السيد عبد الله سالم
الحوار المتمدن-العدد: 5180 - 2016 / 6 / 1 - 23:50
المحور:
الادب والفن
فَرَكَتْ سُنْبُلَةَ القَمْحِ بَيْنَ الكَفَّيْنِ
وَتَمَلْمَلَ صَوْتُ المِزْمَارِ
هَزَّتْ غُرْبَالَ الدَّارِ
فَانْتَشَرَتْ حَبَّاتُ القَمْحِ
بَيْنَ المَطْرَقَةِ وَالسِّنْدَانِ
هَلْ كُنْتِ تَبْتَكِرِيْنَ فِيْ الغُرْفَةِ
نَارًا لِلْحَدَّادِيْنَ؟
وَإِبْرِيْقًا مَطَلْيًّا بِصَفَاءِ الخَبَّازِيْنَ؟
حِيْنَ عَلَى بَابِ المَنْدَرَةِ طَرَقْتُ
رَأَيْتُ
شَتَلاتِ المَانْجُو عَلَى الشُّبَّاكِ
وَبَقَايَا مِنْ جِلْدِ المَاعِزِ تَحْتَ الإِبْرِيْقِ
تَنْحَشِرِيْنَ بَيْنَ ثَوَانِي العُمْرِ
وَالزَّغَبُ الأَبْيَضُ فَوْقَ الشَّفَتَيْنِ
يُرَدِدُ كَلِمَاتِ الأُغْنِيَةِ الرِّيْفِيَةِ
فَوْقَ الدُّوَّارِ
سَأَلْتُكِ:
عَنْ سَاحَةِ لَيْلِ العُشَّاقِ؟
وَفِنَاءِ البَيْتِ العَامِرِ بِالدِّيَكَةِ وَالأَبْنَاءِ؟
فَرَفَعْتِ حِجَابًا
عَنْ خَجَلِ السَّاقَيْنِ
وَتَغَزَّلْتِ فِيْ نَهْرِ شَبَابِي
تِلْكَ الغَمَّازَاتُ عَلَى الخَدَّيْنِ
تُشْبِهُ فِتْنَةَ مِصْبَاحِ الغَازِ
فَتَلامَسْنَا
وَانْشَقَتْ أَرْضُ القَاعَةِ
بِئْرًا مِنْ خَمْرٍ وَعُيُوْنًا كَالبُسْتَانِ
أَشْرَبُ لَا أَسْكَرْ
أُبْحِرُ وَشِرَاعِي عِطْرُ البُسْتَانِ
نُمْسِكُ بِاللَّحْظَةِ فِتْنَتَهَا
وَنُغَادِرُ أَمْكِنَةَ اللَّذَّةِ
يَمْلأُنَا وَعْدٌ بِلِقَاءٍ
عِنْدَ السَّاقِيَةِ الغَرْبِيَّةِ
كَيْ نَبْدَأَ فِيْ عَامِ العِشْقِ
عَامَ حَصَادٍ آخَرَ
نَفْرُكُ سُنْبُلَةَ القَمْحِ
وَنِهِزُّ الغُرْبَالَ.
د. السيد عبد الله سالم
المنوفية – مصر
1 أبريل 2014
#السيد_عبد_الله_سالم (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟