق الجنسي والمقدس ).
ومن هنا جاءت كلمة chaste التي تعني ( العفة )وهي تنشد هجران الجسد والسمو بروح الانسان الى الاتحاد مع الالوهة .

لقد كان الجنس حاضرا ,كقوة مخيال , كشهوة على الصعيد الخاص , لكنه كان غائبا في واقع الامر .
تقول احدى المتصوفات المسيحيات في حياتها اليومية :
(قلبي وشراييني وكل اعضائي انتفضت واضطر مت شهوة , كما حصل غالبا , شعرت بعنف وخوف متحققين , اذا بدا لي انني لم اقدم اشباعا لحبيبي وان هو ذاته لم يستجب لرغبتي ,سوف اموت من الحب الجنوني وانتهي ساخطة . ومن ثم رغبت بتملك حبيبي بكليته , بمعرفته وتذوقه في كل اجزائه..).

الجنس في التصوف المسيحي هو صور تخيلية. فالجسد والجنس يرتبطان في المسيحية بالاثم وبالخطيئة الاصلية .لذا كان الحب الصوفي محاولةلاستعادة التوازن النفسي .
تم الموضوع ..
مقالات ذات صلة :
مقالتنا (الجنس : ذلك الثقب الاسودالعملاق ) والمنشور على الرابط التالي :

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=519206



#وليد_يوسف_عطو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجنس : ذلك الثقب الاسود العملاق
- الجنس في القران : انزياح المفاهيم وانقلاب معانيها
- بين الحداثة وقيم المجتمعات القديمة
- انتهاك حقوق المواطنة والانسان :جزء من سيرتي الذاتية
- مكة بين التاريخ الاسطوري وحقائق التاريخ
- الفتنة تجدد نفسها
- الموسيقى في بلاد الرافدين ومصر
- بيئة مكة والمدينة والمطر
- بدايات المسيحية في فلسطين وخارجها
- تصنيع اسطورة عبدالله بن العباس
- صراع الاجيال والطبقة الوسطى المدينية
- التوظيف الايديولوجي للحديث النبوي - ج 3 والاخير
- يسوع من الناموس الى درب الصليب
- التوظيف الايديولوجي للحديث النبوي - ج 2
- طائفة قمران : قراءة اضافية
- النسخة البولسية من المسيحية
- التوظيف الايديولوجي للحديث النبوي - ج1
- ظهور الاكليروس في الكنيسة المسيحية
- البحث في الحيز الجماعي
- الموقف من المراة والمال :تحول جديد في المسيحية


المزيد.....




- المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية: مذكرتا اعتقال نتنياهو وجال ...
- الأميرة المسلمة الهندية -المتمردة- التي اصطادت النمور وقادت ...
- تأسست قبل 250 عاماً.. -حباد- اليهودية من النشأة حتى مقتل حاخ ...
- استقبل تردد قناة طيور الجنة أطفال الجديد 2024 بجودة عالية
- 82 قتيلاً خلال 3 أيام من أعمال العنف الطائفي في باكستان
- 82 قتيلا خلال 3 أيام من أعمال العنف الطائفي في باكستان
- 1 من كل 5 شبان فرنسيين يودون لو يغادر اليهود فرنسا
- أول رد من الإمارات على اختفاء رجل دين يهودي على أراضيها
- غزة.. مستعمرون يقتحمون المقبرة الاسلامية والبلدة القديمة في ...
- بيان للخارجية الإماراتية بشأن الحاخام اليهودي المختفي


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - وليد يوسف عطو - الجنس : ذلك الثقب الاسود العملاق - ج 2