نحن الجيل الذي عاش عرس 14 تموز 1958 عبد الكريم قاسم...
وساهم صحاً او خطاءً في رسم احداث ايامه ولياليه...
فرحنا فيه و بكينا منه ...
و عليه ...
وقلنا لو ثم لو إن...
مع كل ما قلنا وسنقول...
يبقى حلمها جرحاً غائراً عميقاً في ضميرنا...
و في وعينا وتفكيرنا ...
مؤرقاً موجعاً...
نحمل هذا الحلم الخيال لآخر زفرة في يوم الرحيل الابدي ...
فهي وهي فقط ايام حياتنا ...
نحن جيل تلك الايام الحلوة...
لقد حز فينا كحز ماسة على زجاجة ...
فلم نعرف غيره ...
ولم ندرك غيره ...
فهو فينا نحن من غارت جذورهم في الحبيبة الارض ...
ارض العراق حدقة العين ومهجة الروح ...
مازالت عيوننا تذرف دمعة بعد دمعة لكل حرف من اسمك عبد الكريم ...
وكـأننا التقيناك لتوُدِع الدمع فينا امانة...
الاربعة والاربعون كأنها الغد الذي ينتظر وننتظر وليس الامس الفائت الذي لم يأت ... الامس كانت الاربعة والاربعون وقفنا واوقفنا الزمن فيهما وبهما حصدنا العمر رزا ... تعذبنا و هربنا و اختبأنا هنا وهناك ...
نحمل الاخلاص و الحب لك ...
بحثنا وبحثنا عنك هنا وهناك...
لا تتعبوا انفسكم لا مكان له على الارض و ليس على الارض ســكناه ...
قالوا لنا...
نحن سويداء قلب عبد الكريم نحن فقراء العراق ومعدميه فقط من يعرف اين سكناه ... ستلتقونه في كل ليل مقمر وسيطل عليكم مع خيوط القمر الفضية...
مســكنه القــمـر ...
وسيبقى هناك ابد الدهر ...
وقالوا ...
هو زعيمنا المطل علينا مبتسماً دوماً من الاعالي ...
فقط نحن فقراء العراق ومعدميه ...
نعم نحن فقط من يحادثه ويسهر معه في ليالي القمر...
فهو هناك من اجلنا كما كان هنا من اجلنا...
سرق الزمن اربعة واربعون ...
سبق الزمن ...
سبقكم ...
ليقول ان التسامح والتسامح هو سر العبور الى خبزكم و هناؤكم ورفاهكم ...
رحم الله عبد الكريم قاسم
كوبنهاكن