جاسم محمد كاظم
الحوار المتمدن-العدد: 5181 - 2016 / 6 / 2 - 14:13
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تتهافت مواقع الفيس بوك كثيرا وتساوي تحرير الفلوجة كأنة تحرير ستالينغراد
والفلوجة ليست حالة فريدة في التاريخ تفجرت فجأة وسيطر عليها نفر مسلح نزل من المريخ لان هذا الفهم الساذج استمرار بالسير ضد منهج التاريخ ورؤية بعين السلطة التي تحاول تجميل شكلها القبيح .
الفلوجة ثمرة من ثمار العملية السياسية التي خالفت خط سيرها وسارت عكس التيار بتسيد فئة الأغلبية التي حولت ديمقراطية العم سام إلى دكتاتورية تريد فرض سيطرتها على الكل .
ونتيجة لهذا العمل الذي لازال عراب العملية السياسية يغمض عنة عينية بتعمد مفتعل لان الأمور التي حسبها أولا على رقعة الشطرنج لم تأتي بنتائجها المرجوة كما يريد في الواقع العملي .
لذلك أبدل هذا العراب خططه المستقبلية بنفس طويل وزمن مفتوح تتفاعل فيه كفتي المعادلة المتأرجحة بقتال مأساوي حتى يتساوي فيها الطرف الأيمن بالتمام مع طرفها الأيسر .
والعراب يعرف جيدا قوة المتخاصمين وكيف يتقاتلون بينهم وهو لا يهتم أبدا أن أفنى الطرف الأول خصمه الثاني لأنة لازال متمسكا براية القائل بان هؤلاء الأعراب لا يعرفون الحياة ماداموا يمسحون أيديهم بالأرض بعد الأكل و يتغوطون في الأراضي المفتوحة ولا يعرفون إلى اليوم ماذا تعني دورات المياه الصحية .
ولهذا فهو يدعم الكل وتعمل كلتا يديه على الطرفين ولأنة لا يؤمن بما يقول ماركس في التاريخ وتطوره المستقبلي إلا انه يعرف متقينا بان نهاية الأمر ستكون بين يديه شاء التاريخ أم أبى .
وهكذا تمزقت ديمقراطية العم سام إلى أشلاء في ارض السواد وبدل أن تسير العملية إلى دولة مدنية ومجتمع سلمي يخلف ديكتاتورية العسكر نشا جسد مليشياوي هجين يريد فرض راية على الجميع يصبح فيه جسده الفائز هو العراق بعينة ويظهر في الوجود أب قائد جديد يكون راية هو السديد و ما دونه من الآراء تصب في خانة الخيانة والعداء للعراق .
وهكذا انفرد عقل ديني واحد بالعراق قوض الديمقراطية بكاملها ووجد بإثارة النزاعات فرصة للهروب إلى الإمام من كل ماسية وفشله وفرصة تاريخية لكي يرمم ذاته بعد أن وصلت الأمور إلى حالة المأساة الشديدة بوقوف بوادر الشعب الأولية أمام أبواب السلطة يريد اقتلاعها من الجذور .
كان للديمقراطية العراقية أن تسير في خطها المستقيم لولا تدخل الدين والمذهب وتصبح في غضون عقد واحد ماركة قياسية وربما لم يفت الزمن بعد من اجل الإصلاح وتغيير الواقع المأساوي المعاش بعد أن يصبح الدين والمذهب شيئا من التاريخ وليس جذرا في العملية السياسية نفسها .
#جاسم_محمد_كاظم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟